السبت، مايو 28، 2011

لسنا كغيرنا

كنت أو في الحلقات الماضية أن أتحدث عن الثورات العربية بشكل تعبيري تقريباً ، مع الاستشهاد بما أتابعه من أحداث وأدلة من خلال تلك الثورات التي بدأت شرارتها من تونس ، مروراً بمصر ، ثم ليبيا ، إلى أن أتحدث عن الثورة التي كان يدعو لها أعداء وطننا وديننا وبلادنا من الخارج والداخل ، والناعقين من خارج الوطن المتشدقين بالإصلاح بهتاناً وكذباً ونفاقاً ، يوهمون الشعب بأنهم حريصين على الوطن ويسعون في مصلحته ، بهتاناً وزوراً ، بينما هم قد تحالفوا مع أشد الناس عداوة للجزيرة العربية وللعروبة والإسلام منذو القدم ، ذلك هو سعد الفقيه القابع في لندن ، بين ظهراني النصارى واليهود ، وينعق من هناك بالإصلاح ويتشدق بمصلحة الشعب والأمة ، مغرراً بالسذج والطائشين من الشباب والمراهقين أو الغوغائيين من أعداء الأمة والإسلام ، وما فتئ يدعو ويحرض وينظم المظاهرات ويحاول أن ينشر الفوضى في بلاد الحرمين الشريفين ، تحت شعار الإصلاح المزعوم الذي يمارسه احتيالاً وبهتاناً والإصلاح منه بعيد وبريء . 

وقد كنت أنوي مواصلة الحديث عن باقي الثورات التي عمت الديار العربية وقلبت موازين الأمة ، وتركتها في حالة من الفوضى والصراع على الحرية وكراسي الحكم الذي ظل مفعوله سماً جارياً في عروق من أدمن عليه حتى صار من الصعب عليه التنازل عنه والتنحي حتى لو كلفه ذلك إراقة دماء الأبرياء التي حرمها الله وجعل من سفك دماً محرماً بغير حق جزاؤه جهنم خالداً فيها ، ولكن هؤلاء عندما يحاورن في شأن كراسيهم يتنصلون من الأخلاق والدين والمروءة ، ويتجردون من الإنسانية أيما تجرد ، في تصرفات عجيبة غريبة ، كأنما هم خلقوا ليحتكروا تلك العروش ويستولوا عليها ويحكموا من فوقها البشرية ويعربدوا عليهم ، ويمارسوا في حقهم شتى ألوان الذل والإهانة ، غير مبالين بآدميتهم وإنسانيتهم ، بل ينظرون إليهم وكأنهم أشياء تافهة لا يقام لها وزن . 

حتى أصل للحديث عن الثورة التي جعلت الشعب السعودي بأكمله يقف على أصابعه منتظراً موعدها ( الحادي عشر من مارس ) والذي كان ينظر له كل الشعب نظرة مشؤومة ويتعوذون منه ومن عواقبه ، ولكن الله سلم وكفى الأمة وحفظ البلاد والعباد من فتنة كانت ستودي بأرض الحرمين ، وتقلقله ، وتضرب بعضه ببعض ، ولكن الله بفضله ومنه ثم بوعي أبناءه وحرصهم ألا ينزلقوا في أتون الفوضى الخلاقة التي كان مخطط لها من أطراف خارجية ويتلقفها أطراف داخلية ماردة عميلة لا تنتمي إلى الوطن ولم يكن له ولاؤها وإن كانوا يحملون اسمه ، وينعمون بأمنه واستقراره - فأي جحود هذا وأي نكران - تلك الثورة التي سأتحدث عنها الآن تاركاً باقي الثورات والفوضى ثم أعدل عن الحديث في هذا الشأن إلى حين .. 

ثورة حنين .. وما أدراك ما ثورة حنين ..
من يقف خلف ثورة حنين 11 مارس السعودية ؟
1. الدكتور : حنين محمود القدو .. شيعي من سهل نينوى . 
2. الدكتور سعد الفقيه .. سعودي في لندن . 
3 . محمد صبيح ، مصري الجنسية . 
4. محمد أحمد الموسوي : شيعي إيراني . 
5 . أحمد علي الخضري .. ما دريت من ينه غيثه بوه . 


