هل تشعرين بي ؟
هل تحسين بوحيي الذي أرسله مع كل طيف ..
مع النسمة ، والهواء ، وألحان الطير ..
هل تجدين إلهامي الذي أبعثه إليك عبر لغة التخاطر وتأملات الاسترخاء .
وتسمعي صوتي داخل أعماقك ، يطرق على أبوابقلبك ، ويدوي في حناياك .
مرسوله همسي الخافت ، وطيفي العابر من خلال حجب الهواء ، وطيات السحاب ...
إلى متى ستظلين تتجاهلين ما تعلمته من فن التخاطر من أجلك ؟ فقد أفنيت ما تبقى من عمري ، وتلك السنوات العابرة في الاستغراق في وسيلة التخاطر ، والحديث إليك من خلال الصمت ، والظلام ، والهواء ، والألحان .. كأنني عابد ثمل بلذة العبادة والتعبد .. وليس بي إشراك ولا غواية ولكنني أفني نفسي وحياتي من أجلك ..
من أجل أن يبقى طيفك في كل لحظاتي ، في يقظتي ، ونعاسي ، واستغراقي في سباتي ، وفي أحلام اليقظة التي أنسجها عمداً وطوعاً وكرهاً ، حتى تظلين الصورة الخالدة في ذاكرتي وذكرياتي ..
إلى متى ستظلين تتجاهلين حديثي إليك بكل وسيلة ، وأجدكِ في كل صوت ولحن ، وهمس وصمت ، وظل ونور وبارد وحرور ..
في صوت مياه الشلال المتدفقة بقوة ، ومويجات البحر المتصاعدة ، وأمواجه المتلاطمه ، وهدوئه الوادع . وفي زرقته ، وتلونه ..
همت بك في كل وادي ، ورأيتك في صفحة القمر ، فكان ميلاد رجل وجريان وواد وبزوغ قمر ، حتى صرت ( رجل وادي القمر ) .
فعشقت الوادي ، الذي بنيت وأنت فيه عشاً من الورد والزهر ، وقدست أشراف تلاله السود التي أقلتني وإياك قممها الخضراء الحانية ، ونقشت على صفحة فؤادي ساعة اللقيا التي ولد فيها عمري وبُعِثَ حبي ودرجت على دقاتها حياتي وانصهرت في صوتها نبضاتي .. حتى كأنما حياتي نبضات ودقات تعزف اسمك ، وتنقش صورتك ، وتستلهم طيفك وتتلقى وحيك ...
أنت القمر الذي سرى في تلك الليلة الهادئة ، حتى شق شاطئ الوادي ، وبدد ظلام الليل الذي اسدل عليه أستاره ، وبعث هوامه وعواديه ، فعادت جنباته ضياء عبر وجهك الذي أشرقت به نواحيه ، وسرت نسمة الليل ترش علينا رذاذ طلها وقطرها الندي
ترى هل تقرأين حروفي ، وهل تبحثين عن كلماتي ؟ أم أنكِ قد استغنيتي لما صرتي غانية ... ؟
سأظل ألقاكِ عبر التخاطر ، وأسبح في بحر حبك عبر الخواطر .