الأربعاء، أغسطس 27، 2014
السبت، أغسطس 23، 2014
سأحبكِ بصمت .
أعلم أنكِ لن تكوني لي ..
وأعلم أن قلبكِ مشغول بغيري .. ولن يكون لي فيه متسع .
هناك عوائقٌ تحول بيني وبينكِ وأسوار عالية تحجبكِ عني
وأبقى أسير في معيتها أبحث في جدارنها عن ثغرة تفضي
إليكِ لأضع أمامكِ أحمالاً من المشاعر الجياشةِ التي تعصف
في أعماقي .
ولكن كلما سرت والأسوارَ أجدها تعلو وتزدادُ علواً ، وتزدادُ
الهوة بيني وبينكِ ، فيزدادُ بي الإحباط والثقل ويزيدُ الهم يرتعي
في أنحائي وأدركُ المسافة الكبيرة التي بيني وبينكِ .
أفتشُ في قلبكِ عن مساحة صغيرة لعلي أستطيع اللجوء إليها
وأختبئ فيها من حبكِ وأشعر فيها بالأمانِ بأنني على الأقل قريب منكِ
وأطمئن بأنني في داخلكِ حتى لو لم تعلمي .
فلم أجدْ في قلبكِ إلا مساحات كلها مشغولة ولا مجال لوجود كائن آخر فيها
أنظر إلى تلك المساحات كمن ينظر إلى البحر فيجده مكتض بالماء الذي
يتلاطم على شواطئه ، حتى يكاد اليأس يوقعني أرضاً .
تذكرينه أمامي وأنتِ لا تدركين أنكِ تقتلينني بعدد حروف اسمه
وعدد حروف الحب مجتمعة ، تشعلين في قلبي نيراناً لا تنطفئ
وأنتِ لا تعلمين أنها تلظى في كبدي .. لكنني أصبر وأقبض
على تلك النيران بصفائح قلبي لتعود تتآكل في داخله ، وتئز
في أرجائه حتى يكاد يتشظى من لهيبها ويتهدم من أزيزها .
تذكرينه أمامي وأنتِ تستمتعين بذكر اسمه وتعشقين حروفه
وتبحرين في عالمه وتستعيدي أيامه ، ولا تدركين أن ذلك
يهدم في كياني ، ويقوض أحلامي ، ويفتك بروحي ، ويجرح
مشاعري ، ويقتل أحاسيسي . وكنت أتمنى لو لم يُخلق أحدنا .
كان هو أحد تلك الأسوار الممتدة والواقفة أمامي ، ومن الاستحالة
هدمه وتقويضه ، لأنه هو كان أول من وضع رحله في قلبكِ ونصب
كرسي حكمه على عرشه فملأ تكل المساحات الشاسعة التي رأيتها
في فؤادك .
وسور العادات والتقاليد التي صارت خطاً ثانياً تزيد من فقدان أملي
في الوصول إليكِ ناهيك عن الحصول عليكِ ، كما أنها كانت عائقاً
سلفاً وهي التي رمتني في قاع الزمن وقفار الذكريات .
كلما تأملتكِ وتخيلتكِ أجدكِ أحياناً ضرباً من المستحيل ، وأحياناً
أخرى قريبة مني ، وأخرى أفقد التركيز وتخيل ماذا ستكونين
وكيف ستكونين ، وأدرك أخيراً بأنكِ شبح قد ملأ خيالي واكتض
به تخيلي حتى ازدحمت في ذاكرتي الذكريات وتزاحمت الأفكار
رأيتُ في عينيكِ بحاراً من الحزن والأسى ..
عيناك مليئتان بالأحزان ، تحرقهما بحار من الدموع
الحبيسة بين أجفانهما ..
سأحبكِ بصمت .
نعم سأحبكِ بصمت لأنني أعلم أنكِ لستِ لي .