هؤلاء كلهم شيعة ومجوس وعملاء خائنين لوطنهم ومواطنيهم ، ومقدسات الإسلام ومهبط الوحي ومنبع الرسالة ، الذين يدعون الإصلاح وينادون له ، وهاهي نواياهم تتضح وتبينت لكل مواطن بأن تلك النداءات لم تكن للإصلاح ولا حباً للوطن ولا غيرة عليه ولا محاربة للفساد ، وإنما هي لمصالح شخصية لا يمنعهم في سبيل تحقيقها مانع حتى لو تحالفوا مع الشيطان . 
فهل من يريد الإصلاح يتحالف ويتآمر مع أعداء الملة والدين من الصفويين المجوس ، أعداء الإسلام والمسلمين ، وهل الإصلاح يأتي على يد الغوغائيين والحاقدين ؟! 
وهل حب الوطن يكرس بالتعاون والتآمر مع ألد أعدائه ؟ 
لهذا أنادي من هنا ومن كل مكان كل من يصدق سعد الفقيه ويستمع له ويسير في ركابه أن عليه أن يراجع أوراقه ، ويحاسب نفسه ويتساءل بعدما علم أنه قد تحالف مع إيران وأعداء الإسلام من المجوس والشيعة الرافضة ، هل هذا إصلاحاً ؟ وهل من يريد أن يحارب الفساد المفسدين كما يدعي يتآمر على أهله ووطنه وبلده ويبيعه بثمن بخس ؟ ويسلمه ويعرضه للخطر والفوضى ، ويعرض أرض الحرمين ومقداساتها ومهبط الوحي للخطر ويبث فيها الفوضى ويسعى في أتاحتها وبذلها للحاقدين والمفسدين من الفرس الملحدين ؟ 

لا والله هذا ليس إصلاحاً ولا حباً لوطن ولا خوفاً على مصالح مواطن ، ولكنها الأحقاد والقلوب السوداء تتشابه ثم تتلاقى والنفوس تسود وأصحابها تتآمر وتلبي مطالب الشيطان وتكرس وساوسه . 
بلاد الحرمين ليست كغيرها من البلدان وأهلها ليسوا كغيرهم من الأمم ، فهي أرض الرسالة السماوية الخالدة والأخيرة ، ومهبط الوحي ومعقل الإسلام كله ومنها انطلق وسينطلق دوماً وأبداً ثم إليه سيعود وفيها سينتهي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما معناه : إن الإسلام سيارز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ( معناه ) أي أنه سيعود مع اقتراب الزمن إلى المدينة كما انطلق منها . ولو أننا خرجنا وتظاهرنا ولبينا داعي الثورة الحاقدة ، كنا أسهمنا في هدم الإسلام ، وتدمير المقدسات وابحناها لأقدام الحاقدين الفاسدين من اليهود والمجوس والنصارى ، فجاسوا خلال الديار وعاثوا في الأرض فساداً ، وفتحنا ثغرة لن تغلق أبداً في جدار الدين ، وهدمنا الوطن ، وأخربنا بيوتنا بأدينا ، وأفسدنا عقيدتنا  . 

نعم لسنا كغيرنا من الشعوب ولن نكون كذلك طالما وطننا هو مهبط الوحي ومأوى أفئدة المسلمين ، وهو أمانة في أعناقنا والمسملون كافة ومقدساتهم أمانة في أعناقنا وحمايتها واجب علينا أولاً ولن يغفر لنا أحد من المسلمين إذا تخاذلنا وعرضناها للخطر ، وخرجنا استجابة للفوضى وأذكينا الفتنة ، وقوضنا أمننا واستقرارنا . 
أرأيتم أننا لسنا كغيرنا ، ؟ 
التونسيون تظاهروا وأسقطوا نظامهم لأنهم أجبروا على ذلك وارادوا ذلك بعد معاناة وصبر طويل ، والظلم مهما طال وعاش لابد أن ينتهي طال الزمن أوقصر ، وابن علي ظلم وتجبر فلم يعد الشعب يحتمل فخرج وتظاهر فخرج الظلم مدحوراً مذؤوماً وهذه نهايته نهاية حتمية . 
المصريون تظاهروا واعتصموا في ميادينهم لأنهم جميعاً يريدون ذلك ويريدون التغيير ، ولم يعد لهم صبر أيضاً فقد صبروا بما فيه الكفاية ، والله سبحانه وتعالى أراد لهم التحرر من قيود الكبت وقانون الطوارئ والحكم العسكري ، فأصروا وصبروا حتى سلم النظام وترك السلطة ، ولكن بهدوء وعثلانية وفي غاية المسؤولية وحب للوطن والمواطن ، فقد أعلن الرئيس مبارك تنازله عن السلطة سلماً حقناً للدماء وحباً بشعبه ، ولعمري أنه أحسن عملاً وكفى الناس شره وترك لهم أمرهم وخلع بيعتهم من عنقه . 
أما الفاسد الفاسق الآخر في ليبيا فلا زال يعيث في الأرض فساداً ولا زال يقتل شعبه وينكل بالمسلمين ، أسأل الله تعالى أن ينكل به ويأخذه أخذ عزيز مقتدر ، ويكفي المسلمين شره بماشاء إنه سميع مجيب . 
واليماني لازال يسعى ويحاول أن يجر بلاده إلى حرب أقسى وأدهي من الوضع الليبي ، ولا زال يحاول أن يجر البلاد إلى مزالق الحرب الأهلية ، عسى الله أن يخذله ويعجل لشعبه والمسلمين بالفرج . 

