الثلاثاء، أبريل 09، 2013

ألتمس بين الاصوات همسكِ .



عندما أرى الضوء يتسلل إلى الأرض في غياهب الليل
متوهجاً من صفحة القمر النقية وهو يمشي على استحياء يتهادى من خلف الغيوم ، التي كست السماء ثم غدت كسفاً هنا وهناك ، تاركة مساحات يتجلى فيها القمر إلى الأرض لينشر حبال ضوئه الهادئة ويدليها على الربى الخضراء ، وهي تبدو كأنها سلالم مرصعة باللآلئ ، والورق ، تداعب الخضرة تارة وتختفي تارة حتى يأذن الليل بالرحيل ، أو تتبدد تلك الغيمات لتترك صفحة السماء لبهاء القمر وضيائه .

أهيم في تلك الآية ، متأملاً ، ثم أطلق لنفسي العنان للإبحار بمخيلة الذكرى في ذلك السحاب ، وتلك الفضاءات المهيبة ، حتى أشعر بأنني أسير على تلال  القمر وأنخفض عن نجوده ، وأعبر وديانه ، وأنبسط في سفوحه .

إنها رحلة من الذكرى قد شددت لها رحلي ، وسرت في غيبها ومغيباتها لعلي أحضى من روحك بلقاء على تلك التلال ، أو أسمع همسك يتهادى إلي من خلف السحاب .
أو أرى طيفك يتوهج في آفاق السماء كأنه كوكب دري يتلألأ على خط الأفق الرفيع .

عندما افتقدت وحيك ، وغاب عني جسدكِ ، وانقطع عني صوتكِ على الرمل ، والتل والربوة ، وبين الزهر وتحت الشجر ، وفي صفير الريح وخرير النهر ، بحثت عنكِ في الأفلاك ، وتأولتكِ في الأنواء ، وتواريتكِ في السماء ، بين الغيمة وفوق التراب
وتحت السحاب ، وفي عتو العباب ، وبين رذاذ الضباب ، لعلي ألتقي روحك، وأسترد جسدكِ ، وألتمس بين الأصوات همسكِ .

السبت، أبريل 06، 2013

كالماء بلا طعم ولا لون ..


لم أتذوقكِ ليذهب طعمكِ ، كنت أحافظ عليكِ ليبقى لي طعمكِ وحدي .بخلت على نفسي بكِ ، وحرمتها ألوانكِ وطعمكِ ومذاقاتكِ ، لأنكِ طاهرة لدي ، درة وبيضة مكنونة .كالماء الزلال العذب حافظت عليكِ لتبقى كزلال الماءالنقي ، عذوبة ونقاء وطهارة ، حرمتُ نفسي من طعمكِ العذب لتكوني قطرة الماء التي تطفئ لهيب أعماقي ، ولم تكوني شربة ماء لأرتشفكِ في لحظة ظماً ثم أنساكِ ، بل كنتِ تلك القطرة التي أظل أنظر إليها تتدلى على غصن غض سندسي ، فتطير إليكِ روحي ونفسي تماماً كذلك العطشان حافي القدمين يدوس على رمال الصحراء في حر الهجير ، ولكنني لم أرتشفكِ لأبل بكِ صداي وتذهب مرارة العطش فأعود
للعطش مرة أخرى فلا ألقاكِ ..
إني تركتكِ على ذلك الغصن لترويه بروعة روحكِ ، وعليل نسمتكِ ، ولكي أعود إليك كلما أذبل العطش عروقي فأنظر إليك لأزداد عطشاَ بكِ وإليكِ .

كنتِ كالماء بلا لون سوى لون النقاء والطهر أما الآن فأنت كالماء بلا لون ولا طهر .
كنتِ كالماء بلا طعم سوى طعم العذوبة عندما يرتشفه عطشان في حر الهجير
أما الآن فأنتِ بلا طعم لأنكِ قد دنستِ عذوبتكِ بغدركِ ، وأنا صرت ذلك الحافي الذي يسير في الصحراء بلا زاد ولا ماء ، لم أعد اراك على غصنكِ ، ولم أعد أراكِ في سراب الرمل المتلاشي في الأفق .
فأنت سراب قد تلاشى في السراب .

