الأحد، فبراير 03، 2013

كف عني أيها الماضي لا تسل .




كف عني أيها الماضي لا تسل .. ولا تطاردني بما هو منك قد رحل .
حلوك ومرك ، قد انتهى كما الشمس عند الغروب قد أفل .
وأصبحت أيامك ذكريات كانت أماني يوماً وأمل .
رحلت بأيامي وشبابي ومن قبل صباي تختزل . 


كف عني أيها الماضي السحيق وارتحل كما تشاء أن ترتحل .
لا تغزُ أفكاري وتبعث أحزاني وتنكأ جراحاً لما بعد تندمل . 

ها أنا أعيش بعد الفراق حياة بائسة ممزوجة بين أحلام وأمل .
بين حاضر كله أشواق وأنين وأهوال مستقبل وذكرى ماض قد رحل .

كف عني أيها الماضي البعيد .. فتفاصيلك قد طغت على أفكاري
فاطوِ عني كل أوراقك .. ومذكراتك ، وصورك والسجل .

بت تراودني وتزورني في ثوانيك .. وفي منامي وأفراحي والأتراح وعند صفحة الإشراق والآصال وفي كل سكوني والعمل 

كف عني لا تزد جراحي الغائرة .. لا تبعث أحزاني من جديد
واذهب في الدنيا كيف شئت وارحل وابتعد ثم ابتعد ثم وحدك ارتحل .

الأربعاء، يناير 30، 2013

ألقاك عبر التخاطر ...


هل تشعرين بي ؟ 
هل تحسين بوحيي الذي أرسله مع كل طيف .. 
مع النسمة ، والهواء ، وألحان الطير .. 
هل تجدين إلهامي الذي أبعثه  إليك عبر لغة التخاطر وتأملات الاسترخاء .
وتسمعي صوتي داخل أعماقك ، يطرق على أبوابقلبك ، ويدوي في حناياك .
مرسوله همسي الخافت ، وطيفي العابر من خلال حجب الهواء ، وطيات السحاب ... 
 إلى متى ستظلين تتجاهلين ما تعلمته من فن التخاطر من أجلك ؟ فقد أفنيت ما تبقى من عمري ، وتلك السنوات العابرة في الاستغراق في وسيلة التخاطر ، والحديث إليك من خلال الصمت ، والظلام ، والهواء ، والألحان .. كأنني عابد ثمل بلذة العبادة والتعبد .. وليس بي إشراك ولا غواية ولكنني أفني نفسي وحياتي من أجلك .. 
من أجل أن يبقى طيفك في كل لحظاتي ، في يقظتي ، ونعاسي ، واستغراقي في سباتي  ، وفي أحلام اليقظة التي أنسجها عمداً وطوعاً وكرهاً ، حتى تظلين الصورة الخالدة في ذاكرتي وذكرياتي .. 

إلى متى ستظلين تتجاهلين حديثي إليك بكل وسيلة ، وأجدكِ في كل صوت ولحن ، وهمس وصمت ، وظل ونور وبارد وحرور .. 
في صوت مياه الشلال المتدفقة بقوة ، ومويجات البحر المتصاعدة ، وأمواجه المتلاطمه ، وهدوئه الوادع . وفي زرقته ، وتلونه .. 
 همت بك في كل وادي ، ورأيتك في صفحة القمر ، فكان ميلاد  رجل وجريان وواد وبزوغ قمر ، حتى صرت  ( رجل وادي القمر ) .
فعشقت الوادي ، الذي بنيت وأنت فيه عشاً من الورد والزهر ، وقدست أشراف تلاله السود التي أقلتني وإياك قممها الخضراء الحانية ، ونقشت على صفحة فؤادي ساعة اللقيا التي ولد فيها عمري وبُعِثَ حبي ودرجت على دقاتها حياتي وانصهرت في صوتها نبضاتي .. حتى كأنما حياتي نبضات ودقات تعزف اسمك ، وتنقش صورتك ، وتستلهم طيفك وتتلقى وحيك ... 
أنت القمر الذي سرى في تلك الليلة الهادئة ، حتى شق شاطئ الوادي ، وبدد ظلام الليل الذي اسدل عليه أستاره ، وبعث هوامه وعواديه ، فعادت جنباته ضياء عبر وجهك الذي أشرقت به  نواحيه ، وسرت نسمة الليل ترش علينا رذاذ طلها وقطرها الندي

ترى هل تقرأين حروفي ، وهل تبحثين عن كلماتي ؟ أم أنكِ قد استغنيتي لما صرتي غانية ... ؟ 
سأظل ألقاكِ عبر التخاطر ، وأسبح في بحر حبك عبر الخواطر . 


