الخميس، يونيو 30، 2011

من جبال فيفاء



بعد غياب دام ثلاث سنوات ها أنا أعود إلى فيفاء الحبيبة 
لأجدها ترفل في ثوب أخضر سندسي ، يكسو الجمال قممها 
والأطيار تغرد على كل غصن قد ارتوى بما حبا الله أرضها 
بالغيث العميم .

فسقى الله أرضي وأرض أطلالي وأحبابي . 
من فيفاء أحيي كل من يقرأ مدونتي من جميع أصقاع العالم 
وأقول له زر فيفاء لتنعم في جناتها وظلالها الوارفة . 

الخميس، يونيو 23، 2011

حلفت ما اشكي على حد

حن قلبي رعد حلفت ما اشكي على حد ...... كيف حال البلد شوقي إليها تزايد . 

الثلاثاء، يونيو 21، 2011

ذكريات الغيوم



في روضة الحب التقينا ، وعلى رباه جلسنا وتناجينا ، 
وظلاله تفيأنا ، وفي رحابه أقمنا وأنصتنا لألحانه وشفنا مسامعنا بأنغامه وعزف أوتاره .
أظلتنا سماؤه الصافية ، وأقلتنا أرضه الزاهية ، واستنشقنا عبير وروده المنتشر في أرجاء أرضه ودياره ، يعطر الجو ويعبق في الأنحاء .

فتحدثنا وتناجينا ، وتبادلنا كلمات الحب ومعاني الغرام ، ولم ندع كلمة من كلمات الوداد إلا بحثنا عنها وزينا بها مجلس الحب ذاك ونشرناها في الأفق ، وصعدنا بها عنان الفضاء ، ودبجنا بها تعبيرنا ولفظنا ، فتفتحت أبواب قلبينا على مصاريعهما وسرت نسمة الحب في أرجاء مجلسنا ، وداعبت أزهار أطلالنا وحديقتنا ، حتى إذا لامست أوراقها دبت في أوصالها الحياة فاهتزت وتراقصت كأنها عذراء في عنفوانها تتثنى ، وفي جمالها تتيه وتتغنج . وتتمايل وتزهو ، وتفتحت الأزهار كأنها بسمة البراءة على محيا رضيع في أحضان أمه يتقلب في حجرها الدافئ الحاني ، بأمان وحنان .

ومن فرط الغرام الذي تغلغل إلى أعماقنا واجتاح أحاسيسنا والهب مشاعرنا اهتزت أرض أطلالنا وربت وأنبتت بالذكريات وتغنت طرباً أطيارها من لفظنا بأجمل العبارات ورددت معنا الفرح وأهازيج الأمنيات .

لقد أنشأنا نحن الاثنين مملكة للحب عتيدة وبحصونها عنيدة شديدة ، حتى اصبحنا كروحين في جسد واحد ، فساد في ارجاء مملكتنا الأمن والأمان ومد الاطمئنان بجرانه على ساحات تلك الأطلال وعلى أعشاب أرض حبنا المعطاء .. وهكذا الأيام تلو الأيام .

يا روعة الأيام ويا لروعة الذكريات .. براءة ملأت الكون بنقائها وارتسمت بسمة مليئة بالطهر والصفاء على شفاهنا ومحيانا .

إنها خلاصة العمر وروعته ، وصفاء الأيام ، وعنفوان الشباب في نقاء السريرة وبراءة الطفولة
وفتوة الصبا وغاية المنى ، اليوم يمضي سجالاً بين الشمس والغيوم ، كأنهما طفلين يتسابقان على لعبتهما أيهما يفوز بالسبق إليها ويظفر بها ، ليعلن النجاح ويبدي نشوة الانتصار .
فتارة تطغى الغيوم بعدما يعززه الوادي من فجه العميق ، ويدفع به نحو القمة وينثره في عنان السماء ، فيسجي الشمس بغطاء كأنه العهن المنفوش ، أو كأنها لبسة العروس في ليلة زفافها .
واكتست السماء حلة بيضاء غطت الشمس فيها وجهها كتغطية وجه العروس ، وتهمس من خلالها وتسعى لأن تبدد ذلك الرداء وتكشف عن وجهها بضيائها المتلألئ الفتان ، من خلف الضباب فتشكلت في السماء حلة مرصعة بأغلى ورِق .

وتارة تنتصر أشعة الشمس فتخترق ذلك الضباب وتتكشف عنها الغيوم التي طرزت السماء فتلقي بأشعتها كأنها أطواد من الذهب سقطت على الأرض من السماء وتوطدت في الأرض .
وتكونت معزوفة كونية غاية في الجمال تعزف على أوتار الطبيعة الخلابة العذراء .
واجتمعت الشمس والضباب بوئام وألفة كأنهما مزيج من الذهب واالفضة وضع في إناء من الزجاج الصقيل .

