الخميس، أغسطس 20، 2015

عندما حكمت علي بالإعدام .



عندما وضعتِ السكين على نحري .
كنتِ تهرقين الدم من مشاعري ، وإحساسي ، وعندما تحركينها روحة وجيئة كان الألم ينتشرُ في كل أنحاء جسدي ، وقد أسلمتُ لكِ جسدي تجهزين على ما تبقى فيه من دفء ، وتنزعين روحكِ منه كما ينزع السفود من القطن ، تنزعينها إرباً إرباً وهمسةً همسةً وكلمةً كلمةً ، وحرفاً حرفاً ، وقد أصغيتُ إليكِ وأرعيتكِ سمعي وحسي ، فتعلثم لساني وحار بياني ، وتجمدت أركاني ، وانهار كياني ، وخارت قواي ودب البرد في لحمي وعظامي .
كنتِ تدخلين فيَّ لحظاتكِ الأخيرة ، وتقتلين زمناً قد كتبتُ أسطورتهُ بحروف الحب في صفحات أعماقي ، ودونتُ حكاية حب خالدٍ بثوانيه ودقائقه وساعاته وأيامه وشهوره وغلفته بالسنين العتيدة ، وتخرجين مني همساتكِ ونغماتكِ ، ودفأكِ ، وتسترجعين حنانكِ وتسلين ثابي من ثيابكِ ، وأنا جثةٌ أمام صوتكِ هامدةً بلا روح ، وروحٌ بلا جسدٍ تطير هنا وهناك وتحومُ حولكِ تلتمس فيكِ مشاعر الحنان والحب الفياضة التي ترعرعتْ عليها في عهدكِ .
كنتِ ستقتلينني من داخلي وتبقين على جسدي شبحاً يتنقل بين البشر وفي الطرقات بلا هدى ولا إدراك .
لكن مشيئة الله أبتْ إلا أن تغلب مشاعرُ الحب فيكِ لهيب القسوة والجبروت . فستبقين حبيبتي وستبقى روحي تتبعكِ إلى الأبد .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More