الجمعة، أكتوبر 31، 2014

عودي كما كنت .






عودي كما كنتِ ليس ترابا ولكن قصةًَ مغمورهْ .
عودي لوحةً صامتةً على جدار الماضي محفورهْ .
أحفورةٌ في أعماق الزمن السحيقٍ أطرافها مطمورهْ .
عودي صفحةً بيضاء ليس على سطورها اسطورهْ .
عودي حكايةً منسيةً كتبتْ أحداثها قلوبٌ مكسورهْ .
عودي وردةً حول النهر ذابلة تهفهفها نسمة محرورهْ .
عودي إلى غابة النسيان غامضةً وإلى الربى المهجورهْ
ارحلي فقد مزَّقتِ من حياتي صفحةً وأحرقتِ صفحةً منشورهْ

الثلاثاء، أكتوبر 28، 2014

أثقال البراءة .




كم في الدنيا من آلام ، وكم فيها من متألمين !
وكم فيها من أوجاع ، وكم من متوجعين !
عناء بحجم الكون لا ينتهي ولا يطال ، وآلام وبؤس
يدك الأصلاب ويوهن العظام ، وشقاء يمحو آثار
السعادة ويزيل أسارير الفرح

كم هي دنيئة هذه الدنيا ، ووضيعة لا تساوي مثقال
حبة من خردل ولا تساوي عند الله جناح بعوضة ،
وكم صغيرة لا تساوي حجم الألم ، ولا ترحم المتألم ،
لا ترحم صغيراً ولا كبيراً ، ولا طفلاً ولا شيخاً هرماً
تلقي عليهم بآفاتها ووسخها ولا تبالي في أي مكان
منهم أصابتهم ولا تكترث بما يلقون من كبد ونصب .

رخصية وترخص من أغلاها ورعها فوق مقامها ،
دنيئة دني من أعزها وعظمها ، وضيعة تضع من رفعها
ووقرها ، تهلك أهلها بوضاعتها ، غادرة وإن طال لها
وفاء ، تكذب وإن بدا منها الصدق ماكرة وإن أبدت
نواجذها مبتسمة مستبشرة ، فما هي إلا تكشيرة لبؤة
عن أنيابها لتفترس طريدتها .

تشقي من يلتفت إليها ويركض خلفها ، وتغدر بمن يركن
إليها واطمأن لها ، حقيقتها عكس ما نتصورها وننظر
إليها ، ونعرف عنها ، وتتصور كما يراد لها ولكنها لا تبدل
حقيقتها ، وهي في الحالتين صادقة وكاذبة معاً ، صادقة
عند من يعرف حقيقتها ودناءتها ولم يغتر بها لأنه رآها
على حدقيقتها وأدرك دناءتها فكانت صورة صادقة لأنه أراد
أن يراها في وضوع .

وكاذبة عند من اغتر بها ورآها على غير حقيقتها ، فتله حتى
يفتتن بها ويركن لها ويقع في حبها وهواها منيه وتتجمل فما
تلبث أن تتولى عنه وتدبر ثم تتركه يغوص في في وحلها
ومستنقعها ويقع في براثنها .

إذا كنت تريد أن تعرفها على حقيقتها فانظر إلى حالك فيها
فإن كنت سعيد بها وبما قدمت لك ، وبطاعتها لك وانخدعت
بجماله ورونقها ، ناس نهايتكَ ، وآخرتك ، فاعلم أنك قد
وقعت في شراكها ولفت عليك حبائلها فانتظر تحولها عنك تحت
ستار الليل أو في وضح النهار .

تأمل تلك الطفلة الصغيرة ، عندما ألقت الدنيا بثقلها على ذلك
الجسم الصغير والكاهل الغض ، وكيف أنها لم تستطيع إلا أن
تجود بدموع الألم والحسرة ، عندما احتاجت إلى الماء ثم حصلت
عليه بعد عناء ، فلما لم تستطع أن تحمله وحدها ولم تجد من
يعينها على حمله توقفت ثم هبطت إلى الأرض تجود بدموعها في
مشهد مؤلم ورهيب ، تتفطر من القلوب .

عد إلى الصورة وتأملها جيداً ، وتخيل حجم الألم الذي يعتصر
الطفلة ، والحسرة عندما حصلت على الماء بصعوبة ، ولم تستطع
حمله وإيصاله إلى المكان الذي تريد ، ولم تجد من يعينها على إيصاله
، فهي في الحالتين سواء وجوده من عدمه .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الدنيا ملعونة ملعون
ما فيها إلا ذكر الله وماوالاه وعالماً أو متعلماً "

حديث حسن غريب .