وهكذا سجال بين الشمس والغيمة وتارة يتقاسمان الطبيعة .
وأنا وأنت بينهما نرسم ونخلد تلك الأحداث وندونها لتكون منطلقاً لذكرياتنا
ومعلماً لأطلالنا ، ونعود إليها في الذكريات وننطل منها كلما شعرنا بفتور أو مرت لحظات
لم ترتسم في الخيال .

أتذكرين من ذلك شيئاً .. ؟
عودي بذاكرتكِ إلى رحم الأيام الخالية ، وضعي روحكِ وإحساسكِ في أحشاء الأيام ،
ثم اجلسي في مجلسك الذي كان منها .. تحت الشجرة
وعلى حافة المدرج المعشب .. اجثي على ركبتيكِ كما كنتِ تجثين أمام العشب
لتداعبيه براحتيك .. خذي مظلة كتلك التي كنتِ تتقين بها قطرات المطر ذات مساء
ولفيها بين راحتيك كما كنتِ تفعلين ذات ليلة تحت زخات المطر على ذروة التل .
وأنا واقف تحت المطر أتبعكِ وأرقبكِ من بعيد بقلبي .. ثم ابعثي مشاعركِ بعد موت من جديد
وانفخي فيها روح الحب لتعود إلى جسدينا وتمتزج بدمائنا وتوقظ مشاعرنا وتلامس أحاسيسنا
وتزيل غبار الزمن عن كاهلينا وعثرة الليالي من طريقنا .

ثم عودي تارة أخرى وقفي مرة بخيالكِ على شاطئ الوادي الأيمن وارفلي في توب أخضر كذلك الذي كنتِ تتغنجين فيه حتى غارت منكِ ألوان الزروع الخضراء .
ثم المحيني بطرفكِ وستجدين طيفي في ذلك المكان العالي أرعاكِ وأتبعكِ بكل كياني .
واختلسي النظر إليَّ في غفلة من الرقيب وستجدين روحي بين يديكِ وإن كان
الجسد يرمقكِ من بعيد .

قفي بين شويهاتكِ في علية الوادي جانب الشط ثم ارمي ببصركِ
نحوي فسترينني ارعاكِ وأرعاها وقلبي يتدرج في السماء بيني وبينكِ

اذهبي إلى ذلك البستان الأخضر الجميل ، وفي على طرفه
وعودي ببصركِ إلى بابه الصغير وستعود إليكِ ذاكرتكِ وترين أنني فتحته ثم
ركضت غليك مسرعاً لأقف بين يديكِ من أجل أن تعطيني العهد الذي ( خنتيه )
وبه قتلتي في أعماقي قلبي ، ودمرت كياني .

الاثنين، يونيو 20، 2011

في ناظريكِ ظنون وارتياب


هل علت في السماء وارتحلت مع السحاب ، أم دنت إلى الأرض فتوارت في التراب ، 
أم هامت على وجهها  أوتلاشت كالسراب ؟ 
أم أنها صعدت في طبقات الجو العُلا أم ركبت أمواج العُباب  ، 
أم سكنت في طبقات السماء وارتحلت مع السحاب ؟ 
بل تمادت وتمادت حتى  الظن فيها خاب ... وتمادت ثم مادت حتى نابتها الخُطاب . 
أم بكت في غيهب الدجى بحرقة فسال الدمع وعلى الخدين ذاب .
من حرقة شوت صفحتها وتركت في الجانحين خراب . 
لا تشتاقين إلى نفسكِ وفاء ، بل رياء بل غباء ، بل غموض كالضباب . 
ولا تعشقين ولا تهوين أبداً وفي أعماقكِ قلب خراب . 
وحياتكِ صحراء قاحلة ويديكِ ممحلة إلا من تراب . 
وألوانكِ متعددة شاحبة وأطيافكِ فيها جحيم وعذاب .
وتحت ثيابكِ جسد ناحل وفي ناظريكِ ظنون وارتياب . 



