الخميس، أبريل 29، 2010

بعدكِ صرت وحيداً .










أيها الملاك الغائب .. لتعلمي أنني بعدكِ أعيش في عالم مظلم ، أسير في غياهب بُعدُكِ عني ، بعدما كنتُ وإياكِ نتناجى عبر عبر الطيف ، ونتبادل الكلمات أمام الملأ عبر الأثير بصمتٍ ملؤه الحب ، نتبادل حبنا عبر الأثير ولا أحد يدركُ ذلك سوى قلبينا بما قد أوتيا من حب ، فاستطعنا أن نتحدث مع بعضنا بهدوء وصمت جميل رغم ما يحيط بنا من ضوضاء وصخب . تصل كلماتنا إلى قلوبنا وتتغلغل إلى أعماقنا رغم ما يحيط بنا من فوضى .




فأين أنتِ أيها الملاك ؟ وأين أنت ِ أيها القمر المنير ، وأين أنتِ أيتها الكلمة البديعة الجميلة ؟ لقد اشتقتُ لرنين كلماتكِ واشتقتُ لصفحات مدونتكِ وسطوركِ التي أجدُ فيها نفسي ، ومسكني وراحتي ، واشتقت لصدى كلماتكِ يتردد في أعماقي وإلى مداد قلمكِ يلون حياتي بشذرات الحب ، ويبعث سكينة العشق في كياني . اشتقت له ليسطر كلماتٍ أقرأها مهما كانت معانيها ومهما كانت سطورها قليلة أو كثيرة .اشتقتُ لصرير قلمكِ على جدار الصفحات الناصعة كنصاعة قلبكِ الطاهر ، ووضاءة جبينكِ الزاهر ، اشتقتُ لعذب كلمه وإبداع منطقه .




ما أجملكِ روحاً ، وما أجملكِ جسداً ، وما أجملكِ كلمة ومعنى وحرفاً ، وما أجملكِ غائبة وما أجملك طيفاً وخيالاً ، وما أجملكِ حقيقة ووهماً .أنتِ الجمال الذي حرمتُه ولم أ ره ، وأنتِ المعنى الذي سلب عقلي وأبهره ، وأنتِ الكلمة التي أسرت قلبي وسكنته ، وأنتِ الكَلِمُ العذب كعذوبة الشهد في خلايا النحل المرتفعة في الوعور والصخور لا يستطيع أحد أن يصل إليه فيعكر صفوه ويمحق عذوبته .




أنتِ شذى الوردِ عندما يسري مع نسمة الليل الندية ، عندما تقع قطرات الندى على الأزهار والأغصان الطرية فتملأ جنبات الوادي برائحتها الزكية الندية ، ويتناغم شذاها مع صوت خرير الماء المنساب بيسر وسهولة من بين الحصى ويلامسها بلطف ورفق ، وكأنهم يتحدثون ويتناجون ويعزفون مقطوعات موسيقية حالمة ، تحت جنح الظلام الذي قد أزاح منه القمر عتمته وبسط على الأرجاء نوره الوديع ، وهو هناك في ناحية من السماء الصافية يناجي التلال ويداعب الأغصان ، يسير بهدوء ووقار ملقياً بنوره على الكون فاجتمعت نسائم الشذى وأصوات الماء وأنوار القمر ونسمة الوادي الزكية .




ياه .. يا له من عالم رائع .. وكم سيكون رائعاً عندما نكون سوياً على ضفاف النهر وحدنا تحت نور القمر نسامره ونستنشق الشذى وتداعبنا النسمة الندية ، وتزكينا الأزهار بعطرها .




وكم سيكون رائعاً عندما أكون بقربكِ أنظر إلى جبينكِ يحاكي نور القمر الساطع في بهائه وروعته ، وأستنشق شذى ورد خديكِ ، عندما تلقي إلي به النسمة العليلة المبللة بقطرات الندى .




وكم سيكون صوتكِ جميلاً عندما تهمسين بصوت خفيف يتناغم مع هدأة الليل ووقار القمر وموسيقى الماء وشذى الأزهار وبرودة قطرات الندى .




يا لها من سعادة غامرة عندما أراكِ ترفلين في ثيابكِ الخضراء السندسية تضاهين خضرة الأشجار وتحاكي رائحتكِ الشذية شذى الأزهار والورد ، ويالها من صورة رائعة جميلة عندما أراكِ تذبين خصلات شعركِ الأسود المتدلية عن محياكِ حتى بدى من خلفها جبينكِ الذي انعكس عليه نور القمر فصار قمراً آخر بين يدي ، ثم ترمين إلى بسهام عينيكِ الكحيلة الفاتنة وتخطفين بصري بلمعة بدى سناها من خلف بسمة خفيفة تفتقت عن شفتيكِ الورديتين . فذهبت ببصري حتى أصبح مقصوراً عليك دون غيركِ .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More