كلما أخذتُ القلمٓ والورقة لأكتب عن حبك ، أعمدُ إلى الكلمات المتناثرة على هامش الورقة وأجمعها في محبرتي ، ثم أسقي بها بمدادها القلم ، ليعانق بها السطور ، إلا أنني كلما جمعتها ورتبتها في ذاكرتي ونفثتها على ريشة القلم تتناثر من جديد في قلب الورقة وتتبعثر في أطرافها كأنها في وجلٍ ، ثم أعيد ترتيبها من جديد ، وألقي بها إلى ساحة الورقة تارة أخرى ، فتعود تتبعثر وتتناثر هنا وهناك .
بينما هي تتزاحم في أفكاري ، وكأنها في صراع وسباق على التعبير والبوح بما يجيش في أعماقي من مشاعر العشق .
حتى إذا عجزت عن قيادتها وزجها في سياق الحديث عنك وعن حبك وجدت أنه حب أكبر وأعظم من أن تفيه الكلمات وتعبر عنه ، فجمعت تلك الحروف والكلمات حتى صارت وردة ندية غار من حسنها الورد في حدائقه ، وانتشر عطرها في كل الأرجاء من حولي ، ثم اختارني لأكون أسير هواها وعاشق عبيرها .
لقد أصبحت متيما بها متلهفا لذاك العبير الذي ملأ كياني وسيطر على مشاعري وتمكن من إحساسي ، فلم أعد أطيق الصبر عنها وعن بعدها ،فلما خانتني الكلمات صرت أعبر عن حبك بزفرة قوية تتهدج من أعماقي وترتج في الحنايا ، كلما سمعتُ صوتك يعزف على أوتار سمعي ثم أقرؤها شهقة مدوية تهز أركاني وتكاد تحطم ضلوعي وترسل إليك روحي لتتحدث إليك عني وعن حبك
0 التعليقات:
إرسال تعليق