السبت، أغسطس 23، 2014

سأحبكِ بصمت .



أعلم أنكِ لن تكوني لي ..
وأعلم أن قلبكِ مشغول بغيري .. ولن يكون لي فيه متسع .
هناك عوائقٌ تحول بيني وبينكِ وأسوار عالية تحجبكِ عني
وأبقى أسير في معيتها أبحث في جدارنها عن ثغرة تفضي
إليكِ لأضع أمامكِ أحمالاً من المشاعر الجياشةِ التي تعصف
في أعماقي .

ولكن كلما سرت والأسوارَ أجدها تعلو وتزدادُ علواً ، وتزدادُ
الهوة بيني وبينكِ ، فيزدادُ بي الإحباط والثقل ويزيدُ الهم يرتعي
في أنحائي وأدركُ المسافة الكبيرة التي بيني وبينكِ .

أفتشُ في قلبكِ عن مساحة صغيرة لعلي أستطيع اللجوء إليها
وأختبئ فيها من حبكِ وأشعر فيها بالأمانِ بأنني على الأقل قريب منكِ
وأطمئن بأنني في داخلكِ حتى لو لم تعلمي .

فلم أجدْ في قلبكِ إلا مساحات كلها مشغولة ولا مجال لوجود كائن آخر فيها
أنظر إلى تلك المساحات كمن ينظر إلى البحر فيجده مكتض بالماء الذي
يتلاطم على شواطئه ، حتى يكاد اليأس يوقعني أرضاً .

تذكرينه أمامي وأنتِ لا تدركين أنكِ تقتلينني بعدد حروف اسمه
وعدد حروف الحب مجتمعة ، تشعلين في قلبي نيراناً لا تنطفئ
وأنتِ لا تعلمين أنها تلظى في كبدي .. لكنني أصبر وأقبض
على تلك النيران بصفائح قلبي لتعود تتآكل في داخله ، وتئز
في أرجائه حتى يكاد يتشظى من لهيبها ويتهدم من أزيزها .

تذكرينه أمامي وأنتِ تستمتعين بذكر اسمه وتعشقين حروفه
وتبحرين في عالمه وتستعيدي أيامه ، ولا تدركين أن ذلك
يهدم في كياني ، ويقوض أحلامي ، ويفتك بروحي ، ويجرح
مشاعري ، ويقتل أحاسيسي . وكنت أتمنى لو لم يُخلق أحدنا .

كان هو أحد تلك الأسوار الممتدة والواقفة أمامي ، ومن الاستحالة
هدمه وتقويضه ، لأنه هو كان أول من وضع رحله في قلبكِ ونصب
كرسي حكمه على عرشه فملأ تكل المساحات الشاسعة التي رأيتها
في فؤادك .

وسور العادات والتقاليد التي صارت خطاً ثانياً تزيد من فقدان أملي
في الوصول إليكِ ناهيك عن الحصول عليكِ ، كما أنها كانت عائقاً
سلفاً وهي التي رمتني في قاع الزمن وقفار الذكريات .

كلما تأملتكِ وتخيلتكِ أجدكِ أحياناً ضرباً من المستحيل ، وأحياناً
أخرى قريبة مني ، وأخرى أفقد التركيز وتخيل ماذا ستكونين
وكيف ستكونين ، وأدرك أخيراً بأنكِ شبح قد ملأ خيالي واكتض
به تخيلي حتى ازدحمت في ذاكرتي الذكريات وتزاحمت الأفكار

رأيتُ في عينيكِ بحاراً من الحزن والأسى ..
عيناك مليئتان بالأحزان ، تحرقهما بحار من الدموع
الحبيسة بين أجفانهما ..

سأحبكِ بصمت .
نعم سأحبكِ بصمت لأنني أعلم أنكِ لستِ لي .
ولكن سأحبكِ .. ولن أرجع بعدما وضعت قدمي
على طريق حبكِ وسبيل الوصول إليكِ ..
سأظل سائراً نحوكِ رغم ابتعادكِ كلما خطوت إليكِ .

لن أطلب منكِ أن تحبيني رغم أن ذلك كل ما أتمنى
لن أطلب قلبكِ .. لن أطلب مشاعركِ ولا أحاسيسك .
لن آخذ منك شيء ..
ولكنني سأهبكِ كل شيْء .. سأحبكِ بصمتٍ .. سأتذكركِ
في خلوتي بهدوء .. سأهمس باسمكِ حتى لا أزعجكِ
سأبحث عن مكان دافئ في قلبكِ ..
واعلمي أنكِ كلما حدثتيني عن حبكِ ذلك أنني أتجرع ذلك
الحديث غصصاً ، وأشربهُ من كأسكِ علقماً .

سأحبكِ بصمتٍ وأدوس على مشاعري الفياضة حتى أدرك
أنني - أنا الذي أستاهل كل الذي جرا لي - .
.. لأنكِ لستِ لي .. سأحبكِ بصمتٍ .

من أجلكِ قلبي يجوب الكون .



قلبي معكِ في كل مكان .. يطير في الفضاء من أجلكِ .
يجوب الكون بحثاً عنكِ ..
أفي الشرقِ أنتِ فقد شرق .. أم في الغرب فقد غرب
يتبع الشمس إلى المغرب ..

أنت الشمس التي أشرقتْ في حياتي وجابتْ سماء كياني
تتبعها مشاعري كلما أشرقتْ تسبح في فلكها معها حتى
تتوارى في خيط الأفول فتبقى تلك الكتلة من المشاعر تهرول
نحو الشرق لتلتقيكِ على آفاقه ، من اجل أن تسير معكِ لتستقر
في الغرب روحاً وفكراً ومشاعراً وأحاسيساً ، تأبى أن تميل إلى الغروب
كأفول الشمس ، بل تبقى مشرقة حتى وهي تغطي وجهها في
غمام الأصيل .

لا تأفلي كما تأفل الشمسُ ، بل إبقِ مشرقةً في سماء بلا آفاق
ولا مغارب ، بلا غيوم ولا شفق ، ولا أقمار ولا كواكب إلاكِ .
بل أنت القمر والنجوم والكواكب المضيئة ، والغيوم والشفق
والأصيل والآفاق اللامنتهية .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More