الاثنين، مايو 03، 2010

في كلتا الحالتين أنت مسحور

الحقيقة والنسيج وقد يكون الخيال حقيقة
( حقيقة )


إذا توسدتَ معصمكَ وساعدكَ وأسلمت روحكَ لبارئها في سنة نوم أو غمار من الأحلام ، وما أن تعمقتَ في تلك الإغفاءة وشعرتَ بجسدكَ يلتقط أنفاسه ويلقي بوعثائه إلى محرقة الراحة والسعادة ، وينتزع نفسه من براثن الإعياء والتعب ، حتى تبادرتإلى هدأة نومك وسعادة أحلامكَ الأحلام المزعجة والكوابيس المخيفة ، ورأيت الثعابين كأنها تلاحقكَ وتنهش عقبيكَ والحياتُ تجريخلفك لتنهشكَ ، أو رأيتَ الحيوانات المخيفة والخطيرة كالجمال والسباع ، والكلاب السوداء وأناس سود وكل ما هو مخيف يزعجونك في سنة نومكَ ويخترقون هدأته ويعكرون صفوه ويطاردونك في كل ناحية ويقضون مضجعكَ فاعلم أنكَ مسحور أو مصاب بعين أو حسد أو طائف من الشيطان ولكنني أبشركَ بأن حالتك سهلة ولك رقية وراق وما أصابك له دواء وسيذهب عنكَ حَزَنُهُ بمشيئة الله تعالى .


النسيج
أما إذا كنتَ على فراشك تتقلب في غبطته ودفء قطنه ثم أخذتكَ إغفاءة الراحة إلى سنةٍ من النوم التي تسللت إلى جفنكَ خلسة لما شعرت ببرودة الفراش ، ونعومة ملمسه ، فتسلل من خلال حجاب تلك الإخلادة عقلك وذهب إلى عالم الخيال والتحق بركب الذكرى ، وتوغل في عالم الذكرياتفثقلت في نوم عميق وقفزتَ إلى واديه السحيق ، ودخلت إلى دهاليز الأحلام والرؤى فرأيت الغزلان تتيه في جنبات الغابة ، وتشرد من مكيدة الصيادورأيت القمر بازغاً والشمس ساطعة ، أو سمعت هاتفاً ( يهمس ) في خيالك بأجمل الكلمات وأبلغها ، وأعذب العبارات وأفصحها ، وروعة الحروف في نسيجها ، وأذاقكَ من الذ المعاني وجزالتها شهداً ، ورأيت السهام تتبادرك من كل ناحية وصوب فاعلم أنك مصاب بهوى غانية حسناء قد استغنت بحسنها وجمالها ، فتمثلت لك في هيئة غزال شرود فهرولت أمامكَ هاربة متعمدة وليست خائفة ، حتى تلقي بك في شراكها هي لا أن تقع في شراككوتصطادكَ بدلاً من أن تصطادها ، ثم اختفت فجأة لتطل عليك بعدما توارت في صورة قمر مكتمل الوجه ناصع الصفحة ، عندما يطل على الكون بنوره ويخترق صمت الليل البهيم لتريك فن العشق وطرقه ووسائلها الناجحة للاسر والاصطياد ، فتوارت عنك وغاب بدرها لتطلع عليك بعد زوال الليل وتشرق عليك كما تشرق الشمس في الصباح وكأنها تقول لك بأن العشق حقيقة كالشمس فلا تجعل منه وهماً أو محالاً ، وإذا لم تكن كفؤاً له فسيحرقكَ بناره وحراراته كما تحرق الشمس وتقتل خبث الطبيعة . وبعد ذلك همست في في خيالك ومزقت صمت نومك بكلماتها العذبة ، ومعانيها الجزلة وحروفها المهيبة المرصوصة بإحكام البيان تكاد تتراقص متغنية بأعذب الألحان وأجمل الأنغام فاعلم أنك مصاب بداء عضال وقد أصابك ( همس ) معانيها بسحر البيان ورمتك بسهام الكلمة والمعنى وجمال الحرف . وارسلت سهام معانيها إلى الصدر فاخترقته فانتظمت منه الجَنَانَ ، وحينها اعلم بأنك مصاب بسحر مختلط من الكلمات والحروف والجمال فتشكل وتلاحمحتى صار هوى وعشقاً فاصبحت مسحوراً بسحر من نوع آخر .وهنا أقول لك إنني أتقدم إليك باشد الأسف والاعتذار فلم أجد لك رقية ولا راق ولا من يجيد الرقى ، فلا تبحث عنها إلا عند من أصابك بالهيام والهوىفهو طبيبك وسهمك المعلى .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More