الاثنين، ديسمبر 31، 2012

حديث الرمال .


كم أخاطبكِ في عتمة الليل ، وأسامر طيفك مع نجمة سهيل ، وأستنشق عطرك مع نسائم الندى .
أسافر عبر الذكريات إلى الماضي وأمتطي الخيال كي أقطع قفار الزمن ، لأستقر على أطلال عالمك
التي قد صارت مفاوزاً من الأوهام وصوراً باهتة من الأيام ، وأسواراً متهالكة من الأحلام .
أحياناً أتوق إلى الحرية والانطلاق في كل مكان .. أحلق كالطائر بجناحين من السرور بمساحات
الحرية ، وأعلو في طبقات السماء حتى أرى كل شيء وأحيط بالقمم ، وأتيه بين الغيوم وأرحل مع السحاب
أتوق إلى قطع القيود التي تكبل جسدي وكسر الأغلال التي توهن روحي وجَلَدي ، لأنطلق في الأرجاء
حراً طليقاً ، كطفل بري ء ترتسم على شفتيه مراسم الجذل والبراءة .
أقف على الكثبان وأتحدث إلى الرمال ، وأستنشق عبير الأزهار ، وأعطر به حياتي المنهارة .
ولكنني عندما أرنو إلى ذلك وأهفو إلى اتساع الآفاق ومساحات الأمل ، أجد أن تلك القيود والأغلال
من صنعكِ .. صنعتيها من كحل مقلتيك ، وحَوَر عينيك ، ثم أوضعتيها في فؤادي بسهميك ..
فأعود للعيش في أحضان طيفكِ وأعيد روحي من أجلكِ إلى قيودك وأغلالك .
عندما أعود لذكر التحرر منكِ .. أتذكر أنكِ قد قيدتيها علي وحرمتيها .. في ظهيرة يوم الجمعة قبل ربع
قرن .. ولا زلت من ذلك الزمن أقبع خلف قضبانك وردهات أزمانك .. لا أعرف عن الحرية سوى لفظها
وكتابتها .. كلمة جوفاء وحروفاً مبعثرة مفرغة من المعاني والدلالة ..
فهل تعين ما معنى ربع قرن ؟! إنها سنين توغلت في أتون الزمن ، وعمر كامل عشته مقيد حرية الفكر
والتفكير .. ليس في ذاكرتي سواكِ .. ولا في كلماتي إلا حروف اسمكِ ومعناكِ .. وليس في أخيلتي إلا هواكِ .
لا زالت أول نظرة أرسلتِ علي َّ بها سهامكِ ماثلة أمام ناظري .. ولوعتها تلتهب في أعماقي .. تظهر تارة وتخبو تارة أخرى ، كالبرق المتردد بين طيات عارض استحكم في السماء في غيهب الدجى فالتقى ظلام فوق ظلام .. يتهادى من بين طياته .. فيضفي على الليل وقاراً وجمالاً .. ويبعث في النفس أشجاناً .. وتأملات وآهات .. كلما أضاء أشرقت الآفاق وكلما خبا عادت إلى أتون الظلام ..
ولا زالت كلماتك الأولى يسري صداها في أودية الماضي وشعاب الزمن فيطرق أبواب سمعي كلما زحفت
عجلة العمر وأوغت الأيام في الماضي .. ولا زالت تلك الكلمات في أول قاموسي كأنها افتتاحية قصة
أو مقدمة دستور وتشريع لا يقبل الإلغاء أو التغيير .

 أجد وحيكِ في الخيال .. وهمسكِ في المنى والآمال .. وحديثكِ في شجيرات الكثبان وذرات الرمال ..
فصرت أهوى الخلوة والإبحار في لجج الخيال .. وأهيم في تلك الهمسات الخافتة ، وأعيش بالآمال
وأعشق الحديث إلى الكثبان والرمال . في الغابة أسمع همسكِ .. وفي الصحراء أنصت إلى وحيكِ ..