الأربعاء، مارس 13، 2013

وا أسفي عليها .. لقد ماتت .


كانت معنا ، تعيش بيننا ، تسير معنا أينما سرنا
وتقيم معنا متى ما أقمنا ، وترحل معنا كلما حملنا متاعنا
كانت تعيش معنا في بيوتنا ، وفي مراعينا ، وأماكن عملنا
تحفنا بأدبها الجم وأخلاقها الفياضة المنقطعة النظير ، تأخذ بأيدنا
إلى كل خلق حسن ، وتدلنا على كل خير ، وتأمرنا بالوفاء بالعهد
وتحثنا على الإخلاص في العمل ..

سكنت قلوبنا ، وزينت أخلاقنا ، وعمقت أواصرنا ، وأمنتنا من بعضنا
أحبتنا وأحببناها ، نادتنا فأجبناها ، وصافحناها فكانت تصافحنا بحرارة
الصدق والوفاء والإخلاص .
كانت معنا تسير في الطرقات ، والأزقة والشوارع ، تزين مشاريعنا وتتمم
أعمالنا ، وتباركها ، تراقبنا في أماكن العمل ، في كل ميادينه ، في المكاتب
والمكتبات ، والمستشفيات .
كنا نراها في أصغر الأعمال وأقل الأماكن ، لا تأنف ولا تابى من الحضور معنا
ومشاركتنا في كل أمر من أمور حياتنا ، وكنا نسعد بها ونفرح بوجودها ، ونتمنى
ألا تغيب عنا حتى ونحن بمفردنا ..
كنا بها سعداء أجلاء عظماء ، وسادة الناس ونموذج الخلائق ..

أما الآن فوا أسفي عليها .. وواحزني عليها وكربتي لفراقها ، فقد ماتت ورحلت
ولبست كفن المغيب وآذنت بالرحيل ، وغابت من بيوتنا ، وشوارعنا وخلت منها
أعمالنا ، واسلمت روحها لخالقها ، وصعدت إلى سماء ربها باكية ، حزينة على
ما اعتراها من تفريطنا وإهمالنا لها وتخلينا عنها ، وتركت دنيانا منها خراباً
ونفوسنا بلاقع ومفاوز وقفاراً ، وقلوبنا خاوية من صفاتها وأخلاقها ..
فلم نعد نراها في الشوارع ، ولا أماكن العمل ، ولا حتى في الحديث فيما بيننا
جفت منها النفوس وافتقرت إليها الأخلاق ..
نعم لقد ماتت وصعدت غلى بارئها تحقرنا وتذمنا وتشكونا إلى الله تعالى لأننا تخلينا
عنها وتركناها .
فوا أسفي عليها ويا حزني عليها في حين لم يحزن عليها سوى من افتقدها أما الآخرون
الذين لم يتحلوا بأخلاقها ولم يتصفوا بصفاتها فلا زالوا في غيهم وجهلهم ، يمارسون كل
ما يخالفها ولا تأخذهم في الناس لومة لائم ، وضربوا بها عرض الحائط .

هل عرفت من هي ؟
أخرج إلى الشوارع وابحث عنها في أرصفتها ، وجسورها ، وإذا لم تعرف من هي فاذهب
إلى أماكن العمل وتأمل وابحث عنها في وجوه البشر ، وفي حديثهم ، وأعمالهم ، وقلوبهم
وإذا حدث ولم تعرف ما هي فاعلم أنك قد فقدتها وخرجت من بين جوانحك غير آسفة عليك
فلو أنك عرفت ما أقصد دون الحاجة إلى تفكير لأيقنت بها ولتحركت في نفسك وحدثتك وأخبرتك
بما اقثد ، فعد فابحث عنها في نفسك وحرك لها ضميرك ، وافتح لها صدرك وأسكنها قلبك فلعلها
تعود إليك ، وإذا لم تدرك أيضاً فاعلم أنها قد غادرتك وذهبت إلى غير رجعة ، وخلف من بعدها
خلف الخيانة والغدر والكذب ، والغش ..

