الثلاثاء، ديسمبر 21، 2010

النجاح عقيدة


النجاح عقيدة
لا تستسلم .. لا تستمع إلى الأصوات من حولك .. لا تلتفت إلى الوراء أثناء سيرك قُدُماً .. لا تكن عاطفياً حتى الانثناء والتراجع عن القرارات الصائبة .. كن قوياً .. ارسم النجاح قبل أن تبدأ .. حدد اتجاهاتك .. ونظم مساراتك .. وارسم الطريق الذي يجب أن تسير عليه كي تضمن النجاح والوصول إلى مبتغاك ..

أنت محاط بمجتمع مختلف الأفكار والثقافات ، والتوجهات ، متعدد الاتجاهات .. مؤيد .. معارض .. محايد .. حاسد .. حاقد .. متملق .. مراءٍ .. منافق ذو وجهين ..
مخلص .. محب .. ناصح أمين .. صادق الود نقي السريرة .. سليم الطوية .. ولكن هذا الصنف نادر جداً بل يكاد لا يوجد مطلقاً .. فتبقى الغثاء والرعاع والزبد الذي لا يلبث أن يذهب جفاء .. وقد ندر أيضاً من يحب لك ما يحب لنفسه ..

عندما تكون متميزاً وناجحاً ، مثابراً ، في سعيك وعملك .. للوصول إلى هدفك الذي جعلته نصب عينيك ، ووقفت على ناصية الجادة وتطلعت بكل ثقة نحو آفاقه ، بعد موجة إيمانية بقضيتك وعقدت العزم على الوصول إلى هدفك ..
هنا ستسمع الضجيج ، والجلبة من حولك ، وهمهمة ودمدمة المجتمع الذي تعيش فيه ، وأطراف البيئة التي تقلك .. في ضجيج عارم وفوضى صاخبة تقتحم تفكيرك معكرة أفكارك ، عندما يحتدم لغطها وفاسدها وغثاؤها .. والغث من الهرج والمرج ، فيستقر في عقلك ، ويدوي صداه في أعماقك ، يتلاعب بأطراف مشاعرك ، ويلامس خيوط أحاسيسك ، وصقيل وعيك وإدراكك .. ويستقر منها ما هو قريب مما يدور في خلدك ، ويتموج في عقلك ، ويسيطر على تفكيرك ، ويتذبذب إليه إيمانك بقضيتك ، فإذا سمحت لتلك الضوضاء والفوضى فقد تسيطر وتطغى فتثبطك ، وتثنيك ، وإذا ما اصخت بسمعك إليها ورفعت إليها ليتاً ، وخفضت ليتاً ، وأعرتها اهتمامك ، وغلَّبتها على معتقدك وإيمانك ، فستتعثر خطوتك وأنت لا زلت في بداية طريقك لم تخطُ خطوة واحدة فولدت أمنياتك ميتة ، لأنك استسلمت لها ، وسلمت بالأمر وتنازلت عن ثوابتك وقناعاتك ، وكفرت بإيمانك بها ، وهززت معتقدك بعدالة قضيتك وجدواها ، عندما التفت إلى الوراء ورأيت الناس من خلفك ، وانصعت للغط واندمجت في الضوضاء وسمحت للغث منها بالولوج إلى ذاكرتك ، وفسحت لها الطريق إلى فكرك ، وعمقت المشهد الضخم الذي رأيته خلفك وكبرت الصورة التي بدا فيها ، وهِبْتَ من ذلك الجمع الهائل والتكتل المرعب ، واعتقدت أنك قد أخطأت الجادة وجانبك الصواب ، وشعرت بأنك تسير وحدك ، بل تجد أنك في سباق مع ذلك الخضم الهائل ، وتارة تجد نفسك هارباً ولكنك متردد ومتذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى صوت العقل المدوي في أعماقك ، فخارت قواك ، ووقعت أرضاً لأنك أزلت العقيدة من فكرك ، وهدمت القواعد والثوابت والأسس عندما استمعت وترددت وبسرعة هائلة راجعت قراراتك وقررتَ جدلاً رغم بقايا الإيمان في أعماقك ..