كل هذه الشعوب كانت تريد الحرية وارادة المظاهرات ونظمتها ثم خرجت أما نحن فنحن بعكس ذلك ، فنحن ضدها ولسنا بحاجتها ، والسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من يرى ويسمع بمزالق الفتن والفوضى والخراب والدمار ثم يضع قدميه فيها ، ويسير فيها . 
ولا نقول أنه لا يوجد لدينا فساد ، بل لدينا من الفساد الشيء الكثير ، ولكن لم تكن الفوضى والشارع هو الوسيلة المثلى لإصلاح الفساد مهما كان ظالماً وجائراً ، ولم يكن الفساد حلاً لقضايا الفساد ، ولا الخراب إصلاحاً للخراب . 
بل بالحوار والعقلانية والصبر والاحتساب وعمر الظلم لم يكن يوماً طويلاً ، ولا بد له أن ينجلي والفساد لابد أن يرحل والأرض لا يقطنها إلا الخير والصلاح على مر العصور وإن بدا الفساد مهيمناً لبعض الوقت .. 
ولم تكن أبواب الحوار مغلقة أمام الناس واي مواطن منا يستطيع أن يعرض مشكلته بكل وضوح وأريحية وسيلقى حلاً لها مهما كانت مستعصية وكبيرة .ز 
يكفينا الأمن .. يكفينا الاستقرار .. يكفينا أن الواحد منا يستطيع أن يسير في الليل وحيداً لا يخشى شيئاً حتى من الذئب ، ويستطيع أن ينام حتى على الرصيف وحده لا يخشى شيئاً بحمد الله وفضله ومنته ، فهل بعد هذا مطلب ؟ 


الأمن قاعدة الحياة كلها .. فلا أحد يهنأ بحياته دون أمن حتى وإن كان يملك أموال قارون . 
ولا يهنأ بعزه وجاهه إذا فقد عنصر الأمن .. ولا يهنأ بملء بطنه وشبعه وهو خائف يترقب . 
ولا يهنأ بنوم وهو متوجس منتظراً مهلكه من أي مكان يأتيه . 
ولا معنى لحياته إذا فقد الأمن ، عندما يسير خائفاً ، ويجلس خائفاً ، ويتكلم خائفاً ، ويأكل خائفاً 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من بات منكم آمناً في سربه ، معافى في بدنه لديه قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها ( معناه ) فقد بدأ بالأمن ، ثم بالصحة في البدن ، ثم القوت ، 

فإياكم أيها الشباب أن تنساقوا خلف تلك الدعوات المغرضة ، وتنزلقوا في مزالق الفتن ، وتقعوا في براثن الفوضى ، وغياكم أن تقعوا صيداً سهلاً لدعاة الفوضى وأعداء الإسلام ، فتكونوا عوناً لهم على هدمه وإضاعته ، وتثلموا سوره وتدنسوا حياضه بتلبية تلك الدعوات الجوفاء ، التي لا تريد بكم خيراً ، ولا تنوي بكم إلا الشر ، وتكن لكم الحقد والضغينة ، ولدينكم ومقدساتكم ، وها أنتم ترون أن من كان يدعو لقيام ورة حنين هم أعداؤكم من المجوس والصفويين ، والحاقدين ، وبالتعاون مع المارقين الغوغائيين الباحثين عن المصالح الشخصية ، أو أنهم أداة بأيدي أعدائكم لتصدقوا كلامهم .. فلا تنطلي عليكم الحيلة ، وتزل اقدامكم غلى قعر الهاوية ولا ت حين مندم . 
الإسلام أمانة في أعناقكم ، ومقدسات المسلمين بين ايديكم أمانة في أعناقكم ، والمسلمون جميعاً يأتمنونكم على مهبط الوحي ومقدسات الإسلام وبوابة الدين ومأواه ومعقله ، فالله الله .. لا يغرنكم القول الجميل الكامن خلفه الحقد والكراهية والبغضاء . 

وأخيراً نحمد الله تعالى كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه على ما تفضل به علينا وعلى هذه البلاد الطاهرة وكفانا شر الفتن ، وصرف عنا فتنة كانت ستدمر ولا تبقي على شيء وهذا بفضل الله تعالى ثم بفضل عقولكم النيرة وحبكم وإخلاصكم لوطنكم وولاة أمركم .. وقد ضربتم اروع المثل ، وألقمتم الحاقدين الحجر ، ومرغتم وجهه بالتراب والخزي . زادهم الله خزياً وذلاً وهواناً ، ومكن منهم المسلمين . 