فيامن أغدق الله عليك بنعمه وحباك بفضله ، 
لا تغتر بالدنيا ولا تركن إليها ولا تنس أن 
هناك في أطرافها من هو في بؤس وشقاء ، 
ويتوجع ويتألم ويتضور جوعاً ، ويتقلب على 
لهيب المرض والجوع والعطش والجهل ويرزح 
تحت وطأة الخوف والقهر والاضطهاد ، وينام 
تحت هدير القنابل وتكسر الأنقاض ، في الحر والبرد 
والعري ، بينما أنت تنعم بفضل الله تتقلب في نعمائه فاتق 
الله في نفسك أولاً وفي مالك وما رزقكه الله تعالى 
فليس لك وحدك وما أعطاكه الله إلا لينظر هل تؤتي 
الله حقه فيه ، بما استخلفه عندك من مال ورزق ،
 وأطعمت ... ( الطعام على حبه مسكيناً
ويتيماً وأسيراً
) . ولا تأمن لها فإنما هي عرض زائل .

الثلاثاء، أكتوبر 07، 2014

لحاء الزيزفون .

كأغصانِ الزيزفونِ حبكِ ، كلما تاهت قدماي عن دربكِ رأيتكِ
ووجدتُ حبكِ يعمل في أرجائي ، ويتربع على عرش كياني
محكماً قبضته على أقاليم فؤادي ، حتى لم أعد أرى في الكونِ
إلاكِ ، أنتِ فقط مليكتي ومملكتي التي تحتويني ، وسمائي التي
تظلني ، وقطرة الماء التي ترويني ، ونسمة الهواء التي تنعشني
وكلمة الحب التي تحيي أوصالي ، وتسري في شراييني ، تشبعت
بكِ مفاصلي وأوصالي ، وجرت بهواكِ عروقي ، ودبت بغرامكِ
في الجسد روحي .


أظل متشبثاً بكِ سائراً خلفكِ أقتفي خطاكِ ، أتبع أثركٍ في مفازات
العشقِ وفيافي الغرام ، على أثر قدميكِ أضع قدميَّ ، لتدلني على
أرضكِ خطاكِ ، لأجدكِ نائيةً عني هاربة ، تسيرين في مسارات
موازية لمساري ، لا تتقاطع خطانا ولا تتباعد ولا تلتقي لتتحد
ولا تفترق ، فأحث السيرَ وأنهكُ الجسدَ ، وأضني قلبي كي ألتحق
بخطاكِ وأسير في دربكِ ، فلا تزال الخطا متسارعة ، والآفاق بيننا متسعة ، وغابات الذكريات موحشة مترامية .

لم ألق فيها إلا حباً رمادياً كلحاءِ الزيزفونِ غامضاً .
لم أعد أفهمكِ ولم يكن حبكِ سوى أزهاراً بيضاء قاتمة ، ووروداً
ذابلة شاحبة ، وأغصاناً باهتةً وأوراقاً كأوراق أشجار الخريف .

الأحد، سبتمبر 28، 2014

الرؤيا



قلت رأيت في المنام رؤيــــةً .
فقالت تلك أضغاث أحــــــلامِ .

فقلت إني أنــــــــام على سُنَّةٍ
ولا سبيل لوساوسِ الشيطانِ .

فقالت تلك أحـــــــــلامٌ بعيدةٌ
فقلتُ أسعى لتحقيقِ أحلامي .

وقلتُ إني لبيتــــــــكِ قـــــادمٌ
فقالت عليك صعود الـــــعنانِ

وقالت تلك مطالبٌ مرفوضــةٌ
ولو ضمنتَ لي ولوجَ الجنـانِ .

فقلتُ إني بحبكِ مــــــغــــــرمٌ
ولا سبيل لي إلى النسيــــانِ .

وفي القلب من حبكِ جــــذوةٌ
وفي الصدر لهيبُ نـيــــرانِ .

مُنِّي عليَّ من فضلكِ بكلمـةٍ
تزيل عني لوعةَ الهجــرانِ .

إغفاءة للذكرى وسنوات الخلود .


سأخلدُ إلى نوم عميق أسبحُ في لجج بحره وعتو أمواجه
، وسأتخذُ من قمم أمواجه مطية تقذف بي نحو زمن سحيق
تتجاذبني أمواج الذكرى وعواصف الحنين ، وصور من الماضي
تتعاقب على شريط آفاق الزمن ، وترفرفُ على شجيرات الصيف
العاريةِ ، وتهبط مع أوراق الخريف المتهادية نحو الأعماق لتستقر
في ساحات الذاكرة ، تعزف على أوتار الحنين معزوفة النوى ، وتردد
ألحان الشجى المدوي بين قضبان الحنايا بصوت شاحب ملؤه الأحزان
والأشجان .

