الأحد، يناير 15، 2012

ربة الوادي






على ضفة الوادي .. بين عنفوان الزهر ، وقطرات من ندى الليل
ارتوت به الحشائش ، واغتسلت به الأغصان .

حيث تتناغم الطبيعة ، وتأتلف المخلوقات ويهفو الطير ليبني أعشاشه
على خضر الربى ، ويغدو جماعات بألحان شتى تتردد في جنباته .

هناك .. نبتت بذرة الحب ، هناك .. هفا فؤادي ، إليه تأوي روحي ، وتسري
إليه في أحلامي ، وفي غفوتي ، كلما دق ناقوس الذكرى وتواريت عن الوجود
العقلي في سكرات الذكرى ، وخمرة التفكر ، تتوارى مشاعري في شجيرات
وادينا ، وتغيب أحاسيسي في طرقاته ، ومنعطفاته ، لتجدد خطوط الماضي
في أعماق مخيلتي ، وتغيبني عن الحياة لأموت ثم تكفنني في ثياب الحنين
وتواريني في تربة الألم وتعذبني بمطارق البعد والحرمان .

فتحت عيني على ملامح وجهكِ الجميل ، وكنتِ أول من فتح أقفال قلبي
وأول من خط في عقلي حروف الحب ، ونقش وشم الهوى . فامتلأت بكِ
واكتظت بكِ عروقي ، وامتلأت سطوري بحروفكِ ، وتزينت كلماتي باسمكِ .

كنتِ ربة الوادي ، وغزاله الشرود ، وملهمة أطياره ألحان الصباح ، وأنغام
المساء .

كلما ابتعدت بنا الأيام ، ومهما ابتعدت أجدها تتجدد ، ولا زلت أراكِ تخطرين
أمامي ، لازلت أراك تنقشين خطوك على التراب ، وترفلين في ثيابكِ العطرى .

فابتعدي لأزداد لكِ شوقاً .. أواقتربي لأزداد فيكِ هياماً .




http://www.hmseh.com/vb/showthread.php?p=67384#post67384

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More