الثلاثاء، يوليو 18، 2017

اعذريني .. لا أملك إلا أن أعشقك !


لا تلوميني إن تجرأتُ وبحتُ لك بشعور حب كالسيل الجارف ، يكتسح الجوارح ، ويغطي العقل ، ويغتصب المنطق ويرنو على القلب ، ولا يهدأ وإن كنت بعيدة المنال ، ولا تضعفه نوبات اليأس أو تعيقه أسوار الظروف .
يرتجف جسمي إذا شعرتُ بأن قدميك تطآن الأرض التي تقلني ، وتتسارع نبضات قلبي إذا علمت بأن أنفاسك تختلط بهواء مدينتي ، وتخبو كلما ابتعدت ثم تتحول إلى نبض حنين واشتياق ، وتتهدم تلك الأسوار التي بيننا لتتحول إلى أبواب واسعة للأمل الممزوج بالألم .
إنني أكتب خواطري فيك وإلهامك يدفعها وأستمد كلماتي من صورتك المنقوشة في الخيال ، فأجدني غارقاً في التفكير فيك حتى أكاد أن أغيب في غياهب طيفك .
كنتُ قد توقفت عن التفكير ومساجلة الكلمات المشاكسة ومنادمة القلم ومداعبة الأوراق عندما توهمت أنني قد سلوتك ، ولكنني أيقنت أنما أنت نبضة قوية تدفع بحبك مع الدم في عروقي حتى مزجتني بك وأروت جسدي بهواك ، وأيقنت أنك قدري وأنك قد صرت كياناً في كياني وملكة استوليت على سلطاني .. فأعذريني فلا أملكُ إلا أن أعشقك وأستسلم لسطوة سلطانك . 

الجمعة، يوليو 14، 2017

حاملةُ الشَّرِيْمِ ..!

كنتِ تخرجين في الصباحِ الباكرِ والحشائشُ على موعد مع كفيكِ ، تلامسُ قدميك وتغسلمها بماء الطل البائت عليها وتبلل أطراف ثيابكِ ، تكاد الزهور تنحني لدى مرورك عليها والطيور تلقي عليك التحيةٓ من أعشاشها المعلقةِ في أغصان الخميلة التي تنقشين خطْوٓكِ على ترابها .
لازلتُ أعيش ذكراكِ ، وصورتكِ لم تزل ماثلةً أمام مخيلتي وصدى صوتك يعزف في ذاكرة الخيال بعد مرور أكثر من ربع قرن من خروجكِ في ذلك المساء وانهيار بنيان حبنا على أطراف المدينة ، ولازال صوت بكاؤكِ يجزِّئُ أوصالي ويجمد أطرافي ، وتنتابني منه عبرةٌ تختقني ، وخمول يكبحُ جٓلٓدي ويهدم قوتي ، ويشتت كبريائي ويلزمني البكاءٓ حتى تملأ العبرةُ محاجري وتسكنُ حنجرتي ، حتى أشتهي البكاء ثم أكبِتُهُ في أعماقي وأهرق مرارته في صدري ، حتى يبكي كل عضو مني ويتألم كل شعور وإحساس في أعماقي ، ثم أرحل على أجنحة الحنين وأغني على أنغام الأنين إلى عالمك الافتراضي الذي أسكنتنيه بنظرة اختلستها إليكِ ظهيرة جمعة قبل سبعة وثلاثين عاماً ، لا زالت سهامها تتوالى تباعاً وتخترق أضلعي وتقتلع قلبي وتسوره جدار الماضي السحيق الصامت صمت المقابر . 

الخميس، يوليو 06، 2017

رحلة إلى تلال القمر .


عندما أرى الضوء يتسلل إلى الأرض في غياهب الليل

متوهجاً من صفحة القمر النقية وهو يمشي على استحياء يتهادى من خلف الغيوم ، التي كست السماء ثم غدت كسفاً هنا وهناك ، تاركة مساحات يتجلى فيها القمر إلى الأرض لينشر حبال ضوئه الهادئة ويدليها على الربى الخضراء ، وهي تبدو كأنها سلالم مرصعة باللآلئ ، والورق ، تداعب الخضرة تارة وتختفي تارة حتى يأذن الليل بالرحيل ، أو تتبدد تلك الغيمات لتترك صفحة السماء لبهاء القمر وضيائه .


أهيم في تلك الآية ، متأملاً ، ثم أطلق لنفسي العنان للإبحار بمخيلة الذكرى في ذلك السحاب ، وتلك الفضاءات المهيبة ، حتى أشعر بأنني أسير على تلال  القمر وأنخفض عن نجوده ، وأعبر وديانه ، وأنبسط في سفوحه .


إنها رحلة من الذكرى قد شددت لها رحلي ، وسرت في غيبها ومغيباتها لعلي أحضى من روحك بلقاء على تلك التلال ، أو أسمع همسك يتهادى إلي من خلف السحاب .

أو أرى طيفك يتوهج في آفاق السماء كأنه كوكب دري يتلألأ على خط الأفق الرفيع .


عندما افتقدت وحيك ، وغاب عني جسدكِ ، وانقطع عني صوتكِ على الرمل ، والتل والربوة ، وبين الزهر وتحت الشجر ، وفي صفير الريح وخرير النهر ، بحثت عنكِ في الأفلاك ، وتأولتكِ في الأنواء ، وتواريتكِ في السماء ، بين الغيمة وفوق التراب

وتحت السحاب ، وفي عتو العباب ، وبين رذاذ الضباب ، لعلي ألتقي روحك، وأسترد جسدكِ ، وألتمس بين الأصوات همسكِ .



شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More