الأحد، سبتمبر 28، 2014

الرؤيا



قلت رأيت في المنام رؤيــــةً .
فقالت تلك أضغاث أحــــــلامِ .

فقلت إني أنــــــــام على سُنَّةٍ
ولا سبيل لوساوسِ الشيطانِ .

فقالت تلك أحـــــــــلامٌ بعيدةٌ
فقلتُ أسعى لتحقيقِ أحلامي .

وقلتُ إني لبيتــــــــكِ قـــــادمٌ
فقالت عليك صعود الـــــعنانِ

وقالت تلك مطالبٌ مرفوضــةٌ
ولو ضمنتَ لي ولوجَ الجنـانِ .

فقلتُ إني بحبكِ مــــــغــــــرمٌ
ولا سبيل لي إلى النسيــــانِ .

وفي القلب من حبكِ جــــذوةٌ
وفي الصدر لهيبُ نـيــــرانِ .

مُنِّي عليَّ من فضلكِ بكلمـةٍ
تزيل عني لوعةَ الهجــرانِ .

إغفاءة للذكرى وسنوات الخلود .


سأخلدُ إلى نوم عميق أسبحُ في لجج بحره وعتو أمواجه
، وسأتخذُ من قمم أمواجه مطية تقذف بي نحو زمن سحيق
تتجاذبني أمواج الذكرى وعواصف الحنين ، وصور من الماضي
تتعاقب على شريط آفاق الزمن ، وترفرفُ على شجيرات الصيف
العاريةِ ، وتهبط مع أوراق الخريف المتهادية نحو الأعماق لتستقر
في ساحات الذاكرة ، تعزف على أوتار الحنين معزوفة النوى ، وتردد
ألحان الشجى المدوي بين قضبان الحنايا بصوت شاحب ملؤه الأحزان
والأشجان .

سأفتح في إغفاءتي سجلات السنين الغابرة ، وأقرأ تلك اللحظات العابرة
وأجدد مراجيع حب على نواشر معصم الأيام ، وحيطان الفؤاد
، لعل أجزاء من تلك الصور يعود من سنوات الخلود ، وتنطلق
الذكرى في أقطار الكون بحثاً عن روحي الأخرى التي هاجرت
منذُ عقود ، وهجرت الروح وضلتها في ضجيج الأيام وعتمة
الليالي .

سأزور في أحلامي الأطلالَ وأعلو مشارفها ، وعلى شاطئ
وادينا سأعيد زرع الورود وسقيا الأغصان ، وأنصت إلى
الطيور الجذلة بترجيع أعذب الألحان ، وأعمرُ عش الزهور
والورود في وادينا من جديد ، وسأرسم فيه لها تمثالاً
وأتخيل لها طيفاً وأتحدثُ إلى الطلل البالي همساً كي لا أستيقظ
من إغفاءتي ويعود زمنُ الفراق من جديد .

سأكبح جماحَ العقل والفكرِ ليبقَ في الماضي حبيساً لا طليق
الحاضر الممجوج ولا منتظرَ المستقبل المجهول ، وسأعيشُ
في محبس ماضي الخلود ، وأنا في أقصى المستقبل وأدنى
الحاضرِ .

سأعيش الزمنَ الغابرِ بكل تفاصيله ودقائقه ، ولن أصغي
إلى نداءات الحاضر ولا إغراءات المستقبل الغامض
لأن الحاضر لم يعد سوى مستنقعٍ آسنٍ تغير لونه وطعمه
وفاحت رائحته النتنةُ وأفسدت عطر الزهور وأذهبت جمال
الورود ، أو مستقبل مجهول كقطع الليل المظلم كلما اقترب
منا أو دنونا منه زادت بنا الحيرة وأبحرت النفس في
غياهب الغموض وتجشمت متاعبَ التوجس والترقب وتبلبلت
في أوحال الريبة والظنون .

الثلاثاء، سبتمبر 16، 2014

في جنازتي تنثر زهر .



طال السفرْ .. طال الهجرْ
متى نجلس سوياً والبدرْ ؟
متى نسمر على نور القمرْ
متى نسهر على شط النهرْ ؟

****
راح العمرْ وبان في الرأس الفجرْ
إلى متى هذا الهجرْ
إلى متى هذا السفرْ
... أما له من مستقرْ ؟

****
يا غائباً عني دهرْ
تركتني أقضي قهرْ
طعنتني في مهجتي ..
أشعلت في قلبي شررْ
وعدتني وعاهدتني ألا تميلَ للغدرْ
لكنك أخلفتني وعدك وأنت مقتدرْ
ألا تميل في الهوى ولا تميل للبشرْ
ثم أعدمتني وجعلتني هشيماً منتثرْ

وسرت في جنازتي
شيعتني حتى القبرْ
وبعدما أعدمتني ...
في مأتمي تنثر زهرْ

الثلاثاء، سبتمبر 02، 2014

جعلت حبك مذهباً ...



أصابكِ حزنٌ أم أصابكِ إعياءُ أم بليتِ بحادثاتِ الزمانِ .
مالي أرى رأسكِ تلألأ مشتعلاً ، والعظمُ منكِ فيه وِهَانِ ؟
رُبعٌ من القرنِ قد مضى خِلْسَةً وخمسٌ خلونَ عليهِ بيانِ .
أشابَ رأسُكِ وأنا يافعٌ لا والذي أهلكَ بالريحِ
عاداً ثمانِ .
قد ضربَ النهارُ لُبتي ومفرقي ووهن العظمُ ومالَ كياني .
تمادي في البعادِ وزيدي لوعتي فإنكِ في فؤادي كل زمانِ .
واقتليني وأحسني قِتْلتي بالنوى أو بخنجر يشق جناني .
فإنني والله ماض بحبكِ دهوراً وإن طالت بي الأزمانِ .
وجعلتُ حبكِ في العاشقين مذهباً وهجرتُ لأجلك كلَ الحُسانِ .
 

  هناك من يبحث عن صور اللقاء ،
وهناك من يبحث عن صور الحب والوفاء .
أما أنا فأبحث عن رمز البعاد والفراق ،
وعن صور الذكريات .
أسير في دروب الحب وقد تلاشت
ملامح الطريق لم أعد أرى
إلا آثاراً لأقدامي قد عفى عليها الزمن
واندثرت في عجاج السنين .
في داخلي أحاسيس ومشاعر تمور موراً ..
مزيج من الشوق والذكريات ..
والأمل البعيد ، ونيران الفراق
وأمل بلقاء يكاد يكون مستحيلاً .
إنني أتألم في داخلي ..
في أعماقي أشواق ..
حنين .. آمال وذكريات .
سنين تمر دون هوادة ..
وعمر يجري لمستقر له ..
ومحبوب يتوارى
في كثبان السنين .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More