الاثنين، يناير 16، 2012

ضجيج الذكريات


بين طيات الزمن في خضم الذكريات .
صرت أبحث عن أبلغ الكلمات .. أبحث عن
أنصع الصفحات .. لأكتب عليها ما مضى من ذكريات .
وحديث قد تزاحمت على أبوابه الخطرات .. وترددت الكلمات .
ذكريات قد تهادت إلى غياهب الظلمات ..

الطفولة .. الصبا .. وعنفوان الشباب .. تجسدت فيها الأمنيات .
كلها أصبحت في مخيلتي ذكريات .. وهل تنسى تلك الذكريات .

اقتحمت عالم النسيان .. ثم دقت على ناقوسها أجمل الذكريات .
ابحث عن كياني .. عن أماني .. أبحث مني عن رفات ..
أبحث عن ملاذٍ ألجأ إليه من ضجيج الذكريات .. أبحث عن كوكب كنت
أناجيه في غيهب الظلمات .. وغيوم قد تلاشت في أفق السموات .

أتفقد الليل .. أناجيه .. أسأله هل لازلت تحفظ الذكريات ؟ الكلمات ؟
هل وعيت عني كل تلك الأمنيات ؟ هل سمعت مناد يخترق صوته
الظلمات ؟ يسأل عني أو يبادلني العبرات ؟

ولكن الليل لم يجب .. ولم تعد تلك الأمسيات .. وأحال إلى النهار سؤالي
فأجابني النهار .. هيهات لما سألت فقد عبرت السنوات .. وانقضت على
أحلامنا وتلاشت تلك الأمنيات .

ثم عانقت السحابة بجيدي لعلي أرى فيها من نفحها نسمات .. فترقرقت
فأغاثتني السحابة من غيثها أبرد النسمات .. ثم أعدت للأطلال ناظري
فانسكبت على رباه أحر العبرات .. ثم ناديت على رباها طيفاً طالما كان
أمنيات .. أيها الغائب عني إنما الظلم ظلمات .

الأحد، يناير 15، 2012

ربة الوادي






على ضفة الوادي .. بين عنفوان الزهر ، وقطرات من ندى الليل
ارتوت به الحشائش ، واغتسلت به الأغصان .

حيث تتناغم الطبيعة ، وتأتلف المخلوقات ويهفو الطير ليبني أعشاشه
على خضر الربى ، ويغدو جماعات بألحان شتى تتردد في جنباته .

هناك .. نبتت بذرة الحب ، هناك .. هفا فؤادي ، إليه تأوي روحي ، وتسري
إليه في أحلامي ، وفي غفوتي ، كلما دق ناقوس الذكرى وتواريت عن الوجود
العقلي في سكرات الذكرى ، وخمرة التفكر ، تتوارى مشاعري في شجيرات
وادينا ، وتغيب أحاسيسي في طرقاته ، ومنعطفاته ، لتجدد خطوط الماضي
في أعماق مخيلتي ، وتغيبني عن الحياة لأموت ثم تكفنني في ثياب الحنين
وتواريني في تربة الألم وتعذبني بمطارق البعد والحرمان .

فتحت عيني على ملامح وجهكِ الجميل ، وكنتِ أول من فتح أقفال قلبي
وأول من خط في عقلي حروف الحب ، ونقش وشم الهوى . فامتلأت بكِ
واكتظت بكِ عروقي ، وامتلأت سطوري بحروفكِ ، وتزينت كلماتي باسمكِ .

كنتِ ربة الوادي ، وغزاله الشرود ، وملهمة أطياره ألحان الصباح ، وأنغام
المساء .

كلما ابتعدت بنا الأيام ، ومهما ابتعدت أجدها تتجدد ، ولا زلت أراكِ تخطرين
أمامي ، لازلت أراك تنقشين خطوك على التراب ، وترفلين في ثيابكِ العطرى .

فابتعدي لأزداد لكِ شوقاً .. أواقتربي لأزداد فيكِ هياماً .




http://www.hmseh.com/vb/showthread.php?p=67384#post67384

الثلاثاء، يناير 10، 2012

مشاعر الصحراء .



يهفو إليكِ القلب عندما تتحدثين عن الحب ، وعن الشوق والحنين
ما أجمل الأنثى عندما تتحدث عن قلبها ، مصرحة بأنها قد وهبته 
لمحبوب ، إن ذلك يعبر عن مبلغ الحب ، ومعنى الوفاء والصدق
وما أسعد آدم عندما ينظر إلى أنثاه وهي تتخاطب معه من قلبها عن قلبها وعما يذوب في أعماقها ويلتهب في كيانها ، وهو يستمتع بتلك النغمات ، ويتذوق تلك الكلمات ، فيكاد يذوب في وهج حديثها ، ويتدفأ حرارة مشاعرها ، يغدو كالرضيع في أحضان أمه ، نشوان من  خمرة حبها وعشقها.
ولكنني غدوت ضحية أنثى .. ليس لها قلب .. لا مشاعر .. ولا أحاسيس .
صحراء ضربت أرجاءها ، وامتدت على مد الأديم منها ، حتى لكأنها أرض جرداء ، لا ماء فيها ولا عشب ، خلت من مظاهر الحياة إلا من حفيف الرياح وصفيرها ، وتوهج السراب في آفاقها
فضمر قلبي ، وتخدش جداره ، وخمدت النار في قعره واستقرت تحت الرماد تثيرها الآهات والذكريات ، وحديث الأطلال ، وهفهفة النسمة ، وجيوش الضباب كلما شق أعماق الوادي ليعتلي صهوة الجبل .

