حكايتنا مع الأيام سطور تتوالى وتتتابع في سجلاتنا ، فنعود لإرشيف الزمن كلما افتقدنا منها شيئاً أو اشتقنا له ، نتلذذ بتعذيب أرواحنا ، بجحيم الماضي وذكرياته حتى إذا أثخنت الجراح وتفاقم الألم في نواحينا نأخذ من نهر الحياة العذب ونرتشف منه ما يطفئ اللهيب الذي قد أشتعل في ساحاتنا .
كلما اشتقت إلى وجهك الجميل أبحث عن الليل وأشتاق إليه لأكون على موعد مع البدر أو القمر عندما يعتلي صهوة السماء يمشي على استحياء ، فأنظر إليكِ في صفحته الجميلة ، فأشعر ببعض الهدوء ، والارتياح الممزوج بمرارة الفراق ، وحرارة الحنين ، وتعب الأنين .
فأين تلك الليالي الملاح ، وأين منها الصباح ؟!
ليل كنت أخشاه وأكرهه ، أيام اللقاء والوئام والصفاء ، وها أنا صرت أعشق وأهواه ، وأنتظره ليأتي لأخلو فيه مع نفسي أحدثها ، ثم أناجيكِ وأنت في غيابة الأيام ، تتوارين عني يوماً بعد يوم ، وتبتعدي عني كل يوم كالشمس تسير في السماء بروية حتى تتوارى في أفق الغروب ، وتعود على أهل الأرض بصبح جديد ، وإشراقة صافية جميلة ، ليتجدد لهم يوم آخر جديد ، أما أنت فكم كان أفق أفولك سحيق ، تسيرين فيه قدماً ، دون أمل في إشراقة جديدة تضيئي بها غياهباً تراكمت وأظلمت كل طرقاتي وسبلي .
وتستمر الأيام في الرحيل ، وتستمري في السير معها في طريقها المجهول لتصبح حكايتنا سطور باهتة على أوراق مهترئة متناثرة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق