الثلاثاء، يوليو 27، 2010

ما الذي يحدث فينا ؟

أشعر هذه الأيام أنني ليس كما أنا فيما مضى ، أجد الكلمات كأنها غاضبة مني تتمنع عني لا أدري لماذا لم أعد أشعر كما أنا لا أدري هل هو المرض أم تلك الهموم التي أجدها تنوء بي وتثقل كاهلي وتقض مضجعي ثم استولت على صفاء الفكر عندي حتى صرت أبحث عن أسباب الكتابة على غير عادتي .. 



ما الذي يحدث فينا عندما نصبح عاشقينا .. عندما يصبح القلب تائهاً في دروب العاشقينا
عندما يتألم عندما يردد لحناً شجينا .. عندما نهوى كلمات العشق ونألف العزلة حينا .
ما الذي يحدث فينا عندما يصدح العصفور بألحان الحنينا .. عندما يبلل الأزهار ندى في ليالِ العاشقينا .. وتهب نسمة الوادي وضياء البدر يبعث الأشجان فينا .
عندما يسكن الليل وتسري لوعة الأحزان فينا .. واللهيب في الحنايا وذكريات تعزف لحناً حزينا .
ما الذي يحدث فينا عندما تأوي إلى الغروب شمسنا وطوتنا آهات السنينا ..
فيا لوعة الفؤاد وياكربة من فرقى الضنينا .. 
ما الذي يحدث فينا عندما تتعاقب الأيام علينا .. وتنطوي في عالم النسيان ذكرى العاشقينا
عندما تغرد الأطيار فرحاً وتهيج الأشجان فينا .. فنعود للذكريات وحنينها ثم نبشت ما قد نسينا .. 
عندما يسري في سماء الأنس بدر يبدد الليل الحزينا .. عندما أنظر إلى وجنتيه لم يكن ذلك الوجه طينا ..
بل ملاك خلق من نور يتلألأ  ويسر الناظرينا .. فأظل فيه في تأمل حتى أخشى عليه الناظرينا .
ماذا يحدث فينا عندما نصبح عاشقينا .. فيعود القلب طفلاً صغيراً ينشد الحب والوصل في صخب الأنينا .

الاثنين، يوليو 26، 2010

وبعد يا باهي المحيا ما سبب نقض العهود ياباشات الغزلان يامن لك جميع الغيد جنود .
خليتني سهران وارضيت العواذل والحسود تركتني في حبك اجري في التهايم والنجود
أهيم في الوديان من هجرك وفي راس الحيود فما سبب تنكر محبك من بروحه لك يجود .

وانا مرجي أن اقبالك وحبك لي يعود تسامح المملوك ولو قد كان عقر ناقة ثمود .
لو خيروني في من نعمان لداخل زرود والروم وارض الصين ما فيها جميع وارض الهنود
وارض اليمن والشام إلى اطراف العجم وارض السنود .. ما اخترت إلا أنت يا من طالعك سعد السعود
جعلت حبك مذهبي بين الشوافع والزيود .

السبت، يوليو 17، 2010

شمسي بين البزوغ والأفول ..

( أعتذر من أحبابي وقراء مدونتي الكرام عن الانقطاع الذي حدث وربما أنه سيستمر قليلاً نظراً لبعض الظروف التي طرأت ولكن لن يدوم بإذن الله وسأعود ولكن بإشراقة أخرى ... ( سيكون لي رد يليق بذلك التعليق الكريم إن شاء الله ) .

لم أعد أشعر أنني أريد التحدث عن الحب ، رغم أن بين جوانحي قلب محب ، وفي جسدي روح على جناحي طائر تبحث عن روح أنثى مفقودة من كياني ، ولدت لتكون قدري وعذابي ، ومأوى لفؤادي .
أحببتها كما هي في عالمها المجهول ، لا أدري كيف هي هل هي جميلة ، وهل هي بيضاء أو سمراء أم بين ذلك ، ولكنني رغم ذلك أحببتها ، قد يبدو ذلك غريباً للبعض من الناس ولمن لا يدري عن كيفية ذلك وقد يصمني بالجنون ...

أحببتها في الوجود واللاوجود ، في الكينونة والعدم ، في السر والعلن ، أحببتها خيالاً ، أحببتها وهماً ، أحببتها نسياً منسياً ، أحببتها بشراً سوياً ، أحببتها أنثى غامضة ، أحببت طيفها يعانق  السماء ، أحببتها كظلي حين يلازمني . 

ولكن رغم كل هذا الحب الذي كان ولا يزال لم أعد أجد الرغبة في الكتابة عن عشقها أو حبها ، لم أعد أشعر بالكلمات تنساب إلي من أجلها ، أشعر بأن نهراً كان ينساب إلي من شطرها قد نضب وجف ، وتناثرت الكلمات وتبعثرت ، وجفت الأوراق وارتفع اليراع ، لقد دنت شمس حبي من الأفول وآذن ليل طويل بتكفير عالمي والانسدال على حياتي ، ولفي في ردهات الغموض ، وزجي في طرقات الماضي الباهتة المتهالكة . 

أتيت من عالم مجهول وسأعود إليه كما تعود الطيور إلى أعشاشها عند المساء ، ولكن ليلي سيطول وستطيل شمسي السير نحو الشروق وربما ستتوقف وتمتنع عنه إلى الأبد . 
ولكنها ستتيح للقمر البزوغ في سمائي بنوره الهادئ الحالم ، وترسله يشق عنان السماء يسير بين الكواكب والنجوم والثريا في جنح الغياهب ، يبدد ليلاً طالما كان حالكاً ، بأنواره الباردة الهادئه ، وصفحته الجميلة الوديعة ، فيستقر فوق أطلالي فأدون على نوره مذكراتي وأشتكي إليه آلامي ، وأتخذه صديقاً وحبيباً وصاحباً وخليلاً ... 
سيبقى عالمي ليلاً يسلبه القمر سكونه ، ويكسوه بوقاره وهيبته وهدوئه .. وسأخالف امرأ القيس في قوله : ألا أيها الليل الطويل ألا انجل بصبح وما الإصباح منك بأمثل وسأقول : ألا أيها الليل الطويل فلتبق كاسياً للكون ولا تدع القمر يغادر إلى مغاربه واقتبس من نوره ، ودعني أرقبه يتخلل الأشجار ويشق الغيوم  ويتخللها بطلعته الجميلة .

الأحد، يوليو 11، 2010

ليال البعد





عذبيني ياليال البعد والهجر المجيد 
عذبيني وعذبي قلبي اصنعيني من جديد

الخميس، يوليو 08، 2010

عزيزتي :

سلام واحترام ..
سأبدأ الرسالة من عند قولكِ : أعلم أنني أتخطى ... لأفتح لك الضوء الأخضر وأفتح لكِ منافذ الحدود ، وأقتلع السياج لتعبري من أي فج شئتِ فمدونتي أرض أرجو أن تكون خصبة لكِ وتجدي فيها ثمراً يانعاً ، وإن كانت في غاية التواضع والبساطة ، فسيري في أرجائها كما شئتِ فذلك يسعدني ويسرني كثيراً كما تسعدني القراءة في سطوركِ البديعة . 

سيدتي : كنت قد أعددت الرسالة الأخيرة التي أتوقع أن ترى النور في اليومين القادمين إن شاء الله تعالى وهي حالياً بعنوان ( لا تعودي ) وربما سأضع لها عنواناً آخر لعله يكون أفضل دلالة على المضمون . 

سيدتي : قد نكره على أسباب الرحيل أو تفرض علينا فرضاً في حين أننا نسعى لدرئها ودفعها وقد نهدر في سبيل ذلك كرامتنا ونريق ماء وجوهنا ونتنصل من حيائنا ونضع كل ذلك فداء لمن نحب ونجعله رخيصاً في سبيله ، لأننا نؤمن عندما نحب إيماناً قاطعاً بأنه يستحق ذلك وترخص في سبيله القيم وتتغير المبادئ وتختفي بصفة مؤقتة كما نظن ، لأننا نعتقد بأن من نمنحه ذلك سيصبح يوماً جزءاً منا ونرتبط معه بروابط مقدسة لنجد ما أهدرناه في سبيله وضحينا به من أجله محفوظ عنده وسيعيده أو يستبقيه كجزء من كيانه ويبقيه في عهدته فأصبح جزءاً منه وانضم إلىى جناحه ، ولعل من أجل ذلك لا كرامة للمحبين لأنهم يأتمنون من يحبون على كرامتهم ويمنحونهم إياها تضحية وإثباتاً لصدق معتقدهم ومذهبهم ، وصفاء نياتهم تجاه من يحبون ، متجاهلين المجتمع بل العالم بأسره غاضين الطرف مقنعي رؤوسهم ، لأنهم يؤمنون بالتضحية من الحبيب . 

