السبت، مايو 28، 2011

لسنا كغيرنا

كنت أو في الحلقات الماضية أن أتحدث عن الثورات العربية بشكل تعبيري تقريباً ، مع الاستشهاد بما أتابعه من أحداث وأدلة من خلال تلك الثورات التي بدأت شرارتها من تونس ، مروراً بمصر ، ثم ليبيا ، إلى أن أتحدث عن الثورة التي كان يدعو لها أعداء وطننا وديننا وبلادنا من الخارج والداخل ، والناعقين من خارج الوطن المتشدقين بالإصلاح بهتاناً وكذباً ونفاقاً ، يوهمون الشعب بأنهم حريصين على الوطن ويسعون في مصلحته ، بهتاناً وزوراً ، بينما هم قد تحالفوا مع أشد الناس عداوة للجزيرة العربية وللعروبة والإسلام منذو القدم ، ذلك هو سعد الفقيه القابع في لندن ، بين ظهراني النصارى واليهود ، وينعق من هناك بالإصلاح ويتشدق بمصلحة الشعب والأمة ، مغرراً بالسذج والطائشين من الشباب والمراهقين أو الغوغائيين من أعداء الأمة والإسلام ، وما فتئ يدعو ويحرض وينظم المظاهرات ويحاول أن ينشر الفوضى في بلاد الحرمين الشريفين ، تحت شعار الإصلاح المزعوم الذي يمارسه احتيالاً وبهتاناً والإصلاح منه بعيد وبريء . 

وقد كنت أنوي مواصلة الحديث عن باقي الثورات التي عمت الديار العربية وقلبت موازين الأمة ، وتركتها في حالة من الفوضى والصراع على الحرية وكراسي الحكم الذي ظل مفعوله سماً جارياً في عروق من أدمن عليه حتى صار من الصعب عليه التنازل عنه والتنحي حتى لو كلفه ذلك إراقة دماء الأبرياء التي حرمها الله وجعل من سفك دماً محرماً بغير حق جزاؤه جهنم خالداً فيها ، ولكن هؤلاء عندما يحاورن في شأن كراسيهم يتنصلون من الأخلاق والدين والمروءة ، ويتجردون من الإنسانية أيما تجرد ، في تصرفات عجيبة غريبة ، كأنما هم خلقوا ليحتكروا تلك العروش ويستولوا عليها ويحكموا من فوقها البشرية ويعربدوا عليهم ، ويمارسوا في حقهم شتى ألوان الذل والإهانة ، غير مبالين بآدميتهم وإنسانيتهم ، بل ينظرون إليهم وكأنهم أشياء تافهة لا يقام لها وزن . 

حتى أصل للحديث عن الثورة التي جعلت الشعب السعودي بأكمله يقف على أصابعه منتظراً موعدها ( الحادي عشر من مارس ) والذي كان ينظر له كل الشعب نظرة مشؤومة ويتعوذون منه ومن عواقبه ، ولكن الله سلم وكفى الأمة وحفظ البلاد والعباد من فتنة كانت ستودي بأرض الحرمين ، وتقلقله ، وتضرب بعضه ببعض ، ولكن الله بفضله ومنه ثم بوعي أبناءه وحرصهم ألا ينزلقوا في أتون الفوضى الخلاقة التي كان مخطط لها من أطراف خارجية ويتلقفها أطراف داخلية ماردة عميلة لا تنتمي إلى الوطن ولم يكن له ولاؤها وإن كانوا يحملون اسمه ، وينعمون بأمنه واستقراره - فأي جحود هذا وأي نكران - تلك الثورة التي سأتحدث عنها الآن تاركاً باقي الثورات والفوضى ثم أعدل عن الحديث في هذا الشأن إلى حين .. 

ثورة حنين .. وما أدراك ما ثورة حنين ..
من يقف خلف ثورة حنين 11 مارس السعودية ؟
1. الدكتور : حنين محمود القدو .. شيعي من سهل نينوى . 
2. الدكتور سعد الفقيه .. سعودي في لندن . 
3 . محمد صبيح ، مصري الجنسية . 
4. محمد أحمد الموسوي : شيعي إيراني . 
5 . أحمد علي الخضري .. ما دريت من ينه غيثه بوه . 