فهل علمت من هي ؟
إنها ( الأمانة .. ) نعم إنها الأمانة قد رحلت وماتت في قلوب البشر ، وجفت منابعها وأظلمت برحيلها
الأفئدة ، وشاهت من مغادرتها الوجوه ، وساءت الأخلاق وفسدت الأعمال وأصبح الناس كأنهم
بشريعة الغاب يحتكمون . ويأكل بعضهم بعضاً ، سفهاً وسوء خلق لا يبالي من أي شي يعيش .

فهل ستعود يوماً يا ترى ؟

الثلاثاء، مارس 05، 2013

محطات الزمن .




ما من أحد إلا وله ماض ، وما من أحد يمكن أن  ينسى ماضيه ، الماضي هو نقاط مراجعة يتوقف عندها كل واحد ، وسفر يعود إليه في معظم الأوقات ، ولكن  تختلف عودة كل واحد لماضيه عن الآخر ، فمنهم من يعود  إلى الماضي نادباً حظه ، متهالكاً أمامه ، محبطاً فيعلن فشله  من جديد ، ويبقى عند أسواره ينظر إلى أعلاها يتمنى على الله  الأماني ، فلا يستطيع أن يغادر لأنه أعلن فشله . ومنهم من يعود إليه ليستلهم مستقبله ، ويصحح مساره  وكأن ماضيه مرآة ينظر فيها إلى مستقبله ليسير على منهاج  صحيح بخطى ثابتة .

والماضي محطات في أغلب الأحيان نتوقف فيها لنحتسي قهوة الذكريات ، ونخلد إلى نوم خفيف نستعرض كل لحظات الماضي أو جزء منها لنستيقظ من تلك الغفوة وقد استرخينا  فنعود أقوياء أو كأنها لحظات قراءة في كتاب .

الأحد، مارس 03، 2013

وأبى عقلي إلا أن يعود إليك .




قالوا انسى ما مضى ولا تلتفت ، تلك أيام قد خلت ومحت كل ما كان ورسمت ، على جدار الزمن تاريخاً بحروف قد بهتت ، ولم تعد سوى دمنة قد درست ، وعفت على أطلالها ورسمت . 

فقلت كيف أنسى ، وكيف لمثلي أن يذهب قدماً دون أن 
يتوقف قليلاً ليستنشق من عبير الزمن الغابر جرعة 
ليندفع بها بها نحو الآفاق ، حيث قد انكفأت الأيام ، وذاب
العمر وارتمى البصر ؟ 
ذلك الماضي السحيق ، دستور قد طبعته السنون ، ونقشته 
ريشة الزمن ، على آطام السنين ، وآكام الحياة ، فهو وإن كنا
قد طوينا صفحاته ، وختمنا على دفتيه إلا أننا نعود في لحظة 
تأمل نفتحه لنسترخي ، ونشتم عبير غباره من بين طياته .. 
ثم نستلهم مستقبلنا من خلال نسائمه ، ونندفع في حاضرنا من 
خلال خطراته . 

نعم إنها تلك الأيام التي قد انتهت ، ولم يعد اسمها أيام أو حاضر 
أو مستقبل ، بل قد تدثرت بدثار اسمه الماضي ، يزيد تمادياً وتباعداً كلما أشرقت شمس وأطلت بوجهها من خلف آفاق المشارق ، ترسم لنا يوماً وتسميه حاضراً ، فما تلبث أن تشيح عنا بوجهها وتتوارى في عتمة المغارب لتنبئنا بأن حاضرنا قد ولى وأمسى اسمه ماض عتيق وطوت به جيلاً من حياتنا ، وزادت صفحات الماضي مضياً . 
ولكن كيف أنسى ذلك ؟! وإن كانت تلك الأيام قد أصابها إعصار فاحترقت أو سقطت وتهشمت ، أو تعثرت فناحت وولولت وتململت ؟! 
إنها مخزن العمر ، وذاكرة العقل ، وملاذ الفكر ، يعود نعود إليها كلما شعرنا بأننا في حاجة للاسترخاء والراحة ، نستغرق في تأمل وتفكر ، وتجديف وإبحارفي يم السنين الخالية ، لنوقظ ما استغرق في سبات من عقلنا ، ونبعث ما توارى تحت ثرى النسيان من ذاكرتنا ، ونستلهم من ذلك السفر جادتنا الجديدة . 