سيدتي : قد يعطي المحب بدون مقابل روحه وقلبه وحياته ، وسعادته ، وكل ما يملك غير مبال ولا مكترث للعواقب ولا يفكر في الثمن رغم أنه من يمنح ثم يدفع الثمن ، فيا لحسرته عندما يعلم أن ما قدمه قد ذهب جفاء . 
لقد كانت ملهمتي ، وكلماتي تتدفق علي سراعاً عندما أدير دفة الفكرة والتفكير فيها فأجدني أغترف من ينبوع عذب وأسير ونهر جار من الثراء في الكلم والخيال الخصب ، فسطرت هنا وفي أماكن عدة أسمى معاني الحب ، لا ابخل عليها بشيء حتى وإن كان في بعضه تذلل واستهانة ، وإهدار كرامة ، وما ذلك إلا لأنني أنطلق من قاعدة ( لاكرامة للمحبين ) في سبيل من أحبوا ، فهم قد أهدوا وأهدروا أيضاً وذلك شرعة ومنهاجاً في دولتهم وقوانين يحكم على من خالفها بالغدر والخداع والكذب والخيانة . 
أفلم يأن لي أن أقصر وأحتفظ بما تبقى خصوصاً عندما أتطلع في الأفق وأستشرف المشارق والمغارب ، وأقف على رؤس أصابعي لعلي اراها وأصيخ بالسمع منصتاً لعلي أسمعها ، وأترقب وأحتال على الأخبار لعلي أجد على النار هدى أوجذوة أصطلي بها من برد الجفاء والهجر والصدود ، ثم جلست على قارعة الطريق وفي مفارق الطرق لعلي أجد لدى المارة خبراً ولكن لا داعي ولا مجيب ( إني وقفت بباب الدار أسألها عن الحبيب الذي قد كان لي فيها .. فقلت يا دار أين احبابنا رحلوا وأي أرض ترى هم خيموا فيها .. فما وجدت بها طيفاً يكلمني سوى نواح حمام في أعاليها ، أجابني الدار يا مسكين قد رحلوا وخلفوني على الأطناب أبكيها ... لله در القائل ) .. فأزداد ياساً واقتناعاً بأنها تريد ذلك وتتعمده .. نعم هي تريد ذلك .. فأنا أفهمها جيداً ولكن لابأس لها ما  تريد إذا كان ذلك يرضيها ويسعدها فما يهمني هو سعادتها أياً كانت العواقب . 

إنني أتوقف عن كل شيء كما توقف عني كل شيء ، اليراع ، الكلمات ، الهمس الذي كنت أسمعه لها ، طيفها الذي كان يزورني في إغماضتي ، حتى روحي التي كانت تنطلق في الآفاق بحثاً عنها أو ساعية للقاء روحها أشعر أنها قد توقفت في مكان ما من الفضاء وتجمدت في مكانها . والمعاني أحجمت عني فبُهِتُ وأخذ مني الإعياء كل مأخذ ، ولعلك تلاحظين ذلك في ما أكتبه مؤخراً فلم يرق للمكانة التي كنت أنشدها وأطلبها ، ولا أجد الرضى به ، ربما هي أوجاع المصاب الجلل . 
سيدتي تلك هي رغبتها أنا مؤمن بذلك فأنا الذي يفهمها ..
نعم متصفحها لا يقبل الأخذ والرد .. 
شكراً لكِ سيدتي فوجودكِ بين سطوري يسعدني كثيراً ثم أعتذر منكِ فقد أجبتكِ باختصار .

الأربعاء، يوليو 07، 2010

لن أسكنكِ بين الجراح .



 الوداع الأخضر

لست غاضباً ولكنني أودعك .. لست غاضباً ولكنني أنساكِ .. لست غاضباً ولكنني أبتعد عنكِ . 
لست غاضباً ولكنني أتدثر بثياب الحزن والأسى ، وأتجرع كأس المرارة والندم ، وأرتع بين خمائل الهم والألم ، وأتجرع كأس المرارة والحرمان ، وألعق الصبر وأعض أصابع الندم والويل والحسرة ، وأتقلب على جمر البعد والفقد والحرمان . 

