دعوا الأطلال كما هي ، لا تحدثوا فيها شيئاً ، لا تغيروا ملامحها ، ولا تعثوا فيها .
دعوا تلالها تقف في صمت في فضاء الزمن ، تناجي الماضي ، وتتحدث في السكون
وتهمس في جدار الصمت الرهيب ، دعوها تهمس في أذني عبر الليالي وتتخاطب إلى روحي في غيهب الزمن السحيق .
دعوا رباها تنبت العشب ، ويخضر ليكسوها بسندس الذكرى ، تعزف على أوتاره الرياح وهي تداعبه في حزن وألم ، دعوها تنبت من جديد وتخضر وتكتسي كما اعتادت .
اتركوا تلك الربا تقبع في غرف الماضي الحزين ، تتأمل جدران الصمت ، ببصرها النافذ إلى آفاق السماء ، دعوها تجلس بين قضبان الذكريات الأليمة تهمس في سمع المشاعر وتوقظ الأحاسيس .
دعو الأشجار تساقط أوراقها وتتجرد من خضرتها لتعبر عن أساها ونصبها ، تعلو في سماء الماضي وتبقى شامخة متجردة من أوراقها ، لتبعث برسائل الشوق ، والحنين ، وتكتب كلمات البعد وترسل تناهيد الألم ، لتحطم جدار الصمت وتنبش مقابر الذكريات حتى تنتشر في الذاكرة ، فأغفو عليها وأقتاتها كما يقتات الجائع المدقع لقمة بعد جوع شديد ، لتغذي ذاكرتي وتعيدني إلى عبق الماضي الجميل ، لأعيش فيه ولو لحظة إغفاءة عابرة كأنها حلم سعيد .
دعوا قمم الأطلال كماهي شامخة تناجيني بل تناديني بإشاراتها التي رسمتها في كياني في فترة قد مضت ، تخاطبني فأفهمها وتفهمني ، وتنقش أبيات الشعر في أوراق أعماقي وجدران فؤادي .
لا تسكنوا منازلها حتى لا تختلط برائحتكم بشذاها المالئ أرجائها ، المتغلغل بين حجارتها ومدرها ، وحتى لا أنظر إلى ساكن غيرها حتى لا ترتسم في خيالي صورة أخرى غير التي قد سمتها لها في ذاكرتي ، ونقشتها في مخيلتي .
إنها وإن كانت ملكاً لكم تربة وأرضاً فإنها ملكي كياناً ومشاعراً ، وحياة نسجتها على رباها ، وزرعتها في نواحيها ، وأسقيت رباها وتلالها وأزهارها بدموعي ، وغذوتها بمشاعري وإحساسي ، وتركت في أنحائها فؤادي يرتع فيها على وقع أقدام الزمن وخطو الأيام ، فهو وإن كان بين جوانحي إلا أنه يرتادها كل حين يجدد ولاءه ويرسم الحب من جديد على همس الأطلال ، ووحي الحرمان ، وتباعد الأيام ومسيرها ، وينقش عبق الذكرى على جدرانه ويستلهم حديثها .
عجباً منكم علام تحسدونني ؟
على الألم ؟ أم على الأنين ؟
على الحزن أم على الحنين ؟
أم على البعد وهجر السنين ؟
أو على قلب أصبح فيهم ضنين ؟
أم على حب قد ولد سجين ؟
عجباً منكم أتحسدونني على طلل بالٍ .
أم على أشجار يبس غسنها العالي ؟
أم على أزهار قد ذبلت من الجمالِ .
أم على أرجاء جال فيها خيالي .
تحسدوني عليها فهلا تركتم أطلالي .
دعوا تلالها تقف في صمت في فضاء الزمن ، تناجي الماضي ، وتتحدث في السكون
وتهمس في جدار الصمت الرهيب ، دعوها تهمس في أذني عبر الليالي وتتخاطب إلى روحي في غيهب الزمن السحيق .
دعوا رباها تنبت العشب ، ويخضر ليكسوها بسندس الذكرى ، تعزف على أوتاره الرياح وهي تداعبه في حزن وألم ، دعوها تنبت من جديد وتخضر وتكتسي كما اعتادت .
اتركوا تلك الربا تقبع في غرف الماضي الحزين ، تتأمل جدران الصمت ، ببصرها النافذ إلى آفاق السماء ، دعوها تجلس بين قضبان الذكريات الأليمة تهمس في سمع المشاعر وتوقظ الأحاسيس .
دعو الأشجار تساقط أوراقها وتتجرد من خضرتها لتعبر عن أساها ونصبها ، تعلو في سماء الماضي وتبقى شامخة متجردة من أوراقها ، لتبعث برسائل الشوق ، والحنين ، وتكتب كلمات البعد وترسل تناهيد الألم ، لتحطم جدار الصمت وتنبش مقابر الذكريات حتى تنتشر في الذاكرة ، فأغفو عليها وأقتاتها كما يقتات الجائع المدقع لقمة بعد جوع شديد ، لتغذي ذاكرتي وتعيدني إلى عبق الماضي الجميل ، لأعيش فيه ولو لحظة إغفاءة عابرة كأنها حلم سعيد .
دعوا قمم الأطلال كماهي شامخة تناجيني بل تناديني بإشاراتها التي رسمتها في كياني في فترة قد مضت ، تخاطبني فأفهمها وتفهمني ، وتنقش أبيات الشعر في أوراق أعماقي وجدران فؤادي .
لا تسكنوا منازلها حتى لا تختلط برائحتكم بشذاها المالئ أرجائها ، المتغلغل بين حجارتها ومدرها ، وحتى لا أنظر إلى ساكن غيرها حتى لا ترتسم في خيالي صورة أخرى غير التي قد سمتها لها في ذاكرتي ، ونقشتها في مخيلتي .
إنها وإن كانت ملكاً لكم تربة وأرضاً فإنها ملكي كياناً ومشاعراً ، وحياة نسجتها على رباها ، وزرعتها في نواحيها ، وأسقيت رباها وتلالها وأزهارها بدموعي ، وغذوتها بمشاعري وإحساسي ، وتركت في أنحائها فؤادي يرتع فيها على وقع أقدام الزمن وخطو الأيام ، فهو وإن كان بين جوانحي إلا أنه يرتادها كل حين يجدد ولاءه ويرسم الحب من جديد على همس الأطلال ، ووحي الحرمان ، وتباعد الأيام ومسيرها ، وينقش عبق الذكرى على جدرانه ويستلهم حديثها .
عجباً منكم علام تحسدونني ؟
على الألم ؟ أم على الأنين ؟
على الحزن أم على الحنين ؟
أم على البعد وهجر السنين ؟
أو على قلب أصبح فيهم ضنين ؟
أم على حب قد ولد سجين ؟
عجباً منكم أتحسدونني على طلل بالٍ .
أم على أشجار يبس غسنها العالي ؟
أم على أزهار قد ذبلت من الجمالِ .
أم على أرجاء جال فيها خيالي .
تحسدوني عليها فهلا تركتم أطلالي .
0 التعليقات:
إرسال تعليق