الاثنين، مايو 23، 2011

كم سعد معنا ؟!

يقول المثل العربي : ( ما هكذا يا سعد تورد الإبل )
يقال هذا المثل لمن لا يحسن التصرف إذا ولا التعامل مع الأحداث ، وقصر في الأمر .
فإذا أردنا أن نطبقه في عصرنا ونطلقه على الأحداث الجارية من خلال مشاهدتنا ومتابعتنا للأحداث ، فيا هل ترى كم سعداً ينطبق عليه هذا المثل ؟!
لعل جميع الحكام الذين يخوضون صراعاً مع شعوبهم ، من أجل الحكم ، والاستحواذ على كرسي الرئاسة والسيادة ، متجاهلين نداءات شعوبهم ورعاياهم التي قد كسرت حاجز الخوف الذي ظل مهيمناً عليهم عقوداً متتالية من الزمن ، فلعل هذا المثل ينطبق عليهم ، ( ولكن شعوبهم ليسوا إبلاً يوردونها ، ويعالجونها كيفما شاءوا ، ويعقلونها متى ما أرادوا ، ليقيدوا حريتهم وينتهكوا حقوق الإنسان أو أبسط حقوق الإنسان في العيش الكريم والحرية التي خلق الله البشر وهي معهم ، وولدتهم أمهاتهم بها ، - رحم الله ورضي عن عمر بن الخطاب عندما اشتكى إليه أحد الرعايا المصريين ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - عندما ضرب ، فأرسل إلى عمرو أن يأتي إليه هو وولده ، فلما حضرا قال للمشتكي اضرب ابن الأكرمين وأعطاه درته ، ثم قال لعمرو : متى استعبدتم الناس وقد ولتهم أمهاتهم أحراراً ؟! . - فأين نحن من هذا النهج وأين حكام الدول العربية من تلك السياسة العادلة التي لا تخشى في الله لومة لائم . 

ولكنهم كما يبدو أن رعاياهم أصبحوا لديهم أهون من الإبل ، واستهلوا شرب دماءهم وسفكها أكثر من شرب الماء ، وإهراقه ، فلم يعد هناك حرمةة للدم ، ولا لعرض ، ولا مكان للدين .. 
عجباً لهم ولتصرفهاتهم الرعناء ، وكيف انقلبوا على أهلهم وشعوبهم وتنصلوا من المبادئ وتجردوا من الإنسانية ، وانتهكوا الحرمات ، وأهرقوا الدماء ، ودنسوا المساجد وهدموا الصوامع والبيع ، في سابقة لم تسبق إليها إسرائيل في فلسطين ، ولم يسبقهم بها أحد من العالمين . 

أرأيتم أو سمعتم ما يفعله أزلام بشار في سوريا ؟ وهل سمعتم بمثل ذلك من قبل ؟ وهل سمعتم به في العربدة الإسرائيلية في فلسطين ؟ هل سمعتم بأن اليهود وضعوا الموسيقى في ميكرفونات مآذن المساجد لتنطلق منها بدلاً صوت الحق ، وكلمة ( لا إله إلا الله ) ؟ 
أبداً ما سمعنا بهذا . 
لقد تجرد من الدين وانسلخ منه إذا كان لديه دين أصلاً ، ولا أظن أن من يقول : ( لا إله إلا الوطن ، ولا رسول إلا البعث ) ولكن استخدمت هذا مجازاً ، وإلا فهوليس مسلماً ولا من ينفذ أوامره ويقتل المسلمين ويقتحم عليهم المساجد . 


وهاهو سفاح ليبيا لا زال يعربد ويعيث في الأرض فساداً ، ويستبيح الدم المسلم ، ويدمر ويخرب المملتكات ويهلك الحرث والنسل . 
في أبشع صورة ، وأغرب من الغرابة نفسها ، وتجرد من كل القيم والأخلاق ، والإنسانية . ولا يزال يصارع ويستبيح كل محرم من أجل الكرسي والهيمنة على حريات العباد ، والسيطرة على مقدرات وخيرات البلاد . 