الأربعاء، يناير 04، 2012

حنين خارج الحدود



رغم أنني لم أركِ قبلاً ، قد اشتقتُ لكِ .. أنتِ أيتها الساكنة في بلاد الغربة . 
إنها الحروف والأقلام ، والأثير .. 
جمعنا القلم من بعيد ، وأبقانا الزمن خارج حدود الجغرافية ، وجمعنا الأثير في الحروف وأبقى الأجساد بين مسافات الحدود . 

عند الساعة الثانية عشرة وخمس وثلاثون دقيقة بتوقيت مكة المكرمة من يوم الأربعاء العاشر من شهر صفر 1433 للهجرة ذكرتكِ فوجدت شعوراً يجتاح أعماقي ويستقر في ناحية من داخلي فاثار فيه شوقاً إليكِ ، وسرحت بخيالي إلى خارج الحدود ورسمت خريطة لأماكن أخرى من العالم وبلاد شاسعة مترامية الأطراف تختلف كثيراً عن جغرافيتي ، تختلف فيها الأعراف والأطياف ، والأعراق ، والأديان ، وأطلقت لمخيلتي حرية التصور والرسم ، بحثاً عنكِ في تلك النواحي المجهولة ، فكانت غربة اجتاحت خيالي ، وغرابة بددت آمالي ، وحيرت خاطري وبالي . 

إنه شعور بشوق وجدته يشق أعماقي ويلهب مشاعري ، وأحاسيسي ، حنين غريب في كياني . 
حنين إليكِ لأنني اعتدت أن أجدكِ في صفحاتي ، وأراكِ تتخللين حروفي وتسيرين على خطوط سطوري ، وترتشفي كلماتي ، مما جعلني أشعر بالدفء والأمان والحنان . ثم توغل الحنين إلى أعماقي وتعمق ، وأشعل نيراناً تثور كلما خبت وهدأت ، وتراجعت تحت الرماد 

إنني أشتاق إليكِ .. أشتاق إلى همسكِ بحروفي .. أشتاق إلى تخيلكِ ورسمكِ كما تشاء مخيلتي .. 
إنني أستمتع بتذوق كلماتكِ ، والتنزه بين حروفكِ . 

لن أكتب أكثر من هذا ولن أكتب عن صفات أو جمال أو خصال ، ولكنني سأكتب عن ذكريات رحلة الكلمة 
وترانيم الحروف ، وتناغم الألحان والأصوات ، وقلوب تجاذبت في خطرات النفس وخلجات الأثير . 

فلتعيشي بسلام . وأمان ، ولتنعمي بحياة سعيدة ، متحققة آمالكِ وتطلعاتكِ . 

سأكون هنا : 
http://www.hmseh.com/vb/showthread.php?p=66811#post66811


الأحد، ديسمبر 11، 2011

هذا أنا .. وهذه آثاركِ .


في داخلي كيانات متناقضة ، ومستعمرات متناحرة ، ودويلات متفتتة متهالكة .
مستعمرة الأحزان .. مستعمرة الحنين .. مستعمرة الأشواق .. مستعمرة الآلام .. مستعمرة الذكريات ..
دويلات حلت بداخلي تتصارع في أعماقي ، مع تلك المستعمرات التي  تحطمت على بلاطها ممالكي ، واحتلت بلاطي ، وتهاوت أسوارها
وغادرت الأطيار أعشاشها وهجرت أغصانها ، وذبلت أزهار حدائقي ، وجفت أنهارها ، ودرست معالم طرقاتها وخبت الأضواء في داخلي . 

قفي على صخرة عاتية صلبة ، حتى تثبت قدماك وترسخا بثبات ، حتى لا تقذفك تلك الاهتزازات والانفجارات التي تلتهم أعماقي ، وتدمرها ، ثم انظري إلي تأملي تعابير وجهي وحدقي في تلك التغيرات التي تعتريه والغيوم التي تكسوه تارة وتنقشع عنه تارة أخرى ، نتيجة لما يدور في داخلي من أحداث وصراعات ، وأمواج تقذفها نسائم الذكريات ولهيب الذكرى ، ثم أصغي ملياً إلى الحديث الذي تستنبطيه من خلال تتبعك لقسمات وجهي ، وما يدور في الحنايا وأنحاء نفس تاهت في غياهب الأسى ، واستمعي إلى أزيزٍ الحطمة التي أشعلتها صراعات الدويلات والمستعمرات من أجل حرية مكبوتة في الصدر منذو أمد بعيد ، منذو الطفولة .. والصبا .. والشباب .. حتى أصبحت كرة ملتهبة تدور وتتدحرج في كيان تكسوه حشائش من هشيم الزمن ، وما أسرع النار عندما تلتقي بالهشيم ، وما أقساها عليه  . 