هؤلاء كلهم شيعة ومجوس وعملاء خائنين لوطنهم ومواطنيهم ، ومقدسات الإسلام ومهبط الوحي ومنبع الرسالة ، الذين يدعون الإصلاح وينادون له ، وهاهي نواياهم تتضح وتبينت لكل مواطن بأن تلك النداءات لم تكن للإصلاح ولا حباً للوطن ولا غيرة عليه ولا محاربة للفساد ، وإنما هي لمصالح شخصية لا يمنعهم في سبيل تحقيقها مانع حتى لو تحالفوا مع الشيطان . 
فهل من يريد الإصلاح يتحالف ويتآمر مع أعداء الملة والدين من الصفويين المجوس ، أعداء الإسلام والمسلمين ، وهل الإصلاح يأتي على يد الغوغائيين والحاقدين ؟! 
وهل حب الوطن يكرس بالتعاون والتآمر مع ألد أعدائه ؟ 
لهذا أنادي من هنا ومن كل مكان كل من يصدق سعد الفقيه ويستمع له ويسير في ركابه أن عليه أن يراجع أوراقه ، ويحاسب نفسه ويتساءل بعدما علم أنه قد تحالف مع إيران وأعداء الإسلام من المجوس والشيعة الرافضة ، هل هذا إصلاحاً ؟ وهل من يريد أن يحارب الفساد المفسدين كما يدعي يتآمر على أهله ووطنه وبلده ويبيعه بثمن بخس ؟ ويسلمه ويعرضه للخطر والفوضى ، ويعرض أرض الحرمين ومقداساتها ومهبط الوحي للخطر ويبث فيها الفوضى ويسعى في أتاحتها وبذلها للحاقدين والمفسدين من الفرس الملحدين ؟ 

لا والله هذا ليس إصلاحاً ولا حباً لوطن ولا خوفاً على مصالح مواطن ، ولكنها الأحقاد والقلوب السوداء تتشابه ثم تتلاقى والنفوس تسود وأصحابها تتآمر وتلبي مطالب الشيطان وتكرس وساوسه . 
بلاد الحرمين ليست كغيرها من البلدان وأهلها ليسوا كغيرهم من الأمم ، فهي أرض الرسالة السماوية الخالدة والأخيرة ، ومهبط الوحي ومعقل الإسلام كله ومنها انطلق وسينطلق دوماً وأبداً ثم إليه سيعود وفيها سينتهي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما معناه : إن الإسلام سيارز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ( معناه ) أي أنه سيعود مع اقتراب الزمن إلى المدينة كما انطلق منها . ولو أننا خرجنا وتظاهرنا ولبينا داعي الثورة الحاقدة ، كنا أسهمنا في هدم الإسلام ، وتدمير المقدسات وابحناها لأقدام الحاقدين الفاسدين من اليهود والمجوس والنصارى ، فجاسوا خلال الديار وعاثوا في الأرض فساداً ، وفتحنا ثغرة لن تغلق أبداً في جدار الدين ، وهدمنا الوطن ، وأخربنا بيوتنا بأدينا ، وأفسدنا عقيدتنا  . 

نعم لسنا كغيرنا من الشعوب ولن نكون كذلك طالما وطننا هو مهبط الوحي ومأوى أفئدة المسلمين ، وهو أمانة في أعناقنا والمسملون كافة ومقدساتهم أمانة في أعناقنا وحمايتها واجب علينا أولاً ولن يغفر لنا أحد من المسلمين إذا تخاذلنا وعرضناها للخطر ، وخرجنا استجابة للفوضى وأذكينا الفتنة ، وقوضنا أمننا واستقرارنا . 
أرأيتم أننا لسنا كغيرنا ، ؟ 
التونسيون تظاهروا وأسقطوا نظامهم لأنهم أجبروا على ذلك وارادوا ذلك بعد معاناة وصبر طويل ، والظلم مهما طال وعاش لابد أن ينتهي طال الزمن أوقصر ، وابن علي ظلم وتجبر فلم يعد الشعب يحتمل فخرج وتظاهر فخرج الظلم مدحوراً مذؤوماً وهذه نهايته نهاية حتمية . 
المصريون تظاهروا واعتصموا في ميادينهم لأنهم جميعاً يريدون ذلك ويريدون التغيير ، ولم يعد لهم صبر أيضاً فقد صبروا بما فيه الكفاية ، والله سبحانه وتعالى أراد لهم التحرر من قيود الكبت وقانون الطوارئ والحكم العسكري ، فأصروا وصبروا حتى سلم النظام وترك السلطة ، ولكن بهدوء وعثلانية وفي غاية المسؤولية وحب للوطن والمواطن ، فقد أعلن الرئيس مبارك تنازله عن السلطة سلماً حقناً للدماء وحباً بشعبه ، ولعمري أنه أحسن عملاً وكفى الناس شره وترك لهم أمرهم وخلع بيعتهم من عنقه . 
أما الفاسد الفاسق الآخر في ليبيا فلا زال يعيث في الأرض فساداً ولا زال يقتل شعبه وينكل بالمسلمين ، أسأل الله تعالى أن ينكل به ويأخذه أخذ عزيز مقتدر ، ويكفي المسلمين شره بماشاء إنه سميع مجيب . 
واليماني لازال يسعى ويحاول أن يجر بلاده إلى حرب أقسى وأدهي من الوضع الليبي ، ولا زال يحاول أن يجر البلاد إلى مزالق الحرب الأهلية ، عسى الله أن يخذله ويعجل لشعبه والمسلمين بالفرج . 