أخرجت قلبي فرضاً وكناية واستعارة ثم وسدته بين يدي وتأملته وتفحصته فوجدته قطعة من الدم العبيط قد تحول لونه إلى اللون الأسود ، ثم قلبته بين ذراعي كما يقلب الأب الحاني فلذة كبده بين يديه ميتاً ، يغسله ويكفنه ودموعه تنهمر من مقلتيه بغزارة ، فتختلط مع ماء الغسل فصار يغسله بدمع ممزوج بالماء ، وقلبه يتحرك بين أضلعه يكاد يقلع من مكانه .. 
لقد وجدته جثة هامدة متقطعة بل متكسرة متحطمة يتفتت بين أصابعي كما تتفتت كرة الطين اليابسة ، وجدته حياً وليس به حياة ، وميتاً ولكنه لم يحظ بشرف الموت وراحته فيرتاح به ، أنينه أزيز ، وتنهداته لها حطيم ..
ياه .. ويا آه .. كم تحتبس الكلمات عليَّ وكم تتسارع ، لقد أصبتيني في مقتل يا تلك .. 
وأرديتيني قتيلاً وجريحاً معاً ، قتيل ولست بميت وجريح ولست بمندمل الجراح .

إنني أودعكِ وقلبي يتفطر وكلماتي تحتبس مني في الحلقوم وأغص بها غصة تكاد تخنقني كأنها صخرة عاتية استعصت على زبر الحديد.  
ظللت أبحث عنكِ وأنتظركِ وأترقب ، وأتأمل منكِ عودة وإقبالاً علي من جديد ، وقفت في مفترق كل طريق أنتظر قدومك وعودتكِ ، وجلست أسامر الليل واناجي القمر وأسأله عنك وأتأملكِ في صفحته ، أنتظر منكِ رحمة ، وحناناً ربما افتقدته من صغري فظننت أنني سأجده عندكِ ، ولكن انتظاري طار وبعدت الأيام والشقة ، وزاد الشقاء والضنى ( يا احبابنا زاد الضنى وزاد شوقي واللهيب .. ما قد  نزل لي زادنا حتى ولا قطرة حليب ، ) فبدأ قلبي يموت ويفنى ، وجراحي تغور وتتسمم وتتعفن والداء يسري في جسدي ، وروحي تتصاعد في أوصالي تصارع لتخرج ولكن ذلك بقدر ، والزهر يذبل في بساتيني ، والشجار تموت في حدائقي ، والنجم كالعصف في خمائلي ..

نعم لقد مات قلبي وأنتِ من قتله ، ولم أتلق فيه عزاء أو مواساة ، لقد مات كما يموت التائه في الصحراء ، أو الحيوان في العراء ، لم يعزيني فيه سوى كياني ونفسي وأنحائي ، ولقد كفنته ثم دفنته في صدري دونما غسل فهو في نظري شهيد محرابكِ فلله هو من شهيد .

بدأت كلمات الحب والغرام تغيب عني وتهجرني ويراعي ينفر مني عندما أريد أن أخط به كلمات الحب ، وفكري يخونني عندما أشرع في تفسير مغانيها ويتركني ولا يسعفني بالبحث عن أجمل معانيها ، وأصبح يمنحني الغث منها دون السمين والجُفاء ، ويحرمني ألذ وأجمل المعاني وكلما سألته وتساءلت يجيبني بأنكِ لا تستحقين أدناها فكيف يمنحني أعلاها ؟! 
كل شيء من حولي اختلف علي وتخلف عني وتغير وجفا وتحير وهجر وتعذر . . 
على أطراف أطلالكِ رفعت راية خضراء ترفرف في وسط الرياح ودونت عليها كلمات الوداع الأبدي وفراق غير وامق ، يرفرف بآيات الحزن والحرمان ، وصور الجراح التي تثعب بدم الصد والهجر والجفاء تعلوه  ... 
لقد وضعت قلبي تحت ضوء الشمس وتركته تحت ضيائها وحرها وهجيرها حتى جف ويبس وقسا وتصلب وتجمد حتى صار صخراً قاسياً وجلموداً يابساً ، فتصلبت أبوابه مغلقة ، وتهدمت نوافذه واستغلقت فتحول إلى كتلة صخر قاسية باطنه كظاهره وظاهره أرض جرداء لا حياة فيها ولا ماء ، ولاعشب ولا هواء وتحول من قلب عاشق محب إلى قلب ناسياً قاسياً يقسو ويصارع وياوم كل معاني الحب ويرفضها ويتحلى بصفات الأعرابي الجلف أو الحاكم الظالم الجائر .. 

