الخميس، مايو 30، 2013

مدونات العمر لا تقبل النسيان .



أنا قصة من قصص حياتك ، كتبتها على صفحاتكِ ، بل نقشتها على جدران أيامكِ ولياليكِ تتلينها كلما أردتِ أن تمحيها ، وتكتبيها كلما أردتِ أن تقرئيها ، وتحفظيها كلما حاولتِ أن تمسحيها لا سبيل لمحوها من صفحاتكِ لأنها منقوشة علىى أيامكِ وليست مكتوبة على سطوركِ ، نقشتها بالدم بالدموع ، وغلفتها بالألم والأنين ، وربطتها بالأمل والأشواق ، ولحنتها بألحان البعاد والفراق .

لكي تشطبيها فلابد أن تكتبيها ، ولكي تكتبيها لابد أن تقرئيها ، ولكي تقرئيها لابد أن تحفظيها ، فإذا حفظتيها فقد عدلت عن مسحها وقد رسخت في ذاكرتكِ وانبعثت في أعماقكِ من جديد ، فتذكريني لكي تنسيني ، وتنسيني لتذكريني ، هذه هي نظرية العقل الباطن ، يخالفنا لما ننهاه ، وينفذ عكس ما طلبناه .

لا يمكنكِ مسحها من صفحاتكِ ، لأنني قد صرت جزءً من كيانكِ ، لأن مدونات العمر شيء غير قابل للشطب أو النسيان ، أو التجاهل .

أنا سجل من سجلات تاريخكِ ، وأنتِ كتبٌ ألفتها وأتلوها كل حين .
أنتِ شمس لا تغيب من سمائي ، وأنتِ زهرة لاتذبل مهما قست الأيام وأمحلت نفسي ، ومنعت سماؤكِ عني قطر حبكِ .
أنتِ نهر عمري الذي أسير بجواره ، أسمعه يتسلل بين النجم ، والحصى فتدب في مفاصلي حياة الحب والعشق مع تلك النسمة الرقيقة الممتزجة بنسيم النهر الجاري ، ورذاذ غيمة أتت من أدنى الأرض لتكسو السماء وتبسط على التلال بنفوذ نسيمها .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More