الثلاثاء، يونيو 14، 2011

كيف سأعود ؟


كيف سأبدأ هذه الرسالة ؟  هل أبدأها بالآهات والأنات ؟ 
أم بزفير يكاد يحطم أضلعي ؟ أم بشهقة ثم آهة تتحدث عما بداخلي
دون الحاجة إلى الورقة والقلم ، وإن كان ذلك فليس هناك من يسمع أنيني ، ولا يرثى لحنيني ، سوى أعماقي ، ونبضات قلبي
والدم الذي يجري في عروقي ليوصل كل معاناتي إلى كلي ، إلى كل جزئية في جسدي ، وإلى كل حرف في ذكرياتي ، وإلى كل 
زاوية في ذاكرتي . 
لا أحد سيرحمني من جفاء الأيام ، وتباعدها عني يوماً تلو يوم ، ولا يعيد لي الذاكرة والذكريات ، ولا لحظات من السعادة عشتها ، ثم أصبحت ألماً بعد أمل ، وحنيناً بعد وصل  . إنها الأيام تتسارع وكل شيء يبتعد ويتلاشى . 

كيف لي أن أعود إلى ماضي الصغير ، إلى طفولتي ، إلى براءتي ، وطهري ، ونقائي ؟ وإلى أيامي الأولى ، لألتقط قلبي الطاهر النقي ، وأعيده إلى أضلعي ، وأعيش به من جديد كسابق عهدي ، كطفل صغير بريء لا يرى إلا شمس الأمل ، ولا يرتسم على محياه إلا بشاشة النقاء والبراءة ، والصبا . وأرمي قلبي الحالي المدجج بسلاح مقاومة الأيام ، والجور ، وصلف البعد ، ونار الأشواق ، وأتخلص مما فيه من آثار يديك ، وجور أعمالكِ ، وطغيان أحداثكِ ؟ 

أتوق إلى التخلص منكِ وأخلص إلى نفسي القديمة ، أناجيها أعانقها ، أتحسسها كما يتحسس الأعمي الأجسام ليميزها ، وألمسها كما تلمس الأم الحانية وليدها ورضيعها ، عندما تقلبه بين يديها كأنما تقلب قلبها ، كيف لي أن أتخلص منكِ وأعود إلى براءتي ، كيف لي أن أعود طفلاً ، من غير سوء ولا أرذل العمر . 

أريد أن أستعيد قلبي لأتحكم فيه وأسيطر عليه ، وأجنبه مزالق الغرام وأصرفه عن طرق الهيام ، والهوى ، وأسيطر على إحساسي ومشاعري وأبنيها من جديد ، أريد إعادة قراءة اليام قراءة متأنية فاحصة ، وأتأمل الأحداث الجارية ، وأتعض بالماضية ، وأجعل منها دروساً مستفادة أرسم بها ملامح المستقبل المجهول . 

أريد أن أتخلص من حرفكِ ، وإداري حسكِ وهمسكِ وأطهر روحي من روحكِ ، وحركِ وبردكِ ، وأزيل من أنفاسي رائحتكِ وعطركِ ، وأفكاري من ذكرياتكِ وذكركِ . 

إنني أستسلم وارفع يدي منهزماً أمام جوركِ لأنني لست جائراً ولا أعرف الجور ، ولست ظالماً فكان ظلمكِ لي كبيراً وغير محتمل ، إنني أعلن الانتفاضة والتحرر من قيدكِ والخروج من سجنك ، ولكن هل أستطيع ذلك ؟ 

كيف لي أن أعود لماضي وأبني حياتي على علم ودراية ، وأسس ثابتة وأعيش حياة خالية من الأسماء والألقاب والأوصاف ، والتزلف والتذلل ، والانصياع والطاعة العمياء ، لقد أتلفت قيودكِ معصمي ، وسجنت فؤادي وحصرت كياني وبددت أفعالك وأحلامي ودمرت وعودكِ كياني وأهلك غيابكِ جسدي وقوتي وشتت فكري وأثقل جفاؤكِ ذاكرتي وكاهلي ، وغصت به ذاكرتي فاحتشدت أفكاري وانحسرت فيك وفي ذكركِ وإسمكِ ، وأفسد علي هجركِ صفوي ونثر كلماتي وقطع سطوري وجفف أقلامي . 

أنا في حيرة من أمري ، كيف لي بالخلاص منكِ ، وإن رفعت راية الهزيمة والاستسلام بعدما اختلطت أنفاسي بأنفاسكِ ، وامتزجت روحي بروحك ودبت حرارة جسدكِ من خلال راحيتيك حتى سرت في أوصالي . 

زرعتكِ بذرة في أعماقي ورويتكِ بماء زهرة حياتي وشبابي وأهديتكِ براءتي وحياتي وصفو أيامي ، ووجهت  إليكِ فكري وأفكاري كأنني خلقت لأشقى بكِ وتتلف مهجتي على يديكِ . 

والحديث عنكِ يطول وتتجدد فيك الكلمات وتفيض ينابيع المعاني .

