السبت، يناير 17، 2015

أصعب اللحظات


إن أصعب لحظات الاشتياقِ عندما تصل النهار بالليل منتظراً موعد لقاءٍ لم يزل في دهاليز الغيب ، ولا تدري هل يتحقق أم سيظل حلماً يزورك لمجرد أن تضع رأسك على وسادة خالية إلا منك ، ومن الصور التي رسمتها لمن تحب في مخيلتك ، والتي تزورك مع أول إغفاءة للنوم فتستولي على سنة النوم التي كانت تداعب طرفك للتو ، وتبدلها لك بالكرى ، وإيقاعات متتالية من التنهدات التي تدك سياج صدرك وتزلزل قاع كبدك والحشى .

ويعتصرك الألم عندما تتصارع قوى البعد والفراق والأشواق والحنينوالأمل والأماني والأحلام ، في أعماقك كلها مجتمعة على مسرح نفسكوجسدك ، وأنت الساحة التي تدور عليها رحى ذلك الصراع الوجداني وتلك العوامل مع تلك العوامل والأحاسيس العاطفية المتثلمة في أجزائك وأعماقك .

وتتحطم فيك قناديل الأمل التي كانت تضيء طريق الأمل المتهادي في آفق المستقبل ، ومشاعل الأماني التي كانت تملأ روحك ونفسك ، عندما تستيقظ الصباح على أصوات الطيور وهي تغرد فرحاً وسروراً بميلاد فجر جديد ، لتحقق آمالها ومساعيها ، وانت ترمي ببصرك نحو النافذة مستهلاً خيوط الشمس الذهبية وهي تتدلى من خلال ضباب الشرق كأنها أوتاد من ذهب ألقيت من عنان السماء في باطن الأرض ، فلا ترى بصيص أمل باقتراب موعد اللقاء ، وتجد أن أمد الانتظار لا زال يكبل أمل الوصل إلى أجل غير مسمى .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More