الثلاثاء، ديسمبر 10، 2013

مذكرات في حديث النفس .




كلما خلوت بنفسي وتهدأ الحياة من حولي، ويخيم عليها صمت رهيب لا أسمع همساَ ولاحساَ، كأنما هي حياة المقابر الصامت أهلها في انتظار طويل يُرى ، بينما قد ينتهي في أي لحظة. تحدثُني بأحاديث كثيرة متناثرة كأوراق الشجر المتساقط في فصل الخريف.
تحدثني صعوداً ، وهبوطاً ، تأتيني عن اليمين وعن الشمال بأحاديث شتى وهو ما سأطبقه في مذكرتي تبعاً لحديث النفس.
فجأة تضعني على السراط متجاهلة العرض وأرض المحشر وحال الناس في عرصات القيامة ، ربما ذلك لأولوية هامة جعلتها تتجاوز المقدمات وتدخل في التفاصيل لتعرض النتائج
ولتضعني في النتائج الحتمية كون مقدمات العرض معروفة ، فعندما تضع قدمي على نقطة التماس الأولى من السراط تبدأ بعرض صورة مرعبة لفوهة من تحتة لايكاد يكون لها قعر ولامنتهى ، يعمها ظلام دامس موحش تتهادى من خلاله جنادل من اللهب كأنها الشهب.
تتداخل في ذلك المحيط الأسود الغائر في الأرض، وأنا ناشر يدي وقدمي على ذلك الخيط الرفيع المتأرجح يميناًوشمالاً، كأنما ذراعي جناحان مفرودان للطيران وعلى جانبيه كلاليب وخطاطيف معكوفة إلى الأعلى وكأنها على استعداد لتنهش جسدي إذا ما اختل توازني ووقعت في ذلك القاع بسبب أمرما أو ذنب إقترفته في الدنيا استحقيت العقاب عليه من الله تعالى...
ثم أعود مرة أخرى لمحاولة السير والوصول الى الضفة الأخرى وفجأة تقطع عني الحديث ربما في منتصف الطريق أو في أوله لأن النتيجة لم تتضح لها ولكنها تضعني في تصور شامل لما سيحدث في تلك العرصات والأحداث، وتنقلني الى مكان آخر تحدثني بحديث جديد، ولكنه مرتبط بالحديث السابق أو مؤدٍ
إليه فإذا بها تضعني في اللحد ، ذلك المكان المرعب ذو الظلام الحالك فتحدثني في ظلمته وضيقه، وتريني جثتي وهي ممددة فيه وتعرض في مخيلتي تلك اللبنات المرصوفة فوقي لتزيد من ظلام مكاني ، ثم تسمعني أصوات المشيعين والذين يحثون
التراب فوقي ، وتُسمعني حديثهم وقرع نعالهم حتى يغادرون مكان مرقدي وتقول لي :
وهي تذكرني بأمر سيحدث لا محالة ، ولكن كيفيته منوطة بي وبما قدمت في دنياي ، فتعرض لي صوراً مختلفة ملائكة سود قبيحوا المنظر غلاظ شداد لاتأخذهم رأفة ولا رحمة لأنهم مأمورون فيفعلون ما يؤمرون وفجأة تقطع عني تلك الصورة المرعبة ، وتبعث الانشراح في نفسي فتأخذني الى صورة أخرى ..
ملائكة بيض الوجوه عليهم مهابة الجمال والوقار فيحدثوني بهدوء وأناة ثم يفتحون لي في مكاني باباً أرى منه مقعدي في الجنة.. وهكذا أحاديث مختلفة ومواقف متعددة وأماكن متشتتة ، ولكن أكثرها تلك التي تذكرني بالله تعالى وتحثني على التقرب إليه بطاعته وإرضائه لأتجاوز أصعب الطرق وأضيء أظلم الأماكن ، وأنجو من عقاب الله تعالى ونقمته..إنها النار والصراط المستقيم المعلق على فوهتها وهي من تحته تتلظى في هاوية سحيقة من اللهب والشرر...
يا الله كم هي مخيفة لمجرد الحديث عنها وتخيلها فكيف
بها على الحقيقة ؟! أسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم طاعته
ويمن علينا بعفوه ومغفرته، ويسكننا فسيح جناته..آمين

م.أ.الفيفي .

الموضوع حصري ياخي لا تلطش ههههههههه .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More