الأحد، مايو 15، 2011

ثورة الأبدال .

مظاهرات سوريا أو الانتفاضة الشعبية السورية إن صح لي التعبير ، لها أهميتها العظمى في تاريخ الأمة العربية أجمع ، وليست كباقي الثورات التي حدثت في بعض الدول العربية ، مؤخراً ، ولا زال بعضها في دول أخرى في مرحلة المخاض ، لم تر النور بعد ، ولم تؤتِ أكلها ، إذ أنها لا زالت تراوح في مكانها ، نتمنى أن تنتهي على خير ما يرام في أي دولة إسلامية ، وتتجاوزها تلك الدول إلى السلام والأمن والاستقرار ، وتعود أحسن من ذي قبل ، وأن يهيئ الله تعالى لأمتنا من أمرها رشداً ويجمع صفوفها ويوحد كلمتها على الحق والخير والصلاح . 

أما الانتفاضة السورية فهي بحد ذاتها تعتبر مرحلة مفصلية هامة بالنسبة لأمتنا عامة والسوريين خاصة ، وهي تعتبر من أهم الثورات العربية التي يشهدها العالم العربي في معظم دوله ، وأعتقد أن من سوريا  ستكون انطلاقة الأمة العربية الجديدة ومسيرة نحو الوحدة العربية والألفة الإسلامية ،  إذا ما استمر السوريون في ثورتهم وعقدوا العزم على مواصلتها وسعوا إلى إنجاحها ، ولم يتوقفوا في منتصف الطريق ، لأن التوقف في منتصف الطريق سيكون انتحاراً بالنسبة لهم ، حيث أن ذلك سيؤدي بهم إلى الاعتقالات ، والتصفيات ، والقتل ، والعودة إلى أسوأ ما قبل الثورة ، لذا يجب عليهم الاستمرار والمضي قدماً نحو هدفهم السامي ، ويحققوا التطلعات العربية والإسلامية ، المعولة على ثورتهم والمؤملة فيها خيراً وفتحاً قريباً بإذن الله تعالى . 

وها نحن نرى ونلاحظ بوادر الخير والنصر من هذه الثورة المباركة إذ أن بعض الأصوات التي كانت تدوي عالية في أرجاء العالم العربي متشدقة ومدعية العروبة والدفاع عن حياضها وعن حياض الإسلام ، والأمة تملقاً ونفاقاً ورياء ، وكذباً وبهتاناً ، فلم نعد نسمع بصياح زعيم التنظيم الإرهابي في لبنان المسمى ظلماً وبهتاناً ( بحزب الله ) وزعيمه حسن نصر الله الذي كان حاضراً في كل المناسبات العربية وما يلم بها من مصائب ومشاكل ، مصرحاً ومتشدقاً بالتهديد والوعيد والكلام الذي لا يعدو سوى تمثيليات وذر للرماد في العيون ، وكذباً مصبوغاً بالصبغة الإيرانية البحتة التي لا يأخذها إلا ولا ذمة في الأمة الإسلامية ، ولا ترعى حق الجوار ولا حق الإسلام ولا الدين . 

فمنذو أن بدأت الانتفاضة السورية المباركة تضاءل القائد الفذ ، وتقهقر ، واختفى صوته ، وسكت دويه وقبع خلف الأحداث مترقباً النتائج النهائية في سوريا وإلى أين ستصل ثورة الشعب العربي الأبي ، وهذا دليل عل ىأهميتها وأهمية المرحلة في سوريا ، فوجمت وسكتت الأصوات التي كانت تعلو وتنتشر في كل الأرجاء تهديداً ووعيداً وغلى أخره من الكذب والتملق والخداع ، ووجمت الغربان الناعقة ولم تتفوه بكلمة ولم تعد لها تلك الصولات والجولات والبيانات الرنانة ، فبهتت ، وبقيت صامتة تترقب ما تتمخض عنه الانتفاضة السورية المباركة ، وماذا سيقرر الأبدال . وهل سيستمروا في ثورتهم ويصبروا ويكملوا مسيرتهم نحو التحرر والحرية ، ويسهموا في تكوين الوحدة العربية والإسلامية . 

لعل هذه الثورات فاتحة خير إن شاء الله تعالى وهي الخطوة الأولى نحو بداية نهاية التشرذم والتشعب والفرقة ، والدويلات والدول ، وأنها لبنة صلبة في جدار أمة واحدة إسلامية عربية كلمتها واحدة ، وصوتها واحد ، وجسدها واحد يتداعى سائره إذا اشتكى بعضه . 

إن شمس أمة عربية إسلامية واحدة قد لاح ضياؤها في الأفق وبدأت تشرق على أرض أمتنا سيما بعدما طلبت بعض الدول العربية كالأردن وتونس والمغرب الانضمام غلى دول مجلس التعاون الخليجي المبارك ، وهذه والله بشارة النصر وبزوغ الأمة الإسلامية الواحدة التي أثلجت الصدور وغمرت الفرحة بها القلوب أسأل الله تعالى أن يتم لهذه الأمة الخير والبركة والنصر والتمكين ، وأن تتابع باقي الدول العربية في الانضمام إلى دول المجلس لأن ذلك من بشار الخير والنصر والعزة والقوة ، ودليل على أهمية دول مجلس التعاون ودورها الفاعل في سبيل وحدة الأمة ووحدة الكلمة والتعاون المشترك . 

يجب أن تكون هذه الثورات بداية خير وانطلاققة نحو وحدة عربية واتحاد إسلامي وصحوة إسلامية وليس ثورات انتقامية من رؤساء وساسة وهبوا أعمارهم لخدمة شعوبهم حتى وإن بدا منهم بعض الجفاء ، فقد حفظوا لدولهم مكانتها وأمنها واستقرارها ، وظلوا هكذا حتى كتب الله عليهم الزوال وهذه سنة الحياة ( ولكل أجل كتاب ) .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More