ولكن سأحبكِ .. ولن أرجع بعدما وضعت قدمي
على طريق حبكِ وسبيل الوصول إليكِ ..
سأظل سائراً نحوكِ رغم ابتعادكِ كلما خطوت إليكِ .
لن أطلب منكِ أن تحبيني رغم أن ذلك كل ما أتمنى
لن أطلب قلبكِ .. لن أطلب مشاعركِ ولا أحاسيسك .
لن آخذ منك شيء ..
ولكنني سأهبكِ كل شيْء .. سأحبكِ بصمتٍ .. سأتذكركِ
في خلوتي بهدوء .. سأهمس باسمكِ حتى لا أزعجكِ
سأبحث عن مكان دافئ في قلبكِ ..
واعلمي أنكِ كلما حدثتيني عن حبكِ ذلك أنني أتجرع ذلك
الحديث غصصاً ، وأشربهُ من كأسكِ علقماً .
سأحبكِ بصمتٍ وأدوس على مشاعري الفياضة حتى أدرك
أنني - أنا الذي أستاهل كل الذي جرا لي - .
.. لأنكِ لستِ لي .. سأحبكِ بصمتٍ .
من أجلكِ قلبي يجوب الكون .
قلبي معكِ في كل مكان .. يطير في الفضاء من أجلكِ .
يجوب الكون بحثاً عنكِ ..
أفي الشرقِ أنتِ فقد شرق .. أم في الغرب فقد غرب
يتبع الشمس إلى المغرب ..
أنت الشمس التي أشرقتْ في حياتي وجابتْ سماء كياني
تتبعها مشاعري كلما أشرقتْ تسبح في فلكها معها حتى
تتوارى في خيط الأفول فتبقى تلك الكتلة من المشاعر تهرول
نحو الشرق لتلتقيكِ على آفاقه ، من اجل أن تسير معكِ لتستقر
في الغرب روحاً وفكراً ومشاعراً وأحاسيساً ، تأبى أن تميل إلى الغروب
كأفول الشمس ، بل تبقى مشرقة حتى وهي تغطي وجهها في
غمام الأصيل .
لا تأفلي كما تأفل الشمسُ ، بل إبقِ مشرقةً في سماء بلا آفاق
ولا مغارب ، بلا غيوم ولا شفق ، ولا أقمار ولا كواكب إلاكِ .
بل أنت القمر والنجوم والكواكب المضيئة ، والغيوم والشفق
والأصيل والآفاق اللامنتهية .
الأحد، يوليو 13، 2014
ليس بأيدينا
ليس بأيدينا .. يقولون الحب أعمى .
لكن يكفي أن الحب حياة جميلة
ومرحلة مختلفة من حياتنا تقسم
حياتنا إلى جزئين :
مرحلة ما قبل الحب وهي حياة الطفولة
والصبا والبراءة وقلب كبير بمساحة شاسعة
خالية من أي شوائب .. نقية كالثلج .
ومرحلة الحب اللي تنحسر فيها مساحة القلب
وتتوقف عند حدود الحب وكأن الواحد منا لايرى
في الحياة إلا هو وحبيبه رغم وجود الحياة بأسرها
بشغبها وضجيجها وهزلها وجدها ، ولكن كل هذا
نرميه وراء ظهرونا من أجل الحب والحبيب .
ليس بأيدينا ياعاشقة .. الحب يضع في حياتنا
فاصلاً يقسمها نصفين ، ويعزلنا عن النصف
الأول ويحوله إلى ذكريات ، ويتركنا نعيش
وهماً في الجانب الآخر خلف السور .
السبت، يوليو 12، 2014
نهاية حب على قارعة الطريق .
توقفي قليلاً قبل أن تضعي قدميك على طريق الرحيل وافتحي لي ذراعيكِ لأسند إليهما رأسي الموجعة من آلام العشق ، ونار الاشتياق .