أترين كيف حولتِ حياتي وكيف قلبتِ كياني ، وحولتِ حياتي إلى ساحة للصراع والخلافات ومسرحاً للمعارك والحروب النفسية ، ثم تخليتي عني وتركتيني أصارع وأقاوم الحرمان وأتقلب في بركِ العذاب والألم .. 

إنه الوداع يا تلك .. نعم لقد قررت وأصررت ، فلا تعودي إلي لو خطرت لك فكرة أو لاحت في نفسك بادرة ، فلم يعد في قلبي لك متسع رغم أنني أحبكِ وأعشقكِ ولازلت كذلك نعم لقد أحببتكِ حتى زاد الحب عن حده وتماديت فيه وأفرطت فيه أيما إفراط وأسرفت في التقرب إليك أيما إسراف ، وفي الأثر ما زاد عن حده انقلب ضده .. 
لم أعد أرغب أحتمل العذاب والحب المجهول رغم أنني لازلت أحبكِ ، ولكنني قد قسوت وأريد أن أكون كذلك ، أريد أن أجد قلبي قاسياً ظالماً ، يحاسب ويعاقب ، ويعفو وينتقم ، لم أريده ذلك القلب المحب الخالص ، يبدو أن الزمن لم يعد زمن الحب والعشق والغرام ، ولعلي كنت أعيش في عصور قد خلت وتلبست بثوبها القديم على جسد جديد ، لم أعد أريدك ولا أرغب فيك .. ليس كرهاً ولا نكراناً ولا هروباً ولكن قلبي لم يعد يحتمل فقد أثخنته الجراح وأوهنته الليالي والأيام العصيبة ، وأضناه الفراق والجفاء والهجر والبين .. 
إنه جرح بحد ذاته وداء في سماته ، فكيف يشفى المرض من الداء ؟ 
سامحكِ الله لقد قسوتِ علي وظلمتيني وجرعتيني من الحمام كؤوساً ، وأسقيتيني من الهجر تعاليلاً ن واريتيني من العذاب صنوفاً ، وحملتي قلبي فوق طاقته  وكنت قد نبذت كل ملذات الحياة من أجلكِ ، وكدت أخسر من حولي من أجلكِ ، ولا زلت مصراً ومراهناً على حبكِإلا أنكِ افسدتِ علي رهاني وجعلتيني صغيراً ..
إنكِ تتجاهليني وتجافيني عمداً وجوراً وظلماً .. وحق لي أن أنفذ بكرامتي فلا حب بدون كرامة ن ولا كرامة بدون حب ولا حب بدون تضحية ولا تضحية بدون إخلاص ووفاء .. 
لا تعودي ..  فقد تناسيتك وما كنت ناسياً ..
لا تعودي فقد اعتزلتكِ واعتزلت الحب .. 
لا تعودي فتنكئي الجراح مرة أخرى ، وتريقي دمي بعدما توقف وجفت قنواته .. 
اتركيني أحلم بكِ من بعيد .. 
لا تعودي .. فقد صار قلبي جرحاً غائراً ولا أريد أن اسكنك بين الجراح ..

الاثنين، يوليو 05، 2010

أضاءت لكِ مدونتي ..



أضاءت لكِ بل أضاءت بكِ مدونتي ، وتراقصت حروفها ، وتمايلت سطورها جذلاً  بوجودكِ كما تتمايل الأغصان الطرية مع نغمات النسائم الندية ، على ضوء قمر هادئ يشق السماء في عتمة الليل ليبدد ظلامه ويكسوه بالوقار والهيبة . 
أو كما تتمايل طفلة صغيرة براءة ونقاء لا تعلم من أمور الدنيا شيئاً سوى البسمة والضحكات البريئة . 
أهلاً بكِ سيدتي فوجودكِ ومتابعتكِ جداً تسرني وتسعدني .. فلا تذهبي ..
دامت أفراحكِ سيدتي ودامت لكِ براءة قلبك الطاهر .
تحياتي

الأحد، يوليو 04، 2010

دمية صعبة التركيب

 
 
طفلة كنتِ تعيشين في أعماقي ، يزورني طيفكِ في كل لحظة ، في منامي العميق ، فيزيل عني كوابيس النوم المزعجة ، فأعيش معه أحلاماً سعيدة ، أناجيكِ من خلاله ، وأتمتم في سكرات النوم بحديث وكلمات تكاد تكون كالتي يتمتم بها الساحر عندما ينفث في طلاسمه وتعاويذه ، ويصنع أسحاره ولكنها ليست من السحر الشيطاني .. وإنما هي من سحر الهوى وطلاسم الحب ونفثات الغرام .