وهاهو اليماني يوشك أن يجر بلاده إلى مزالق الهلاك والحروب الأهلية طويلة الأمد ، ولا زال يعمه في غيه وتعنته ، برفضه التوقيع على مبادرة السلام الخليجية التي استمات فيها الخليجيون ليخرجوا باليمن إلى بر الأمان ، ويجنبوه وأهله شر حرب طاحنة لن تتوقف إذاما اندلعت ، واشتعلت شرارتها ، ورغم كل الجهود ، الإقليمية والدولية التي بذلت هاهو يجهز على آخر فرصة لتجنيب شعبه مهالك الحرب ومزالق الفتنة والاقتتال بين أبناء اليمن الواحد . وقد بدأت علاماتها ودق نذيرها ، واجتمع نفيرها وتأهبوا .. نسأل الله أن يحقن دماء المسلمين في كل مكان . 

ويا هل ترى من هو سعد القادم الذي سيتجرد من الإنسانية ويكشر عن سواعد النقمة ، ويكشف عن نوايا الحقد والغدر والضغينة ؟
وكم سعد معنا .. وكم دماء سيهدرون ، وكرامات سيمتهنون ، وحريات سيقاومون وأفواهاً سيكممون ؟
ولكن لم يعد هناك مجال للتكميم ، ولا القيود ، فقد انكسرت قيود الخوف والوجل ، ونبت نجم الحرية ، وبزغ نجم الكرامة ، 
واستيقظت الشعوب ، ووعت ولم تعد ترضى بغير الكرامة والحرية والعيش الكريم . 

الأحد، مايو 15، 2011

ثورة الأبدال .

مظاهرات سوريا أو الانتفاضة الشعبية السورية إن صح لي التعبير ، لها أهميتها العظمى في تاريخ الأمة العربية أجمع ، وليست كباقي الثورات التي حدثت في بعض الدول العربية ، مؤخراً ، ولا زال بعضها في دول أخرى في مرحلة المخاض ، لم تر النور بعد ، ولم تؤتِ أكلها ، إذ أنها لا زالت تراوح في مكانها ، نتمنى أن تنتهي على خير ما يرام في أي دولة إسلامية ، وتتجاوزها تلك الدول إلى السلام والأمن والاستقرار ، وتعود أحسن من ذي قبل ، وأن يهيئ الله تعالى لأمتنا من أمرها رشداً ويجمع صفوفها ويوحد كلمتها على الحق والخير والصلاح . 

أما الانتفاضة السورية فهي بحد ذاتها تعتبر مرحلة مفصلية هامة بالنسبة لأمتنا عامة والسوريين خاصة ، وهي تعتبر من أهم الثورات العربية التي يشهدها العالم العربي في معظم دوله ، وأعتقد أن من سوريا  ستكون انطلاقة الأمة العربية الجديدة ومسيرة نحو الوحدة العربية والألفة الإسلامية ،  إذا ما استمر السوريون في ثورتهم وعقدوا العزم على مواصلتها وسعوا إلى إنجاحها ، ولم يتوقفوا في منتصف الطريق ، لأن التوقف في منتصف الطريق سيكون انتحاراً بالنسبة لهم ، حيث أن ذلك سيؤدي بهم إلى الاعتقالات ، والتصفيات ، والقتل ، والعودة إلى أسوأ ما قبل الثورة ، لذا يجب عليهم الاستمرار والمضي قدماً نحو هدفهم السامي ، ويحققوا التطلعات العربية والإسلامية ، المعولة على ثورتهم والمؤملة فيها خيراً وفتحاً قريباً بإذن الله تعالى . 

وها نحن نرى ونلاحظ بوادر الخير والنصر من هذه الثورة المباركة إذ أن بعض الأصوات التي كانت تدوي عالية في أرجاء العالم العربي متشدقة ومدعية العروبة والدفاع عن حياضها وعن حياض الإسلام ، والأمة تملقاً ونفاقاً ورياء ، وكذباً وبهتاناً ، فلم نعد نسمع بصياح زعيم التنظيم الإرهابي في لبنان المسمى ظلماً وبهتاناً ( بحزب الله ) وزعيمه حسن نصر الله الذي كان حاضراً في كل المناسبات العربية وما يلم بها من مصائب ومشاكل ، مصرحاً ومتشدقاً بالتهديد والوعيد والكلام الذي لا يعدو سوى تمثيليات وذر للرماد في العيون ، وكذباً مصبوغاً بالصبغة الإيرانية البحتة التي لا يأخذها إلا ولا ذمة في الأمة الإسلامية ، ولا ترعى حق الجوار ولا حق الإسلام ولا الدين . 

