الأربعاء، أكتوبر 12، 2011

قراءة في الفتن .



يبدو أن انشغالي الكثير والكبير ، وتفكيري المستمر في مشروع 
إنشاء منزلي ، وذلك الهم الذي ألقى بظلاله على ساحتي ، قد أخذ 
مني العبارات ، وجفف سواقي الكلمات ، وكذلك البحث الذي اقوم 
به الآن في الأنساب ، الذي أنجزت منه نزراً يسيراً ليس سوى مدخل
لبحث كبير أو خطوة قصيرة على رأس طريق طويل وشاق ، مما استولى 
على تفكيري واحتل ذلك التفكير العميق مكان الكلمة ، وأخذ مني وقتي الذي 
كنت أسخر جله لمدونتي وموقعي ، وهو ما تسبب في تباطؤ المواضيع الجديدة 
وتلك الأسباب التي أريد أن أعزو السبب إليها .
إنني مشتاق لك شيء . مشتاق للماضي ، وأتخيل المستقبل في شغف وشوق 
مهما كان ، وإن كان توقعي بأن الأيام القليلة القادمة لستغير وجه العالم وتقلبه رأساً 
على عقب ، وأن حقبة جديدة ستأتي على غير توقع ، ونحن لا زلنا نعيش في حقبة 
تبدو كأنها متأخرة ، وإن كنا نرى أن العالم قد وصل الذروة ، وأن صح ذلك ، أي اكتمال
الوصول إلى القمة ، فما بعد ذلك إلا النزول ، أو عكس مسار السير نحو جهة أخرى قبيل
لحظات يسيرة من بلوغ الذروة . 

الأحداث تتسارع كأنها العقد المنفرط ، والفتن تتفاقم يوماً بعد يوم ، كلما قلنا إنها قد خفت 
زادت وتمادت ، كما قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنها السنن ، ولا بد أن 
يسير الكون كما أراد له الله أن يسير ، وما كتب في الأزل لا بد أن يتم . 

لا أريد أن أتوسع في هذا المجال الآن ، وسأكتب مقالاً إذا سنحت لي الفرصة أتحدث فيه 
عن انطباعي وتصوري للمستقبل ، من خلال قراءتي للأحداث ، ومقارنتها مع أحاديث 
الفتن ، فنحن قاب قوسين أو أدنى من الملاحم والعلامات الكبرى . وهذا ما سيتقرر من أرض
الشام . 

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More