دويلات .. تكونت بين جوانحي لم تكن إلا بعدما انبسطت أرضي على رقعة الأيام وامتدت على جدار الزمن .. لم تكن سوى دولة من البراءة والوداعة والبسمة العريضة التي كنت حتى أجهلها ولا أعرف معناها إلا أنني كنت أبتسم وحسب ، أو أضحك وكفى ولكن لم تدم تلك ادولة متوحدة فسرعان ما اختفت وتوارت خلف تلال المجهول وقسوة الأيام . 
دولة الأمل .. دولة المنى .. دولة المستقبل المنشود الذي تصارعه مستعمرة المجهول الغامض ، دولة السعادة التي تكتسحها مستعمرة الشقاء والتعاسة ، دولة الفرح والسرور التي تجتاحها مستعمرة الترح والأحزان ، دولة الأمل التي بددتها مستعمرة الظنون . 

أرأيتِ كيف أنا ؟ هل أدركتِ كيف أعماقي .. 
إنني كتلة من الأحزان .. من الحنين .. من الأشواق .. من الحرمان .. من الذكريات المؤلمة .. من الذكرى الغابرة في رحم الماضي المظلم .. في أعماقي مشاعر متعددة .. أحاسيس مرهفة .. نفوس تقتات عليها أحداث الأيام وترعى في جنباتها . 
هذا أنا .. وهذه آثاركِ. 
قد تجدون هذه الخاطرة في موقعي على الرابط التالي : 
http://www.hmseh.com/vb/showthread.php?p=65425#post65425

الخميس، ديسمبر 08، 2011

مستعمرة الفراق .



هل أنا الذي أكتب الأحزان أم أنها هي التي تكتبني ؟ 
هل أنا الذي أعيش معها أم أنها هي التي تعيش في كياني ؟ وتستعمر أعماقي ؟ 
أعيش دوماً في تساؤل وتأمل ، كيف صرت للأحزان نديماً ، وصارت لي قريناً .
غادرتني سني الصبا ، وقبل كانت الطفولة ، وعاث في الحنايا عجاج الزمن وغبار الأيام 
حتى توارت عني البسمة ، وإن بدت فقد تكون ابتسامة استغراب ونتيجة لتفكر كانت نهايته
غريبة . 
الفراق مفردة استعمرت قاموسي ، وحياة سكنت جوانحي ، وأنهار اكتظت بها عروقي ، ثم حطمت
بسطوتها جدران كياني ، وهدمت عروش مملكة الحب التي أسستها بمفردي ، وخضت من أجلها معارك
ضارية مع الأحداث ، والعوامل ، والتحديات ، حتى اكتملت في داخلي وبسطت نفوذها على خافقي حتى استوت
انهارت بين أصابع البعد وتفتت تحت أقدام الغدر ، وذابت في عصارة الخيانة .. ثم انتهت مملكتي واصبحت أطلالاً 
وتحول الضجيج الذي فيها وأصبح همساً ، ثم صار همهمة وأصوات أشباح ، وأجدبت في راحتي خضراء الأنامل 
وجفت من مآقي دموع الافراح بعد أن تحولت إلى نار تشوي قسمات وجهي . 

حتى تيقنت أنني للأحزان أخاً بل توأماً ، تحتظنني وإياه أم غبراء شعثاء ، كأنها عجوز شمطاء قد هد حيلها تقادم الزمن
فكيف بربك تتصور ابناً لشمطاء وهو في مقتبل العمر ؟! وكيف لك أن تتخيل توأماً في أحضان عجوز تحتاج إلى الشفقة ؟!

كيف لي أن أكون والحرمان نديمي ، كيف ستكون مفرداتي ؟ هل يعتقد أحد أنها ستكون مفردات مرحة .. أو عبارات منفتحة 
أو قسمات مبتسمة .. إنها لم تعد سوى جلجلة في الأوردة ، ورعشة في الأطراف ، وتهدج في الصوت ، وتوكأ على عصاة 
ليست للمآرب أو الهش على الغنم ، بل ليستند عليها جسد أحرقته صاعقة الغدر وحطمته يد الهجران .

أحاول أن اسعد نفسي ولكنني ما ألبث أن أتذكر أيامها ، وأتخيل صورتها ، وأتلمس جسدها في غمضة أوحي فيها لنفسي 
بأنني أجسها ، أستشعر همسها وصمتها وحديثها ، فأعيد روحي إلى قعر العذاب كي لا تشعر بالسعادة خارج أسوار 
الحب ، ولا تشرب غير نهر الغرام .

الأحد، ديسمبر 04، 2011

رحيل الأيام

وتستمر الأيام في الرحيل ، وتضيق آفاق الأمل بلقاء من جديد 
لنعمر على ضفاف الوادي بالزهور والورود عشاً ، ثم نرويها 
بأنهار الحب ، وعلى أشراف الجبال السود تلتقي أرواحنا لننقش
أروع الذكريات في طيات الغيوم .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More