سأفتح في إغفاءتي سجلات السنين الغابرة ، وأقرأ تلك اللحظات العابرة
وأجدد مراجيع حب على نواشر معصم الأيام ، وحيطان الفؤاد
، لعل أجزاء من تلك الصور يعود من سنوات الخلود ، وتنطلق
الذكرى في أقطار الكون بحثاً عن روحي الأخرى التي هاجرت
منذُ عقود ، وهجرت الروح وضلتها في ضجيج الأيام وعتمة
الليالي .

سأزور في أحلامي الأطلالَ وأعلو مشارفها ، وعلى شاطئ
وادينا سأعيد زرع الورود وسقيا الأغصان ، وأنصت إلى
الطيور الجذلة بترجيع أعذب الألحان ، وأعمرُ عش الزهور
والورود في وادينا من جديد ، وسأرسم فيه لها تمثالاً
وأتخيل لها طيفاً وأتحدثُ إلى الطلل البالي همساً كي لا أستيقظ
من إغفاءتي ويعود زمنُ الفراق من جديد .

سأكبح جماحَ العقل والفكرِ ليبقَ في الماضي حبيساً لا طليق
الحاضر الممجوج ولا منتظرَ المستقبل المجهول ، وسأعيشُ
في محبس ماضي الخلود ، وأنا في أقصى المستقبل وأدنى
الحاضرِ .

سأعيش الزمنَ الغابرِ بكل تفاصيله ودقائقه ، ولن أصغي
إلى نداءات الحاضر ولا إغراءات المستقبل الغامض
لأن الحاضر لم يعد سوى مستنقعٍ آسنٍ تغير لونه وطعمه
وفاحت رائحته النتنةُ وأفسدت عطر الزهور وأذهبت جمال
الورود ، أو مستقبل مجهول كقطع الليل المظلم كلما اقترب
منا أو دنونا منه زادت بنا الحيرة وأبحرت النفس في
غياهب الغموض وتجشمت متاعبَ التوجس والترقب وتبلبلت
في أوحال الريبة والظنون .

الثلاثاء، سبتمبر 16، 2014

في جنازتي تنثر زهر .



طال السفرْ .. طال الهجرْ
متى نجلس سوياً والبدرْ ؟
متى نسمر على نور القمرْ
متى نسهر على شط النهرْ ؟

****
راح العمرْ وبان في الرأس الفجرْ
إلى متى هذا الهجرْ
إلى متى هذا السفرْ
... أما له من مستقرْ ؟

****
يا غائباً عني دهرْ
تركتني أقضي قهرْ
طعنتني في مهجتي ..
أشعلت في قلبي شررْ
وعدتني وعاهدتني ألا تميلَ للغدرْ
لكنك أخلفتني وعدك وأنت مقتدرْ
ألا تميل في الهوى ولا تميل للبشرْ
ثم أعدمتني وجعلتني هشيماً منتثرْ

وسرت في جنازتي
شيعتني حتى القبرْ
وبعدما أعدمتني ...
في مأتمي تنثر زهرْ

الثلاثاء، سبتمبر 02، 2014

جعلت حبك مذهباً ...



أصابكِ حزنٌ أم أصابكِ إعياءُ أم بليتِ بحادثاتِ الزمانِ .
مالي أرى رأسكِ تلألأ مشتعلاً ، والعظمُ منكِ فيه وِهَانِ ؟
رُبعٌ من القرنِ قد مضى خِلْسَةً وخمسٌ خلونَ عليهِ بيانِ .
أشابَ رأسُكِ وأنا يافعٌ لا والذي أهلكَ بالريحِ
عاداً ثمانِ .
قد ضربَ النهارُ لُبتي ومفرقي ووهن العظمُ ومالَ كياني .
تمادي في البعادِ وزيدي لوعتي فإنكِ في فؤادي كل زمانِ .
واقتليني وأحسني قِتْلتي بالنوى أو بخنجر يشق جناني .
فإنني والله ماض بحبكِ دهوراً وإن طالت بي الأزمانِ .
وجعلتُ حبكِ في العاشقين مذهباً وهجرتُ لأجلك كلَ الحُسانِ .
 

  هناك من يبحث عن صور اللقاء ،
وهناك من يبحث عن صور الحب والوفاء .
أما أنا فأبحث عن رمز البعاد والفراق ،
وعن صور الذكريات .
أسير في دروب الحب وقد تلاشت
ملامح الطريق لم أعد أرى
إلا آثاراً لأقدامي قد عفى عليها الزمن
واندثرت في عجاج السنين .
في داخلي أحاسيس ومشاعر تمور موراً ..
مزيج من الشوق والذكريات ..
والأمل البعيد ، ونيران الفراق
وأمل بلقاء يكاد يكون مستحيلاً .
إنني أتألم في داخلي ..
في أعماقي أشواق ..
حنين .. آمال وذكريات .
سنين تمر دون هوادة ..
وعمر يجري لمستقر له ..
ومحبوب يتوارى
في كثبان السنين .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More