وألقي بجسدي المتهادي في حضنكِ الدافئ لعل حرارة الوداع تسري في أوصاله فتكون مخلصتي من معاناة
الوجد والنوى ، الذي حكمت علي به خطاكِ المتسارعة نحو الرحيل .
واكتبي في سجل ذكرياتي : هنا مقتل حب عاجلته منيته بنيران الفراق وتوارت تحت ثرى أطلاله كل الذكريات .
السبت، يونيو 21، 2014
حوار الفراق .
تسألني .. هل تحبني ؟
فقلتُ إي والذي بالحسنِ زينكِ .
ثم سكتت حتى ظننتُ أنها قد غادرتْ
ومن مساحاتي رحلتْ .
ثم عادتْ ترشقني بكلمة لتخبرني بأنها عادتْ .
ليس إلا لتعلقني فلا هي حررتني من قيدي ولا شدتْ .
فلم أطق ذلك صبراً ، وتواريتُ عندما ظننتُ أنها رحلتْ .
فعادتْ لتسألني هل ما زلتَ تحبني ؟
فقلت : كنتُ كذلك في بادئ الأمر فأردفتْ سائلةً ؟
هل صرتَ تكرهني ؟
فقلت لماذا أكرهكِ ؟
قالتْ واعترفتْ : لأنني تركتُ في أعماقكَ جرحاً غائراً .
لأنني تركتكَ حائراً .. لأنني زرعت في فؤادكَ خنجراً !
فقلتُ وقدْ أيقنتُ أنها لم تدركْ أن الحب شيءٌ عظيماً .
لا يمكن - وقد غيرتُ نبرتي - ياعزيزتي أن يعودَ الحب كرهاً .
إنما يغدو جراحاً غائرة .. تعود كلما هبت عليها نسمة باردة .
ونيراناً في الحشاشة تلظى .
قالتْ : آسفة لأنني أثرتُ في داخلك جراحاً وخلفتُ في قلبك عذاباً !
فقلت : وهل تعتقدين أن الأسف يضمد من الحب جراحاً ؟!
أو يشفي منه سقيماً ؟! هيهات هيهات .. إنها جراح هامدة خلف الضلوع .
تبدو شاعرة بالذنب ولو مجاملة فقد قالتْ : انساني حتى ترتاح مني ..
فتبسمت تبسم المستنكر لأنني أعلم أن ما قد علق على جدار القلب
سبقى وإن طال الزمن .. سيبقى رسماً على جداره .
فتساءلتْ ، ماذا عساي أن أفعل حتى تشفى جراحك ؟
فقلتُ لها : هل تستطيعين أن تداوي جراح المشاعر ؟
هل تستطيعين أن تعيدي عرشاً كنت قد بنيته لك على أرجاء
فؤادي ، بعدما حطمتيه بيديدك ؟
قالت أخرجني من قلبك طوعاً أو كرهاً .. فأجبتها بأن القلب
صفحة بيضاء وما قد انطبع عليها سيكون نقشاً خالداً أبد الدهر .
الثلاثاء، يونيو 10، 2014
المسلم بين القرآن والشيلة .
بين الفينة والفينة يظهر لنا سلاح جديد ومختلف كلياً عن السلاح الذي قبله ، لمحاربة الإسلام والمسلمين ، ومعتقداتهم الدينية ، ومحاولة إبعادهم عن كل ما يقربهم ويربطهم بالله وبدينهم ، مصداقاً لقوله تعالى : ( ولن ترض عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) .
لو عددنا تلك الأسلحة والوسائل لربما هالنا عددها وقد ربما لا نحصيها ، بين علنية وخفية ، وترهيب وترغيب ، فمن قنوات إباحية ، وبرامج كرتونية تقدح في الدين وتمتهن بعض الثوابت ، وتزرع في عقول أطفالنا معتقدات من شأنها زعزعة ثقتهم بالله وبالدين ، لخرجوا نشءً بمعتقدات باطلة ، وغير ذلك الكثير من تلك الوسائل .