صحيح أنه لا يفهمها السامع ولكنها تفهمها النفس ، لأنها من نفث الروح وآيات الغرام وكلمات الحب .
يزورني طيفكِ حتى عند الإغماضة اليسيرة كأنه يسترق اللحظات ويستغل البرهات ليزورني ويصل روحكِ بروحي التائهة في عالمك السابحة في بحارك الطائرة في فضائك .

أيام من أسعد أيام عمري عشتها بجوار روحكِ أتلقى وحيكِ وإلهامكِ ، أيام عشتها على ضفاف نهر حبكِ أنهل من من عذبه ومعينه وصفوه ، وهو دائم الجريان من حولي كلما شعرت بالعطش للحب اغترفت منه فلا أرتوي فأغترف مراراً وكلما اغترفت غرفة ازداد عطشي بحبكِ ، فلا أبرح من مقامي وسكنت على ضفافه ورتعت بين خمائله واستنشقت عبيره وأزهاره فنسيت العالم من حولي بأسره ، واختفيتُ في دنياكِ واندمجتُ فيكِ . والتقى نهر حبكِ مع نهري فتعانقا عناق المفارقين المتيمين عندما يلتقيان مرة أخرى ، واختلطا فامتزجا امتزاجاً فظننت أنهما لن يفترقا أبداً ، وأن عناقهما سيتلوه عناق الروح والجسد .

ولكن هاهو نهر حبكِ بدأ يذبل ويجف وبدأ يتناقص من أطرافه ، وأخذت الأشجار والأزهار تموت من حوله والأغصان تذبل والأطيار تهاجر وترحل إلى الأبد ، والنهر ينحسر ويتغلغل في الأعماق ثم يتوارى إلى أبد الآبدين ، بينما لازال نهري دائم الجريان وافر العطاء يتدفق بسخاء وبعنفوان وإصرار ، يجود بكل طاقته ليملأ الوادي ويروي ما تبقى من أشجار وأزهار وينادي في الأطيار أ ن عودي  فلا زال نهر الحب جار .. ( فوا عطشا وهذا الماء جار ويا شوقاه من أهوى غريب ، وما في الناس من حسن ولكن ألذ العيش ما تهوى القلوب ، ألذ العيش قهقهة الغواني ومحبوب يعانقه حبيب ) . ( سألت أحبتي ما كان ذنبي أجابوني وأحشائي تذوب ، إذا كان المحب قليل حظ فيرمي بالسهام ولا يصيب ، وإن يرميه إحساناً وفضلاً فما حسناته إلا ذنوب ) .

كما أشرقت شمسكِ في حياتي فقد بدأت تتقدم نحو الغروب وتسير نحو الأفول ، وتنذر بالغياب الأبدي وسدول الظلام على أنحائي وخسوف القمر في سمائي وتبدد ضباب الصباح وغيوم المساء الممطرة وجفاف الليل من قطر الندى .

بدأت الذكريات تتحول إلى كوابيس مزعجة ورعشاة النوم المستمرة وتمتمات الفقد وأنات الحنين تقض مضجعي وتبدد أحلامي .
( فين الليالي الملاح ذي غار منها الصباح آح عليها وآح مافي لها من مثيل )
فيا غزال الحما ويا قمر في السماء إرفق بصبك فما له عنك في الكون بديل ) .

كم هي صعبة أطلالكِ كما أنتِ صعبة التركيب ، أتذكرين ( الدمية ؟ ! ) .
نعم أنت صعبة ولكنني أهوى الصعاب وعنيد حتى أرتقيها .

إنني أهوى الصعاب وعنيد حتى أرتقيها .
وأقاسي ألوان العذاب وإن كان مهلكي وحتفيَ فيها .
يا دمية صعبة التركيب ويا مستحيلة بتُ أرتجيها .
عندما انتثرتِ على الأرض قطعاً فعشقتُ هواية التركيب فيها .
وكم عشقتُ لملمة أجزاءكِ فأعيد سيرتكِ فيها .
حتى أراكِ أمامي جسداً ماثلاً وروحكِ فيها أناجيها .
وصورتكِ الحسناءَ في خلدي سلبت لبي ثم انبرت تداريها .
وأطلالكِ في الأجواء قد درست ثم نسجت رياح الشوق روابيها .
فلله كم أهواه من طلل وكم أهوى من أطلالكِ أعاليها .


شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More