لمَ ترحلين وتتركيني أتحدث إلى طيفكِ ، وأنسج بخيوط الأمل البعيد وعود لقياكِ .
لمَ تفتحي قلبكِ لي ثم تستوقفيني على أبوابه ، ثم تجعلي حاجب الجفاء يصدني عن الدخول ؟
ترى أتذكريني كما أذكركِ ، أم أن الزمن قد أتى على كل ما كان بيننا ، وأزال ما علق بقلبكِ مني ؟
لا تحزني يا فاتنتي فمهما نسيتِ وبأي طريقة نسيتي فلن أنساكِ ، بل إن كلما تقدم العمر بنا وطوت الأيام مزيداً من صفحاتنا فإن كل شيء يتجدد كان بيننا ، وكلما تعمقت الذكرى في
غياهب الزمن ، وتوارت خلف أسوار البعد ، تتجدد في أعماقي ذكراكِ ، وتنبعث في مخيلتي صوركِ وتتردد في كياني همساتكِ .
أنتِ البحر الذي سبحت فيه فغرقت دون شواطئه ، وأنت الحديقة الغناء التي أنبت إليها كلما خرجت منها ، فأعود إلى أسوارها متوسلاً إليكِ كي تعطفي على من وقف حائراً على أعتابكِ .
أنتِ الضياء الذي ملأت خيوطه أعماقي ، وبددت ومضاته زوايا ظلام الحنين ، وأشواقكِ .
يا قطرة كالماء الزلال أزالت ضمأ الحب وذابت في ساحتي فأنبتت الآمال والأمنيات بلقياكِ .