السبت، ديسمبر 23، 2017

إنني وحيدٌ .. فأين أنتِ ؟

إنني وحيدٌ .. فأين أنت ؟!
أين أنت يا من ستشعرين بي ، أين أنت يا من ستشعرين بهمي وغمي وتعرفين حزني ؟ أين روحك يامن ستقرئين في عينيَّ حديث نفسي ، وتعرفين معنى تسارع دقات قلبي ، أين ديارك وأرضكِ يامن ستكون يدك بلسمَ جراحي التي تثعبُ ألماً وحزناً في ردهات  أعماقي ؟

أين أنت الآن يامن ستؤنسين وحشتي وتزيلين وحدتي ومن لو مسحتِ بيدكِ الحانية على صدري لهدأت تسارعات أنفاسي ، وانتظمت نبضاتي ، ولذابت من راحتيك أحزاني واندملت جراحي وجرت في جسدك روحي وسكنت نفسي .

أين أنت يا من ستكونين نديمة وحدتي ؟
أين أنت فرغم ما يحيط بي من بشر وما أسمع من  ضجيجهم وتعالي أصواتهم وضحكاتهم إلا أنني كالتمثال في وسطهم أو كالشبح المحدق بعينيه إلى أفق بعيد كأنه ينتظر ظهور شيء من خلاله ؟! إنني وحيدٌ في كل تفاصيل حياتي .. في الإحساس والشعور والتفكير والألم والأحزان وقليل الفرح ، إلا عندما أغرق في التفكير فيكِ والتجوال في مساحات حياتي بحثاً عنكِ عسى أن أجدكِ ولو طيفاً عابراً حتى لو أتهَمُ بالجنون ! إنني وحيد .. فأين أنتِ ؟!.
م . أ . الفيفي .

الثلاثاء، يوليو 18، 2017

اعذريني .. لا أملك إلا أن أعشقك !


لا تلوميني إن تجرأتُ وبحتُ لك بشعور حب كالسيل الجارف ، يكتسح الجوارح ، ويغطي العقل ، ويغتصب المنطق ويرنو على القلب ، ولا يهدأ وإن كنت بعيدة المنال ، ولا تضعفه نوبات اليأس أو تعيقه أسوار الظروف .
يرتجف جسمي إذا شعرتُ بأن قدميك تطآن الأرض التي تقلني ، وتتسارع نبضات قلبي إذا علمت بأن أنفاسك تختلط بهواء مدينتي ، وتخبو كلما ابتعدت ثم تتحول إلى نبض حنين واشتياق ، وتتهدم تلك الأسوار التي بيننا لتتحول إلى أبواب واسعة للأمل الممزوج بالألم .
إنني أكتب خواطري فيك وإلهامك يدفعها وأستمد كلماتي من صورتك المنقوشة في الخيال ، فأجدني غارقاً في التفكير فيك حتى أكاد أن أغيب في غياهب طيفك .
كنتُ قد توقفت عن التفكير ومساجلة الكلمات المشاكسة ومنادمة القلم ومداعبة الأوراق عندما توهمت أنني قد سلوتك ، ولكنني أيقنت أنما أنت نبضة قوية تدفع بحبك مع الدم في عروقي حتى مزجتني بك وأروت جسدي بهواك ، وأيقنت أنك قدري وأنك قد صرت كياناً في كياني وملكة استوليت على سلطاني .. فأعذريني فلا أملكُ إلا أن أعشقك وأستسلم لسطوة سلطانك . 

الجمعة، يوليو 14، 2017

حاملةُ الشَّرِيْمِ ..!

كنتِ تخرجين في الصباحِ الباكرِ والحشائشُ على موعد مع كفيكِ ، تلامسُ قدميك وتغسلمها بماء الطل البائت عليها وتبلل أطراف ثيابكِ ، تكاد الزهور تنحني لدى مرورك عليها والطيور تلقي عليك التحيةٓ من أعشاشها المعلقةِ في أغصان الخميلة التي تنقشين خطْوٓكِ على ترابها .
لازلتُ أعيش ذكراكِ ، وصورتكِ لم تزل ماثلةً أمام مخيلتي وصدى صوتك يعزف في ذاكرة الخيال بعد مرور أكثر من ربع قرن من خروجكِ في ذلك المساء وانهيار بنيان حبنا على أطراف المدينة ، ولازال صوت بكاؤكِ يجزِّئُ أوصالي ويجمد أطرافي ، وتنتابني منه عبرةٌ تختقني ، وخمول يكبحُ جٓلٓدي ويهدم قوتي ، ويشتت كبريائي ويلزمني البكاءٓ حتى تملأ العبرةُ محاجري وتسكنُ حنجرتي ، حتى أشتهي البكاء ثم أكبِتُهُ في أعماقي وأهرق مرارته في صدري ، حتى يبكي كل عضو مني ويتألم كل شعور وإحساس في أعماقي ، ثم أرحل على أجنحة الحنين وأغني على أنغام الأنين إلى عالمك الافتراضي الذي أسكنتنيه بنظرة اختلستها إليكِ ظهيرة جمعة قبل سبعة وثلاثين عاماً ، لا زالت سهامها تتوالى تباعاً وتخترق أضلعي وتقتلع قلبي وتسوره جدار الماضي السحيق الصامت صمت المقابر . 