فمنذو أن بدأت الانتفاضة السورية المباركة تضاءل القائد الفذ ، وتقهقر ، واختفى صوته ، وسكت دويه وقبع خلف الأحداث مترقباً النتائج النهائية في سوريا وإلى أين ستصل ثورة الشعب العربي الأبي ، وهذا دليل عل ىأهميتها وأهمية المرحلة في سوريا ، فوجمت وسكتت الأصوات التي كانت تعلو وتنتشر في كل الأرجاء تهديداً ووعيداً وغلى أخره من الكذب والتملق والخداع ، ووجمت الغربان الناعقة ولم تتفوه بكلمة ولم تعد لها تلك الصولات والجولات والبيانات الرنانة ، فبهتت ، وبقيت صامتة تترقب ما تتمخض عنه الانتفاضة السورية المباركة ، وماذا سيقرر الأبدال . وهل سيستمروا في ثورتهم ويصبروا ويكملوا مسيرتهم نحو التحرر والحرية ، ويسهموا في تكوين الوحدة العربية والإسلامية . 

لعل هذه الثورات فاتحة خير إن شاء الله تعالى وهي الخطوة الأولى نحو بداية نهاية التشرذم والتشعب والفرقة ، والدويلات والدول ، وأنها لبنة صلبة في جدار أمة واحدة إسلامية عربية كلمتها واحدة ، وصوتها واحد ، وجسدها واحد يتداعى سائره إذا اشتكى بعضه . 

إن شمس أمة عربية إسلامية واحدة قد لاح ضياؤها في الأفق وبدأت تشرق على أرض أمتنا سيما بعدما طلبت بعض الدول العربية كالأردن وتونس والمغرب الانضمام غلى دول مجلس التعاون الخليجي المبارك ، وهذه والله بشارة النصر وبزوغ الأمة الإسلامية الواحدة التي أثلجت الصدور وغمرت الفرحة بها القلوب أسأل الله تعالى أن يتم لهذه الأمة الخير والبركة والنصر والتمكين ، وأن تتابع باقي الدول العربية في الانضمام إلى دول المجلس لأن ذلك من بشار الخير والنصر والعزة والقوة ، ودليل على أهمية دول مجلس التعاون ودورها الفاعل في سبيل وحدة الأمة ووحدة الكلمة والتعاون المشترك . 

يجب أن تكون هذه الثورات بداية خير وانطلاققة نحو وحدة عربية واتحاد إسلامي وصحوة إسلامية وليس ثورات انتقامية من رؤساء وساسة وهبوا أعمارهم لخدمة شعوبهم حتى وإن بدا منهم بعض الجفاء ، فقد حفظوا لدولهم مكانتها وأمنها واستقرارها ، وظلوا هكذا حتى كتب الله عليهم الزوال وهذه سنة الحياة ( ولكل أجل كتاب ) .

الخميس، مايو 05، 2011

حياتك هي اللحظة ( إفرازات تأمل )


بسم الله الرحمن الرحيم .
كعادتي في التأمل والإبحار في عالم الملكوت ، وهذا فضل من الله تعالى من به علي ، فقد جعلني
معجباً بالتأمل في ملكوته وآياته التي لا تعد ولا تحصى ، فأبحر بسفينة تأملاتي في خلقه ومخلوقاته
أتمتع بالتنزه بين جنباتها العظيمة ، وأستشعر هيبتها ورهبتها ، وأتأمل فيها عظمة الخالق سبحانه وتعالى .

وكم هي رائعة تلك اللحظات التي تنفرد فيها مع نفسك ، بعيداً عن الضوضاء والفوضى ، واللغط ، وزحام الحياة ، في حلكة الليل المدلهم ، في غفلة من الأضواء والأنوار ، تحت جنح ليل رهيب ، تخترق سكونه أصوات مخلوقات الليل ، ويبدد عتمته نور القمر الساري في ناحية من السماء وعليه من حلل الوقار وقار ، يجوس خلال النجوم والكواكب في سماء قد زينتها مصابيح من صنع الخالق عزل وجل .

فكان من ضمن رحلتي في تلك التأملات : الإنسان وعمره فتبادر إلى ذهني قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما معناه : أعمار أمتي بين الستين والسبعين ، وقليل من يصل ذلك ( معناه ) وتبادرت إلي تلك اللحظات ، والدقائق ، والساعات ، والأيام والأشهر ، والسنوات التي قد يكتب له أن يعيشها ، وأمله العريض والطويل في أن يبلغ من العمر آفاق الكون ، وعتبات المستحيل ، بأمله العريض ، وتطلعاته الجمة التي كثيراً ما تنسيه اللحظات الماضية لأن بصره شاخص نحو المستقبل المجهول ، فيركض خلفه دون توقف ولا تأنٍ ، فينسى كل لحظات عمره ، التي مضت بما فيها من فرح ، وترح ، وسعادة ، وشقاء ، ومرض ، وصحة ، وألم ، وتعب ، فيظل مسرعاً بخطوه نحو بلوغ خط الأفق الذي يتسع كلما اقترب ، ويبتعد كلما اتسع .

