الأحد، فبراير 13، 2011

هروب إلى القلم

القلم هو الملاذ الذي نأوي إليه عندما تتناوبنا الهموم
وتتوالى علينا الهموم وتسرح وتمرح في آفاقنا ويشتعل
لهيبها في الحنايا ، فلا نجد من نبوح له ونطمئن في جانبه
لأنه يشعر بنا ويجد ما تعانيه جوانحنا من آلام وبالشموع التي
تذوب في حياتنا وتحترق معها كل معالمنا وتذوب حتى تتوارى
في ردهات الزمن .

ليس الحل بأن نتمنى الموت نتيجة لما أصابنا ومعاناتنا في الحياة وإن كانت
قاسية علينا ، بل الأعذب والأروع من ذلك هو استعراض كل لحظات عمرنا
الماضية في وقفة بسيطة وخلود إلى غفوة وإغماضة نبحر فيها في عالمنا
السحيق الذي قد مضى ولم يعد سوى نتوء دارسة على جدار حياتنا وفي
أعماق قلوبنا ونتلذذ بالجميل منها ونتمنى عودته مجرد أماني وإن كانت الأماني
شرارة حارقة تحرق كياننا وتهرق عبراتنا ولكن مهما نسينا ومهما غبر الزمن بنا
وبأمانينا فناقوس الذكرى هو الذي يدق في عالمنا فتستيقظ بدقاته كل لحظاتنا الغابرة
وتهب مشاعرنا وأحاسيسنا فتنتثر في نواحينا .
لا طعم للحياة بدون ذكريات ، ولا ذكريات بلا ماضٍ ولا ماض بلا معاناة وهموم وتراكمات
حياتية تعصف بالنفس وترهق الحياة .. ولكن ليس ملك الموت من يجب أن نناديه ليأخذنا
إلى عالمه الأبدي بل ننادي الأمل ونزرع ثمرات الحب في عرصات المستقبل لتنمو شجيرات
الحب وتعلو شمس لا تغيب .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More