الخميس، نوفمبر 22، 2012

مناجاة على ضفاف الذكريات .


على ضفاف الذكريات استوقفني نداؤها الصامت صمت الأموات ، والهادئ هدوء الترقب والانتظار الطويل . 
تخاطبني الضفاف والنواحي كما تخاطب المقابر  الموتى  القابعين بين جدرانها ، وكأنني جثة هامدة ملقى على قارعة 
الأيام ، وبين ضجيج الذكريات . 
تفتح علي طرقات الماضي الجميل ، وتغلق علي أبواب المستقبل بأقفال الوجل والترقب وتغيب عن ذاكرتي لحظات الحاضر . 
وتجعل مرارة الماضي حلوة حتى تلك اللحظات التي رأيتها يوماً مرة وعسيرة ، وكرهت دقائقها وساعاتها ، حتى جعلتُ منها
أماني وتمنيات بأن تعود من جديد ، ولكن أنى ذلك وهيهات ، فقد باتت أماني مستحيلة . 
تستوقفني لحظات من الحاضر على أعتاب أطلال الماضي السحيق ، لتسحق كل ما تبقى من فتات من كياني المتهالك من 
عشرات السنين . 

أصغي على الضفاف لصوت خرير الأيام المتدفقة كالنهر ، تتتابع في جريانها بلا عودة ، لتنضب في صحراء الزمن ، وفلوات
الحياة ومفازات العمر ، تنتابني في تلك الجلسة كل المشاعر ، وتتتالى الأحاسيس بمرور شريط الماضي كومضات البرق الخاطف في ليل
عاصف يتخلل الغيوم في أطراف السماء البعيدة المظلمة . 
مشاعر جياشة تتصارع في داخلي وكأن اعماقي ساحة لمعركة حيامية الوطيس ، تقع ضربات سيوفها على أشلائي لتجعل منها
أشلاء أخرى متناثرة ، فتقتل روح الشباب والفتوة في ، فما تنتهي وقعتها إلا وقد أهلكت في كل القوى . 
وما يسكت صليلها إلا بعدما يترك ساحتي جثة هامدة . ثم رمت بي في قنطرة بين الماضي والمستقبل ، بعدما محت ملامح الحاضر
لأستيقظ في عالم جديد مختلف وقد كتبت من الذكريات ذكريات .

الاثنين، أكتوبر 29، 2012

الأحد، أكتوبر 28، 2012

ضبابة الشرق

اقرأ المزيد هنا ..

يا ضبابة الشرقِ سيري بهدوء ووقار ، كما السيل الكبير ينوء به الوادي ..
وينوء به ثقله ، ويا غيمة الضحى اقتربي من الأغصان ، ورشي رذاذك على ألوانها الزاهية ..
وبللي أوراق الشجر ، وانشري نسيمك العليل في الأرجاء
لتحيا به وتستنشق عبيره فتحيا وتحيا بها الأزهار .. والأوراق تخضر وتهتز فرحاً وصفاء .

ازحفي بهدوء وتخللي الأغصان اليافعة .. والأشجار الفارعة .
واملئي المكان بروحكِ وألوانك البيضاء الندية ..
واكسي القمم من عمامتك البيضاء الناصعة ..
وخيمي بصمت وقفي لتمنحي النفس أنفاساً ،
وتبعثي في الأعماق أشجاناً ، وتلهبي في الجوانح من الذكريات نيراناً .. لا تدعي الشمس تحرق الغصن ، ولا تتركي الأرض تنظر زرقة السماء .


دعيه يوماً قديماً وانكئي بصمتك جرحاً عميقاً ،
واقذفي روح الشباب في حنايا جسد بات من الصد كهلاً
وابعثي في النفس كل الذكريات كيفما كانت ، ومهما تكون .

أحرقي غصني ، وألهبي عاطفتي ... واحرقيها .. ثم احرقيها .. ثم احرقيها .. ثم انشريها كالأديم على صفيح الذكريات الساخن ..
ثم اقرعيها بمقاريع الحنين ، واصقليها بمطارق الأشواق والألم ..
ثم لفيها بين أثواب الشجن .. ثم ابعثيها إلى أعماقي بين الكفن .