نقول فلان عاش ستين سنة ، وآخر عاش ثمانين ، وآخر عاش عشرين ، ومن كان ذو حظ وفير نوعاً ما عاش تسعين ومائة ، ومن كتب عليه أرذل العمر تجاوز المائة حتى عاد كأنه طفل كيوم ولدته أمه بما كتب الله عليه ذلك ومصداقاً لقوله تعالى : ( ومنهم من يرد إلى أرذل العمر كي لا يعلم بعد علم شيئاً ) .
ولكن مع كل هذا العمر الطويل ، يتبادر إلي تساؤل أعتقد أنه صحيح ووجيه ، ولو تأملنا فيه ملياً لبما اتفقنا على صحته ، وهو استنتاج أيضاً بأنه مهما عاش الإنسان من عمر وسنين طويلة ، بثوانيها ودقائقها وساعاتها وايامها وأشهرها وسنيها ، ( فليس له من كل ذلك إلا اللحظة التي يعيشها ويمارسها فعلاً في حينه ) فقط ، فالدقيقة التي قد خلت انتهت ولم يعد له منها شيئ أبداً وقد ذهبت بما قدم فيها ، من خير أو شر ، ومعروف وإحسان ، أو عمل صالح ، أو ارتكب فيها إثماً ، فقد رحلت ولم يعد بمقدوره استعادتها وتلافيها ، وكلما مر الزمن ازدادت منه ابتعاداً .
وأما اللحظة التي بعدها فلا يدري هل يدركها ويصلها أم تنتهي حياته عند لحظته التي يمارسها في حينه ، وتلك اللحظات ايضاً ليست له ولا يستطيع أن يقدم فيها شيئاً لأنها لم تحن بعد ، وليس له منها إلا أمله العريض الذي يجعله في فسحة من العمر ، واستبشار ودافع نحو المضي قدماً في معترك الحياة ، وباباً مغلقاً دون اليأس ، والإحباط .
ومن هنا نفهم أنه مهما عشنا من عمر فليس لنا منه سوى ( اللحظة التي نعيشها فعلاً ) أما الماضي فقد مضى وطويت صفحته ، وأما المستقبل فلا يزال في علم الغيب ولا ندري هل ندركه ؟! .

فما فائدة حياة ليست إلا لحظة أو واحدة كلمح بالبصر ؟
فبين إغماضة عين وانتباهتها فإذا بك نسياً منسياً .
فتأمل معي ( القصر الشديد للعمر ) .
وتأمل : فليس للإنسان إلا ما سعى .
فعمر قصير ، وأمل عريض .

الاثنين، مايو 02، 2011

ركوب الموجة والفوضى الخلاقة ( الحلقة الثالثة )

 ركوب الموجة والفوضى الخلاقة ( الحلقة الثالثة )

لا يزال القذافي يراهن على البقاء على عرش ليبيا الحزينة ، التي دخلت انضمت إلى الدول العربية الجريحة وحلت بها المأساة من حيث لم تحتسب ، ولم يتوقع الليبيون بأن شخصية القذافية أبعد من المتعجرفة الممقوتة ، والسلطوية المتغطرسة ، وربما أنهم لم يحسبوا حساباً لهذه الأحداث الجارية وأعتقد أنهم ظنوا بأنه سوف يرضى بالأمر الواقع ويسلم عندما يشتدوا عليه ، وأن الأمر سيتم بسرعة وسهولة كما تم في تونس ، ومصر العربية ، فلم يحسبوا حساباً لصاحبهم الذي من المفترض أنهم الأدرى والأعرف به ممن غيرهم ، كونه حكمهم ما يقارب الأربعة عقود ، وربما ظنوا أنه ذلك المواطن الصالح الذي يحرص على مصلحة الوطن قبل الشعب ، ويحب مواطنيه كما يحبوه ، فإذا به يقلب لهم ظهر المجن ويخيب ظنهم به ، عندما انقلب عليهم كوحش ضار ، يقتل بلا رحمة ويهدم بدون مسؤولية ، ويدمر بكل عداوة وبغضاء وحقد ، كي يعيد ليبيا إلى العصور الحجرية وما قبل التاريخ ، ويعيدها إلى الصفر فإذا علم بأنه قد دمر أكبر قدر من المكتسبات وأهدر مقدراتها فعندئذ سيسلم ويحتال لنفسه للخروج منها وقد شفى غليله .