كل هذه الشعوب كانت تريد الحرية وارادة المظاهرات ونظمتها ثم خرجت أما نحن فنحن بعكس ذلك ، فنحن ضدها ولسنا بحاجتها ، والسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من يرى ويسمع بمزالق الفتن والفوضى والخراب والدمار ثم يضع قدميه فيها ، ويسير فيها . 
ولا نقول أنه لا يوجد لدينا فساد ، بل لدينا من الفساد الشيء الكثير ، ولكن لم تكن الفوضى والشارع هو الوسيلة المثلى لإصلاح الفساد مهما كان ظالماً وجائراً ، ولم يكن الفساد حلاً لقضايا الفساد ، ولا الخراب إصلاحاً للخراب . 
بل بالحوار والعقلانية والصبر والاحتساب وعمر الظلم لم يكن يوماً طويلاً ، ولا بد له أن ينجلي والفساد لابد أن يرحل والأرض لا يقطنها إلا الخير والصلاح على مر العصور وإن بدا الفساد مهيمناً لبعض الوقت .. 
ولم تكن أبواب الحوار مغلقة أمام الناس واي مواطن منا يستطيع أن يعرض مشكلته بكل وضوح وأريحية وسيلقى حلاً لها مهما كانت مستعصية وكبيرة .ز 
يكفينا الأمن .. يكفينا الاستقرار .. يكفينا أن الواحد منا يستطيع أن يسير في الليل وحيداً لا يخشى شيئاً حتى من الذئب ، ويستطيع أن ينام حتى على الرصيف وحده لا يخشى شيئاً بحمد الله وفضله ومنته ، فهل بعد هذا مطلب ؟ 


الأمن قاعدة الحياة كلها .. فلا أحد يهنأ بحياته دون أمن حتى وإن كان يملك أموال قارون . 
ولا يهنأ بعزه وجاهه إذا فقد عنصر الأمن .. ولا يهنأ بملء بطنه وشبعه وهو خائف يترقب . 
ولا يهنأ بنوم وهو متوجس منتظراً مهلكه من أي مكان يأتيه . 
ولا معنى لحياته إذا فقد الأمن ، عندما يسير خائفاً ، ويجلس خائفاً ، ويتكلم خائفاً ، ويأكل خائفاً 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من بات منكم آمناً في سربه ، معافى في بدنه لديه قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها ( معناه ) فقد بدأ بالأمن ، ثم بالصحة في البدن ، ثم القوت ، 

فإياكم أيها الشباب أن تنساقوا خلف تلك الدعوات المغرضة ، وتنزلقوا في مزالق الفتن ، وتقعوا في براثن الفوضى ، وغياكم أن تقعوا صيداً سهلاً لدعاة الفوضى وأعداء الإسلام ، فتكونوا عوناً لهم على هدمه وإضاعته ، وتثلموا سوره وتدنسوا حياضه بتلبية تلك الدعوات الجوفاء ، التي لا تريد بكم خيراً ، ولا تنوي بكم إلا الشر ، وتكن لكم الحقد والضغينة ، ولدينكم ومقدساتكم ، وها أنتم ترون أن من كان يدعو لقيام ورة حنين هم أعداؤكم من المجوس والصفويين ، والحاقدين ، وبالتعاون مع المارقين الغوغائيين الباحثين عن المصالح الشخصية ، أو أنهم أداة بأيدي أعدائكم لتصدقوا كلامهم .. فلا تنطلي عليكم الحيلة ، وتزل اقدامكم غلى قعر الهاوية ولا ت حين مندم . 
الإسلام أمانة في أعناقكم ، ومقدسات المسلمين بين ايديكم أمانة في أعناقكم ، والمسلمون جميعاً يأتمنونكم على مهبط الوحي ومقدسات الإسلام وبوابة الدين ومأواه ومعقله ، فالله الله .. لا يغرنكم القول الجميل الكامن خلفه الحقد والكراهية والبغضاء . 

وأخيراً نحمد الله تعالى كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه على ما تفضل به علينا وعلى هذه البلاد الطاهرة وكفانا شر الفتن ، وصرف عنا فتنة كانت ستدمر ولا تبقي على شيء وهذا بفضل الله تعالى ثم بفضل عقولكم النيرة وحبكم وإخلاصكم لوطنكم وولاة أمركم .. وقد ضربتم اروع المثل ، وألقمتم الحاقدين الحجر ، ومرغتم وجهه بالتراب والخزي . زادهم الله خزياً وذلاً وهواناً ، ومكن منهم المسلمين . 

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More