ما من أحد إلا وله ماض ، وما من أحد يمكن أن ينسى ماضيه ، الماضي هو نقاط مراجعة يتوقف عندها كل واحد ، وسفر يعود إليه في معظم الأوقات ، ولكن تختلف عودة كل واحد لماضيه عن الآخر ، فمنهم من يعود إلى الماضي نادباً حظه ، متهالكاً أمامه ، محبطاً فيعلن فشله من جديد ، ويبقى عند أسواره ينظر إلى أعلاها يتمنى على الله الأماني ، فلا يستطيع أن يغادر لأنه أعلن فشله . ومنهم من يعود إليه ليستلهم مستقبله ، ويصحح مساره وكأن ماضيه مرآة ينظر فيها إلى مستقبله ليسير على منهاج صحيح بخطى ثابتة .
والماضي محطات في أغلب الأحيان نتوقف فيها لنحتسي قهوة الذكريات ، ونخلد إلى نوم خفيف نستعرض كل لحظات الماضي أو جزء منها لنستيقظ من تلك الغفوة وقد استرخينا فنعود أقوياء أو كأنها لحظات قراءة في كتاب .