الماضي هو نتاج العمر وحصيلته ، نسعد بالبقاء في لحظات ذكراه ونأنس بكل دقائقه وثوانيه وإن كانت وهم وخيال ، نرى لحظات الشقاء فيها لحظات سعيدة وجميلة ونتمنى أن تعود رغم أنها كانت قاسية ، وناسى على لحظات السعادة التي قد عبرت ومضت ، ولكنها ترتسم على محيانا ابتسامة خفيفة لمجرد عبور تلك الصورة أمامنا في لحظة تأمل ، ما تلبث أن تختفي عندما يطرق الماضي على أبواب الذاكرة ليقول إن تلك سنين قد خلت ، فلا تعيش في وهم الماضي ، وتتجرع غصته .

عندما يقولون لي إنسى ما مضى ولا تلتفت ، تدب في جسمي حرارة الأسى ، وكأنما تحول دمي إلى حبيبات تتدحرج في أنحائي ، فأغمض عيني قهراً ، وأصم أذني هجراً كأنني لم أحترق بلظى العذل ، والتشفي ، لأجد أنني قد توغلت في أدغال الزمن الغابرة ، وفتحت صفحاته ، وقرأت بعضاً من سطوره في لحظة عابرة ، وأبى عقلي إلا أن يعود إليها لينطلق منها تارة أخرى .

الثلاثاء، فبراير 19، 2013

عندما تكون البداية أمنية .. تمازج بين البداية والنهاية


ذلك الوادي الأخضر ، يعلو فيه ضجيج الطيور بتغاريدها ، تبعث الطمأنينة والسعادة
في النفس فلا يملك السامع لها إلا أن يتوقف ليشنف مسامعه بتلك الألحان الشجية
والتغاريد العذبة ، التي تتردد على كل غصن فيهتز لها طرباً .
عند الصباح الباكر تصعد إليه ركام الضباب زحفاً تعانق الثرى حتى يكتظ بها الوادي كأنما نفش
فيه العهن ، تمتزج بين جنباته ألوان الطبيعة الخضراء ، مع لون الضباب الناصع ، فتتعانقا بحميمية
عناق اللقاء بعد الفراق الطويل .
تتغطى الشمس في طيات الغمام كتغطية وجه العروس ليلة عرسها ، وإن تبدت فبخجل ووجل حتى
لا تفسد ذلك العناق الحميم بين الضباب والأغصان الندية ، والأطيار الجذلة ، ورذاذ الغمام يغسل
الأبدان من رجس الأحزان ووعثاء الانتظار ..

لا تستغربي إن عشقت الضباب فقد سطرت بذراته قصة حبكِ الخالد .
وحفظت على متنه ذكريات نقشتها قصتها في أحشاء الوادي ، واستوحيتها
من صوت عصفور تردد صداه في أحضان تلك الجنبات ، وكتبتها على جسدي
بقطرات ندى ليل هادئ تسلل إلى غيهبه نور بدر كأن صفحته عكست نور جبينك
الوضاء .

أنسيتي عشاً من الورود بنيناه في الوادي ؟ أم قد نسيتي ساعة اللقاء التي رأينا فيها
ولادة عمر جديد .. هل نسيتي كل شيء ؟
لله ما أنتِ ؟ عندما تنعمي بنسيان ذاك الحب الذي أصبح في الهوى مفقود .

حسناً فلتنسي كما شئتي .. ولكن مني علي بشيء من ذلك النسيان ..
علميني كيف فعلتي .. كيف نسيتي .. وكيف تجاهلتي كل ذلك العمر الذي
وهبته لكِ من عمري .. منحتك إياه .. علميني كيف أنساكِ ولو لحظة واحدة
أريد أن أكتب يوماً عن السعادة ولو سطراً واحداً ، أريد أن أتكلم بكلماتها وأنثر
حروفها ، وأملأ قلمي بمداد كلماتها ، ثم أنثره على صفحات خلت منها ..
صفحات انطوت على كلمات الحزن ، والحنين ، والأنين ، واحترقت بجمر البعاد .

اكتبي لي الكلمة الأولى من معنى السعادة على أول السطر ، ثم امسحي ما بعدها
من الكلمات التي قد كتبتها من قبل لأنها تخلو من السعادة والفرح ، وعلميني كيف أكمل
قصتي السعيدة قبل أن أعرفكِ .