املئي الوادي كعادتك في زمن الرخاء ، وغابر الزمن ، وابعثي في النفس آمالاً وغيّبي عني الذاكرة الحاضرة ، وأحضري لي كل ذكرياتي الغابرة واحبسيني في ذاك الزمن .. وارجعيني إلى الماضي وإلى رسم الدمن . 


واكتبي على جسدي كل آهاتي .. وآلامي .. وأحزاني ..
وأتراحي ..وأفراحي .. ودكيها بدقات قلبي العاني ..
واغسلي داخلي من أقذارالحاضر بالحنين لما مضى من الزمن ..

يا ضبابة الشرق المتسللة من أعماق الوادي .. اصعدي إلى الجبل .
واضربي أطنابكِ بين أطلالي .. وامكثي لتؤنسي روحي المتناثرة بين ذرات الدمن .


ورتلي على روحي آيات الوداع .. وأقحميها في جوانحي .. ثم اسجنيها بتعاويذ الحزن وامسحي من داخلي كلمات الأمل .. كي أموت وقد عاش قلبي قصة حب واطمأن . ثم ابعثي إلى فتاتي رسالة الموت .. وأخبريها أنني قد تواريت الثرى .. وتدثرت الكفن


بعد طول انتظار .. وأمل .. وحنين .. وألم ..
وكتبتها على صفحة القلب .. بل نقشتها في أعماقه ..
بدمي .. ودموعي .. ليس بالمداد والقلم .

الأربعاء، سبتمبر 26، 2012

أخبرني ليل تمشى في جانبيه نهار .





لست نداً للحزن ، بل أنا رفيقه ، بل هو رفيقي . جليسه وجليسي ، أناجي الغائبين من خلف جداره . وأتحدث إلى الأحبة من فوق أسواره ، وبيننا حجب من ضباب الأيام الغابرة .. العتيقة .. العتيدة .. العنيدة .. تمضي دون التفات ، وتركض دون إصغاء ، لا تلوي على الماضي ، ولا تكترث للحاضر ، ولا تهاب المستقبل .

عددتها على أصابعي الخمس ، ثم العشر ثم العشرين ، حتى لم أعد أجد أصابعاً أعد عليها ، فأشرت إلى الأشجار همساً أرصدها على قارعة الزمن السحيق ، حتى طال العد وتزاحمت الأرقام ، فأسقط في يدي والتوى على جسدي حبل الألم ، واعتلى كاهلي  حمل الملل ، فأعود لأقعد تحت أسوار الأيام أعيد العد وأبخسه حتى أعلل نفسي بوهم  الأمل الطويل ، بل المستحيل .

رسمت على جداري الزمني الواقف بصمود ، يعتريه جمود ، وهدوء الوجوم ، كأنه في انتظار أمر جلل ، لطخته بمداد بما يثعب من أعماقي من نزيف الجراح الغائرة الحائرة في عرصات كياني الهزيل ، المتهادي ، فتشكلت من ذلك المداد كلمات كنت أصد عنها يوماً وأكتمها خشية منها ، متوهماً بأنني إن ذكرتها سأثيرها ، وأنها لن تثور طالما تركتها وشأنها ، ولم أكن أعلم أنها قد دونت في قاموس ايامي القادمة ، وانطوت وطوت معها صفحة الأمل البيضاء التي كنت أنظر إليها كل يوم بل كل لحظة ، فما زالت تتهادى أمام ناظري ، وتتلاشى وتدرس رسومها وتتبعثر الحروف على سطورها كأنما كانت رتقاً فانفتقت . واسودت في عيني وضاعت معالمها ، فوعيت على رماد تذروه الرياح من وسط راحتي  فنفضت يدي فإذا بهما خاويتان . وتلاشى كل شيء وارتحل السامرون ، وانبلج نهار ، ثم أسدل الليل ستاره علي حتى أشرقت  خيوط الصباح في وسط الليل ، وجانبي الناصية ، فأخبرني ( ليل تمشى في جانبيه نهار ) .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More