الخميس، يوليو 06، 2017

رحلة إلى تلال القمر .


عندما أرى الضوء يتسلل إلى الأرض في غياهب الليل

متوهجاً من صفحة القمر النقية وهو يمشي على استحياء يتهادى من خلف الغيوم ، التي كست السماء ثم غدت كسفاً هنا وهناك ، تاركة مساحات يتجلى فيها القمر إلى الأرض لينشر حبال ضوئه الهادئة ويدليها على الربى الخضراء ، وهي تبدو كأنها سلالم مرصعة باللآلئ ، والورق ، تداعب الخضرة تارة وتختفي تارة حتى يأذن الليل بالرحيل ، أو تتبدد تلك الغيمات لتترك صفحة السماء لبهاء القمر وضيائه .


أهيم في تلك الآية ، متأملاً ، ثم أطلق لنفسي العنان للإبحار بمخيلة الذكرى في ذلك السحاب ، وتلك الفضاءات المهيبة ، حتى أشعر بأنني أسير على تلال  القمر وأنخفض عن نجوده ، وأعبر وديانه ، وأنبسط في سفوحه .


إنها رحلة من الذكرى قد شددت لها رحلي ، وسرت في غيبها ومغيباتها لعلي أحضى من روحك بلقاء على تلك التلال ، أو أسمع همسك يتهادى إلي من خلف السحاب .

أو أرى طيفك يتوهج في آفاق السماء كأنه كوكب دري يتلألأ على خط الأفق الرفيع .


عندما افتقدت وحيك ، وغاب عني جسدكِ ، وانقطع عني صوتكِ على الرمل ، والتل والربوة ، وبين الزهر وتحت الشجر ، وفي صفير الريح وخرير النهر ، بحثت عنكِ في الأفلاك ، وتأولتكِ في الأنواء ، وتواريتكِ في السماء ، بين الغيمة وفوق التراب

وتحت السحاب ، وفي عتو العباب ، وبين رذاذ الضباب ، لعلي ألتقي روحك، وأسترد جسدكِ ، وألتمس بين الأصوات همسكِ .



الأربعاء، يناير 04، 2017

عندما قالت أحبك !

قالت أحبكَ ! كلمةٌ أطلقتها من صدرها قبل شفتيها ، بعد أن أطلقتْ
قبلها نهدةً قوية اخترقتْ صدرها وكادت أن تحطم أضلاعها ، مدتها
من فرط إحساسها وصدق عاطفتها بنبرة مفعمة بأصدق عاطفة وجدتها
عند بشرٍ ، ممزوجة بحب استطال بالعشق وفي دويها صدق تبرق من
بين شفتيها وتلفح من وهج إحساسها لحن حسرة وتألم من الأقدار والمنى
التي بدت لها أنها بعيدة ومستحيلة .
فشعرتُ بكلمتها تمرقُ من بين أضلها قبل شفتيها ، وتنطلق من كل مسامات
جسدها ، كأنها موجة ريح عاتية تقتلع كل ذي أصل ثابت وفرعه في السماء
وقد أرسلت في آخر أنفاس نهدتها حروف كلمة ( أحبك ) فكانت كالعاصفة
الهيجاء وهي تنظر إليَّ بعينين يملأهما الخجلُ فامتلأتا به جمالاً ، ولم يصمد
من حره خداها فتوردا من حرارة الحب ودف الخجل . وكذلك أنا لم أصمد
ولم يحتمل جسدي حرارة تلك العاطفة ولهيب مشاعرها التي أرسلتها علي وكأنما
نفخت روحها في جسدي ، ولم أصمد أمام تلك النفخة فشعرت بسجدي يتفتح
كأنه وردة ارتوت بعد عطش شديد ، وشعرت بروحها تسري في جسدي وتنتقل
عبر شراييني وأوردتي وتجري مابين لحمي وعظمي كالماء البارد الزلال حتى استقرت
كلها واستجمعت شتاتها في مضغة بين أضلعي كأنها قطعة ثلج وقعت على جمرة
ملتهبة فتصارع الثلج والنار وتصاعد خلالهما دخان ممزوجاً بالحر والبرد والماء والنار .
ولم تغنِ أضلعي عن قلبي شيئاً فقد استقرت روحها في أعماقه ثم تمددت في سائر جسدي
كأنها احتلال غاشم ، ثم انتزعت قلبي ليس بيديها ولم تشق صدري بخنجر ولا سيف
سوى سيف الحب والعاطفة التي اجتاحت بها كياني وارتهنتهبين يديها واستقرت
روحها مكانه ، فشعرت بأنني قد ملكتُ أقطار الأرض بمافيها وكأنه لم يكن فيها مخلوق
سواي جراء تلك السعادة التي اجتاحتني وتغلغلت بين لحمي وعظمي ، وبقلبها الذي
غلفته بحبها وعاطفتها ومشاعرها وأهدته لي على بساط إحساسها العذب .
إن أعظم وأغلى هدية يمكن أن يحصل عليها إنسان هي أن يمنحه أحدهم قلبه
ومشاعره وعاطفته وثقته حتى تشعر أنك تمشي في البَرِيَّةِ ومعك قلبه وعقله
وتفكيره وإحساسه ومشاعره وروحك بروحه تلتقي في غمضات طرفك
وحلاوة نومك .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More