كلما أخذت قلمي ونشرت أمامي أوراقي البيضاء ، أقرع بالقلم علي شفتي ، وفي طرف جبيني
ثم أستغرق في التفكير والتفتيش في قاموس كلماتي عن السعادة وكيف أكتب عنها فلم أجد منها شيء
ثم يهبط قلمي على الأوراق ليكتب شيئاً آخر طالما ألفته وعرفته .. فأعود من حيث بدأت .

بحثت عن اللحظات الجميلة فوجدتها تنتهي ، وبحثت عن اللحظات المرة فوجدتها لا تنتهي بل
هي بداية لنهاية لحظات جميلة ، وعلمت أن لحظات الفرح والسعادة ستنتهي يوماً ، ونهايتها هي
بداية لحظة مرة حزينة ، فيراودني أمل أحياناً بأنه ستكون هناك لحظة سعيدة فسرعان ما يخبو
ذلك الأمل عندما أتذكر بأن للسعادة نهاية ، فيخبو الأمل من نفسي .

ولكنني استغرقت في التفكير ملياً ، وزاوجت بين اللحظات الجميلة ، والحزينة ومزجتها مع بعضها
ووجدت أن السعادة ستكون عند اجتماع البداية والنهاية ، وتلاحمهما مع بعضهما .
وليس كل البدايات خاضعة للتجربة ، ولا تقبلها مطلقاً لأن التجربة فيها تكون خيانة وكذب وخداع
من أحد القطبين الذي بدأها بتجربة ، وهو أشبه بمن يسير في طريقين مختلفين في كل لحظة له وجهة
هو موليها ، لا مبدأ عنده ولا قواعد يلتزم بها .
عندما تكون البداية أمنية فهي التي لا تخضع للتجارب ولا اليقين الذي يفسده الشك ، ولا خبط العشواء
إن تم له مايريد فهو ذاك وإن لم يتم له لا يؤثر عليه .
يجب أن تمتزج البدايات والنهايات وتذوب في بعضها وتنصهر بتفاعلاتها حتى تشكل كياناً واحداً تتغلب
فيه اللحظات الجميلة ، وتطغى السعادة عندما يتحقق المراد وويلتقي طرفا الدائرة . ثم يذوبان سوياً
وينتهيان سوياً فعند ذلك تكون السعادة قد دامت وانتهت حياة الطرفان معاً دون أن يشعر أي منهما
بالفراغ من الآخر .

الأحد، فبراير 17، 2013

كان وداعاً للأبد .



قالت إلى لقاء قد يكون قريباً ..
أو وداعاً للأبد ..
لم تكن تجزم بلقاء محتوم في وقت قريب .. ولم تكن تجزم بوداع إلى الأبد .
فتركت الأمر خياراً والطريق مفتوحاً للرجعة دون يأس ، وللغياب زمناً طويلاً دون يأس .. انتظار يقتله ملل .. وموعد يدب
في دهاليز الأمل .. 

سنون مضت .. وأيام تلو الأيام تدبر ، ولا زالت تلك النبرات تتجهم بها العبارات وتطلعات تغسلها زخات العبرات ، وانتظار تشتعل في دقائقه جمرات ، وتموت في مفاصله السنوات .. ولا زال الانتظار يحير الأبصار ، والأمل يتضاءل كالليل في وضح النهار .

قد نتعرف من خلف الأثير على أرواح نألفها لم نرها صوراً ولا أجساداً ولم تكن بالغموض لتصير أشباحاً ..
بل أرواح تلتقي في فضاءات الكون البعيدة .. المجهولة .. لا نعلمها ولا نرتادها  أجساداً بأرواح ، بل أرواح بلا أجساد ..
 

مشاعر تتطاير في الفضاء ، وأحاسيس تختلط في السماء ثم تلتقي هنا أو هناك على نحو ما .
وهو شعورنا بالألفة ، واعتقادنا بأننا كنا نتعارف لحظة من لحظات العمر .

ودعت ثم رحلت .. ثم تركت بيننا بارقة أمل بأن لقاء عبر الأثير سيكون في يوم ما  وأحكمت الرابطة ووطدت العلاقة بأجمل وأقوى عبارة . ثم رحلت .


شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More