الثلاثاء، يونيو 07، 2011

عندما نشتاق



 عندما نشتاق
عندما نشتاق لا نشتاق لأنفسنا فنحن لا نشتاق إلى ذاتنا ، ولا إلى أجسادنا ولكننا نشتاق إلى أرواحنا ، وذاكرتنا ، وأحاسيسنا في فترة زمنية قد خلت ومشاعرنا التي مضت عليها الأيام ، وسجلتها في طيات صفحاتها ، ثم طوتهامع ما طوت من حياتنا وعمرنا . نشتاق إلى الذكريات ، ولعودة الذاكرة بأرواحنا وعقولنا إلى حقبة من الأيام مضت ألفنا فيها وسطرنا في الحياة مدوناتنا على صفحات الزمن دون الكتب والمجلدات فجعلنا منها ذكريات مليئة بالأوجاع والتأوهات ، والأنين ، ونبعث فيها روح الحنين والأشواق ، والأحزان ، والأفراح ، والسعادة ، والشقاء ، وطقوس من العيش والحياة مختلفة متباينة ، متغايرة . نشتاق إلى قراءة الماضي وسطور خطتها السنين على صفحاتنا ، ورسختها عقيدة الحياة في أعماقنا ، وتبعثها الأحداث في ذاكرتنا من جديد كل لحظة وحين . فنشتاق إلى الوقوف على ربى الأطلال ، نناجيها ، ونتحدث لها ومعها ، ونتحدث مع أنفسنا ، ثم ننصرف إلى مناجاة من أحببنا وهو في طيات الزمن مختبئ ، أو متخف ، طوعاً أو كرهاً ، فنستشعر الحديث مع كل ما يربطنا به في داخلنا يتغلل ويتخلل منا الذاكرة ، والعقل ، ويجوب الأعماق كألم يعتصرنا ، وأنفاس متسارعة تكاد تحطم ترجيعاتها أضلاعنا وتتلف قلوبنا .  فلا ندري ولا نستطيع أن نفسر تلك المشاعر ولا نتبين حقيقتها ، هل هي أحزان ، أو أشجان ، أو لذة نتلذذ  بها ، أو حياة تتكرر في حياتنا وزمن يعيد نفسه في خلدنا ، وإحساسنا .

نشتاق للقلم ، والحرف والكلمة ، نشتاق إلى الورقة وسطورها الخفيفة ، الشفافة التي تمثل بشفافيتها  تلك المشاعر السائدة في كياننا ، نشتاق إلى المعاني ، نشتاق إلى الكلمات التي تلامس فينا ما نريد أن تثيره تفاعلاتها وتأثيرها ومفعولها ، نشتاق إلى تلك الكلمات الكامنة في مخيلتنا لا تبرز ولا تظهر إلا عندما يلامس جسمها ما يثيرها ويبعثها فينا بنسيمها الرقيق العطر ، وهوائها الطلق العليل ، وعنفوانها . نحن إلى كل ما ارتبطنا به وارتبط بنا ، وعاصرنا وعاشرنا وعاصرناه وعاشرناه ، سواء من في الواقع أو الخيال ، أو لمسناه وعرفناه أو من خلال الأثير .
 
نشتاق إلى نظرة متأملة ، حزينة ، بريئة ، متفائلة ، منادية إلى طبقات السماء ، وفسحات الفضاء ، ومساحات الكون الشاسعة ، نتأمل أرواحنا فيها تلتقي ، تتناجى ، تنادي بعضها بعضاً في همس رهيب . وننتظر الليل يدنو إلينا ويكسونا بستاره لنخلو معه بأنفسنا ، ونستعيد في هدوئه وسكونه ما مضى في يومنا وشهرنا وسني عمرنا .
 
نشتاق إلى كل شيء قد مر في حياتنا ودلف إلى غياهب الماضي وتوارى في سنين العمر ، وطوته علينا الليالي  والأيام . مهما تعلمنا ألا نشتاق ، فلا بد أن نشتاق ، ومهما حاولنا جدلاً ألا نتذكر فنحن نتذكر عندما نريد ألا نتذكر إنها طريقة العقل الباطن يبعث في ظاهرنا ما كمن في الباطن .

قول أعجبني .

باطلب السبعَ المثاني وبقرآنٍ معظَّم أصلح اللهم شأني واكشف الهمَّ مع الغم .
أنت ياربي أماني إن دجى الكربُ وأظلم وإذا الخطبُ دهاني أنت بي يارب أرحم .
ما على سيد الحسانِ من جُناح لو كان يرحم ويساعد بالتداني في الهوى مفتون مغرم .
أسهر الليل ثواني وجميع الناس نُوَّم لا تزد في إمتحاني من ظلم ياخل يظلم .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More