الثلاثاء، يوليو 24، 2012

تيه في سماوات الرحيل .


في دقائق أيام عمري وثواني حياتي لك بصمة قد ثبتت تكاد تكون جرحاً خامداً تبعثه عقارب الزمن كلما مرت عليه . 
وكلما ابتعد الزمن أخال أنني قد أشفى من ذكراك ، وأرتاح من معاناة حبكِ وهواكِ ، ولكن ذلك ما يزيدني إلا شقاء بكِ 
وفتنة أعيش في أهوالها كلما ابتعدتْ زادتْ وتمادتْ . 

في كل لحظة من لحظات العمر ، لكِ حيز لا يشغله سوى ذكركِ ، وتجوال الخيال ورنين الذكريات في ماضيكِ ولقياكِ 
وفي كل مفاصل الأيام والشهور وكذلك السنين تعيشين ويتجدد ذكركِ حتى لكأنه يخيل إلي أن تلك اللحظات الغابرة إنما هي 
حادثة اللحظة ، فيتبدد حلم النوم في غيب النسيان ، وتستيقض الذكرى على وقع رنين ناقوس الذكريات الغابرة ، المارة بين 
سطور العمر ، وصفحات الزمن الغابر . 

آمنتُ يا من أسرتِ كياني ، وسلبتِ لبي الآن بأن نسيانكِ ضرب من الجنون ، وحقيقة راسخة في أعماق المستحيل ، رغم بعادكِ
وغيابكِ ، وجفاؤكِ . 

رغم رحيلكِ الأبدي ، وربما نسيانكِ لي ، يستحيل على ذاكرتي أن تطهر من عبقكِ ، وعبيركِ ، ويتعذر على مسمعي أن يلفظ صوتكِ وعلى ذاكرتي إزالة تلك الصورة التي قد رسمتها  لكِ عيني ، فلم يعد في شريط الذكريات إلا صوركِ تدور وتظهر في كل إغفاءاتي وتضج في كل سكناتي ، تنتابني خطراتها كلما أسلمت جنبي للنوم ، حتى أغفو على وقع قدميكِ في أرجاء أطلالي . 

آه من الأيام كم هي سريعة الذهاب ، والرحيل ، ولكنها لا ترحل من حياتنا كفافاً ، بل تذهب وقد تركت لنا سجلاً حافلاً بالأحداث ، فنسيناها ولم ننس ما تركت لنا وما دونت في سجلاتنا ، فكم آمالاً تلاشت وأحلاماً تبددت ، وذكريات ترسخت في الأعماق ، وآلاماً أوجعت، ثم توجت ذلك بصفحات من البعاد مليئة بكلمات الحرمان


رحلتِ عني وتركتِ في أعماقي جرحاً غائراً تنكؤه لحظات العمر وأنين الذكريات ، وخلفتِ لي قلباً سقيماً ينبض بدماء البعد وآلام الفراق وتركتِ لي جسداً منهكاً أهلكته يد الجفاء وصرعات الفقد ، وعقلاً تائهاً في سماوات التأملات والخيلات  . 
فإن كنتِ قد رحلت بجسدكِ وغبتِ عني بكيانكِ فلم ترحلي عني بحبكِ والوفاء لكِ بعشق أبدي سيظل مسيطراً على كياني .



شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More