يبدو أن انشغالي الكثير والكبير ، وتفكيري المستمر في مشروع
إنشاء منزلي ، وذلك الهم الذي ألقى بظلاله على ساحتي ، قد أخذ
مني العبارات ، وجفف سواقي الكلمات ، وكذلك البحث الذي اقوم
به الآن في الأنساب ، الذي أنجزت منه نزراً يسيراً ليس سوى مدخل
لبحث كبير أو خطوة قصيرة على رأس طريق طويل وشاق ، مما استولى
على تفكيري واحتل ذلك التفكير العميق مكان الكلمة ، وأخذ مني وقتي الذي
كنت أسخر جله لمدونتي وموقعي ، وهو ما تسبب في تباطؤ المواضيع الجديدة
وتلك الأسباب التي أريد أن أعزو السبب إليها .
إنني مشتاق لك شيء . مشتاق للماضي ، وأتخيل المستقبل في شغف وشوق
مهما كان ، وإن كان توقعي بأن الأيام القليلة القادمة لستغير وجه العالم وتقلبه رأساً
على عقب ، وأن حقبة جديدة ستأتي على غير توقع ، ونحن لا زلنا نعيش في حقبة
تبدو كأنها متأخرة ، وإن كنا نرى أن العالم قد وصل الذروة ، وأن صح ذلك ، أي اكتمال
الوصول إلى القمة ، فما بعد ذلك إلا النزول ، أو عكس مسار السير نحو جهة أخرى قبيل
لحظات يسيرة من بلوغ الذروة .
الأحداث تتسارع كأنها العقد المنفرط ، والفتن تتفاقم يوماً بعد يوم ، كلما قلنا إنها قد خفت
زادت وتمادت ، كما قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنها السنن ، ولا بد أن
يسير الكون كما أراد له الله أن يسير ، وما كتب في الأزل لا بد أن يتم .
لا أريد أن أتوسع في هذا المجال الآن ، وسأكتب مقالاً إذا سنحت لي الفرصة أتحدث فيه
عن انطباعي وتصوري للمستقبل ، من خلال قراءتي للأحداث ، ومقارنتها مع أحاديث
الفتن ، فنحن قاب قوسين أو أدنى من الملاحم والعلامات الكبرى . وهذا ما سيتقرر من أرض
الشام .
0 التعليقات:
إرسال تعليق