وهاهو سلاح جديد لن يعدم اكتشافه من يمعن النظر ويعمل العقل ولو بشيء يسير ليكتشف أن الانتشار الواسع للشيلات والأناشيد المنمقة بأصوات جميلة ، والتي قد يضاف لها بعض الأصوات الموسيقية والمثرات الصوتية ، حتى تستميل السامع وتشده نحو الاستماع لها والبحث عن مثلها وغيرها ، ماهي إلا من أغراض تلك الحرب على القرآن الكريم ، ووسيلة أثبتت فاعليتها في كثير من النواحي ، وأدت مفعولها لدى كثير من الناس ، ومن يتفكر ملياً في الأمر لا يخفى عليه ذلك ، وسيتضح القصد من خلف الستار للمتأمل الفطن .
بدأ الأمر بالأناشيد الإسلامية كما يزعمون ، بالتقعر في الأداء والصوت والتميع من قبل الملقين ، حتى أصبحوا مغنين لا يختلفون كثيراً عن المطربين إلا بعدم وجود الآلة الموسيقية ، حتى اتخذها المنشد مطية للوصول للغناء ولكن بطريقة ذكية وتحت مسمى ( شيلة أو نشيد ) .
وبرنامج الواتس أب ، هو الوسيلة التي يصل بها أعداء الإسلام وأعداء الشباب المسلم وأعداء القرآن إلى غايتهم ، وكذلك اليوتيوب والكيك وغيرها من البرامج الأخرى ، كما أن نشر بعض الأحاديث المغلوطة وغير الصحيحة والمحرفة عبر برامج التواصل الاجتماعي وسيلة وسيلة للوصول إلى النشئ المسلم لإخراجه في صورة مهزوزة ، حائر لا يعلم من أمور دينه إلا ما تلقفه عن طريق تلك البرامج ، وبالتالي سيربأ عليه ويصبح معتقداً لديه ، لا يعلم من أمر دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إلا المغلوط من السنة .
وقد وصل الأمر كذلك إلى صرف الناس عن القرآن الكريم وعن سماعه والتعبد به إلى تلك الشيلات والأناشيد التي قد نحت منحاً غير الذي بدأت منه ، وأصبحت وسيلة ناجحة لإلهاء النس عن القرآن الكريم ، فلا ترى أكثرهم إلا باحثاً في أروقة الشبكة العنكبوتية عن تلك الأصوات المائعة ، والمنمقة ، فينصرف إليها ويستمتع بها دون كتاب الله تعالى ، معرضاً عن البرامج الدينية والنافعة التي توثق علاقته بربه ، وتقربه من الله وتبعث الطمأنينة في قلبه والانشراح في صدره ، وملتمساً تلك الأصوات الناعمة التي يؤديها أناس محترفون في التنميق والتقعر والتمايع ، حتى أصبحوا ولا فرق بين ما يقومون به والغناء إلا المعازف .
وهم بهذا قد جعلوا أنفسهم مطايا لأعداء الإسلام والقرآن الكريم ، والأمة الإسلامية ، ليتوصلوا من خلالهم إلى مبتغاهم ، وهو إبعاد المسلم وخاصة النشء عن كتاب الله وسنة نبيه ، شاءوا أم أبوا علموا أو لم يعلموا ، ومن يبتعد عن كتاب الله وسنة نبيه فقد ابتعد عن قواعد الدين وأركانه ومن ثم يختل لديه الاعتقاد .
فيا شباب الأمة لا تجعلوا كتاب الله وراء ظهوركم وتستقبلوا تلك الأهازيج والشيلات فتنصرفوا عن الله تعالى فينصرف عنكم وأنتم يا أصحاب الشيلات والأناشيد الإسلامية المزعومة لا تجعلوا من أنفسكم مطايا لأعدائكم وأعداء دينكم وملتكم ولا تكونوا معاول هدم لدينكم يضرب بها أعداؤكم.