يظن أن باستطاعته البقاء بسلطان القوة والقهر والجبروت ، وإجبار شعبه على الرضى به والتسليم له ، فتسلط على من استطاع من الليبين واتخذهم في صفه وهم على وجل منه وبين أمرين أحلاهما مر ، فإما العصيان والخروج ضده ، وفي هذه الحالة سيعرضون أنفسهم للانتقام والقتل والتعذيب ، وإما الوقوف معه ضد بني جلدتهم وإخوانهم ، مكرهين على ذلك ، وهذا ما تم له بالفعل ، فهو لا زال يسيطر على طرابلس الغرب ، وما جاورها من المدن التي تتركز فيها قواته وترسانته ومواليه من المرتزقة .
فأجبرهم على الوقوف في صفه ليس حباً فيهم وليسوا مؤيدين له ولكن ليجعل منهم دروعاً بشرية يلقي بها أمام الآلة العسكرية الأطلسية ، ليتفادى القصف الجوي وليوهم العالم بأنهم الشعب الليبي الحقيقي وأن من خرج عليه ليسوا سوى جماعات من تنظيم القاعدة أو مجموعات تخريبية تنفذ أجندة خاصة كما يقول ، وليقول لحلفائه من الغرب بأنه هؤلاء هم تنظيم القاعدة الذي طالما زعزع أمن أوروبا ، وأمريكا ، وكذلك صار ذريعة للتدخل الأنجلو أمريكي في الوطن العربي والإسلامي ، وكأنها كرة يرمونها في اي ملعب يريدون ليجروا خلفها ويقذفونها في ملعب من أرادوا من الدول العربية .. فكأن القذافي يريد أن يستفيد من هذه المسألة ويستميل الغرب معه .. ولكن يبدو أنه لم ينجح ولم تنطلِ حيلته على أحد وربما أن حلفاءه الغربيون تيقنوا أنه لم يعد في بقائه مصلحة لهم وأن شرعيته قد انتهت ولم يعد لاستراتيجيته بالنسبة لهم أي أهمية وهي الاستراتيجية التي التي اعرتف بها أوباما من أنه حليف قوي ضد الإرهاب كما يقول .. وأنه لا عب مهم في الحرب على الإرهاب ولهذا لم تتدخل أمريكا في العمليات العسكرية الجوية ضده ربما أنه من هذا المنطلق ، وتركت الأمر لحلف شمال الأطلسي ( الناتو ) الذي بدوره لم يؤدي عمله كما ينبغي ، بل ربما أن وجوده وتدخله في الشأن الليبي زاد الأمر تعقيداً وسوءاً ، وهذا يتجلى في الإبطاء في عملية الحسم من خلال إطالتهم لأمد الحرب وكلما رجحت كفة أحد الطرفين تخاذلوا ليستعيد الطرف الآخر قوته ويلتقط أنفاسه من جديد ، فأصبحت الحرب الليبية الليبية كر وفر لا غالب ولا مغلوب والمدنيون هم الضحية في هذه الحرب ، فإذا تقدم الثوار واقتربوا من معقل القذافي وحسم الأمر ، ترك الحلف الحرية لقوات القذافي فألقى بكل ثقله على هؤلاء العزل إلا من سلاح لا يساوي شيئاً أمام عتاد القذافي العسكري ، ومرتزقته الذين ليسوا ليبيين مما جعلهم يعيثون في الأرض فساداً لأنها ليست وطنهم وليس الليبيين أهلهم وليسوا من بني جلدتهم ، فجاسوا خلال الديار وعلوا علواً كبيراً .

ولقد كان صريحاً وواضحاً عندما أشار بكل وضوح بأن لديه الملايين وليس من ليبيا بل من الأمم الأخرى كما قال ذلك أمام العالم في أول خطاب ألقاه وهو قابع في دهليز خرب تم تدميره في أول بداية الثورة الشعبية فقال بالحرف الواحد : ( أنا معي الملايين وليسوا من الداخل ، معي الملايين من الأمم الأخرى ) وهو يقصد بذلك الأمم الإفريقية التي طالما تبجح بقوله بأنه ملك ملوك إفريقيا .
وأعلن بأن هؤلاء المرتزقة سيزحفون على ليبيا ويطهرونها شبر شبر وزنقة زنقة وغير ذلك من التجزئة للأرض الليبية ، ثم قال في خطابه :
( دقت ساعة الزحف ، دقت ساعة الانتصار ، دقت ساعة العمل .. إلى الأمام .. ثورة ثورة ) والمتأمل لهذا الكلام يدرك أنه نداء من طرف خفي واستنفار لهؤلاء المرتزقة وهم الذين عبر عنهم بالملايين من الأمم الأخرى ، وكأنه يناديهم ويستنجد بهم .. ولتبدأ المأساة الليبية ، ويدخل الليبيون في متاهات الحرب الكل فيها خاسر .. فإزهاق للأرواح ، وتخريب وتدمير الممتلكات ، ومقدرات ومكتسبات الشعب ..

إلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More