لم تتبين الجمع من خلفك ولم تتصورهم على حقيقتهم لأنك في عجلة من أمرك وفي شك منه ، ولو تفكرت وتأملت قليلاً قبل اتخاذ القرار المعاكس ، ولم تغب عنك حقيقتهم ومسلمات كان من واجبك التنبه لها ، ومعرفتها كي تتغلب عليها وتكسر حاجز الخوف الذي زرعه ذلك التكتل والوساوس التي قذفوها في داخلك ، وتتحرر من من القيد الذي لفوه حول قدميك وأنت لازلت في بداية طريقك ..
ولكنك لم تفعل وقدمت الجانب العاطفي والتوجهات الفكرية القديمة والمغايرة لتوجهاتك الحديثة ، والعصرية ، ولو لم تصدق خزعبلات العادات والتقاليد المجحفة القديمة والعقيمة ، والأفكار الساذجة ، والمصنعة كي تتناسب مع الحدث وتشوش أحداثك ، ولكي تبلغ الهدف منها ، وهي في حقيقتها عادات قديمة ، وتقاليد عقيمة ، مغلقة الدائرة ، محدودة التوجهات ، آحادية الأفكار ذات قطب واحد سلبي ، تقاليد قد أثيرت عمداً ولم تعد صالحة للزمان والمكان ، فقد أكل الدهر عليها وشرب ، وأصبحت من الماضي السحيق ، وما أثيرت في هذا الوقت إلا لأنك هدف ، ومستقبلك مستهدف ببواعث الحسد والغيرة ، فاستُخدمتْ تلك الآثار مطية للوصول إلى عقلك ، كي يتحطم على بلاطها حلمك ويأفل في دجاها أملك ، ويتهادى في براثنها معتقدك وصرحك ، فوصلت تلك النعرات والضوضاء إلى هدفها الأسود المنشود وهو ثنيك عن قرارك ، وحرمانك من تطلعاتك ، بدافع الغيرة والحسد ، فانحرفت وتراجعت القهقري .. واستسلمتَ .

ففشلت لأنك التفت إلى الوراء وأعرت تلك الانتقادات اهتمامك ، وأصغيت إليها بكل حسك ومشاعرك ، فولج إلى داخلك وهم العادات ومخاوف العواقب ، فعدت من جديد ووضعت قدميك في القيد بعد التحرر واستنشاق نسمة الأمل فنكصت على عقبيك رغم سلامة موقفك ووضوح طريقك وعدالة قضيتك .

لأن النفوس السوداء والقلوب الضيقة ، والأفكار المحدودة تغلبت على السرائر البيضاء السليمة التي تاهت وضاعت في زحام اللغط والضوضاء ، وبين الأجساد المغرضة ومعمعة النفوس الحاسدة الحاقدة ووقع أقدام المخذلين - وما أكثرهم - وما أقل المحبين الناصحين المتحررين من قيود الماضي والتزمت والجهل الفكري المتخلف الذي لم يعد له مكان في عصرنا .
فكان المحبون في مؤخرة الجموع عندما التفت إلى الوراء فلم تراهم ولم تسمع لأصواتهم المطمئنة ليتعزز ويقوى إيمانك وتدفع بك صيحاتهم المحبة على طريقك المرسوم قبلاً ولم تصل أصواتهم إلى سمعك فتعمق إيمانك ، وتبعث الأنس والطمأنينة في جوفك .
ولأنك لم تؤمن وتجزم بسلامة توجهك ، وحقيقة قضيتك ، ووضوح هدفك ولهذا تخليت عن ثوابتك لدى أقرب صوت عاذل ، وتقاعست وخارت قواك ودبت برودة الخوف والخجل في جسدك كما يدب الذر على جذع يابس ، وجلست على قارعة الطريق تصارع الأفكار واللوائم التي تقرعك في أعماقك .
ولو أنك تجاهلت تلك الأصوات والدعوات ، والنعرات ، وأغلقت أذنيك عن كل ذلك ، واستمعت إلى صوت المنطق في عقلك وفكرك لنجحت ووصلت إلى هدفك وحققت مرادك وأدركت مبتغاك .
فتحقيق الأهداف إيمان وعقيدة .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More