الخميس، يونيو 17، 2010

نعم .. نعم .. أنت هي .

سيدتي : 
لما أبهمتُ الرسالة هكذا ليقيني بأن لديك من الفطنة ما يخبرك بأنكِ أنتِ من أردتُ برسالتي ، فلكِ مني جزيل الشكر على هذا التواصل والمتابعة التي أعدها مفخرة أتفاخر بها وأتباهى وشرف عظيم لي أن أجد مثلك بين صفحاتي ويتابع كلماتي ومدوناتي ، ولا يسعني إلا أن أتقدم لك بجزيل الامتنان وإن كانت كلمات الشكر قاصرة عن أن تفيكِ حقكِ واعجز عن التعبير عما بداخلي من آيات الامتنان .

سيدتي : كنت قد قلت لكِ في معرض تلك الرسالة إنها قد رحلت وتوارت عني لا أدري إلى أين ، ولا أدري عن الأسباب التي جعلتها تفعل ذلك وإن كنت أتردد بين عدة احتمالات إلا أنها غير كافية للجزم بها . 
لم أعد أقرأ لها جديداً منذ فترة  أراها طويلة جداً في نظري في حين قد يراها غيري وجيزة ، ولكن هذا هو شأن القلوب عندما تتقلب بين الأشواق وتتلظى بنار البين وترتوي بحميم الحنين .. ولكن لا زالت روحي بروحها تلتقي في مكان ما في هذا العالم ، وأشعر بها كأنما هي معي وبجانبي ، ولكن لا أدري هل لديها ذات الشعور أم أنها قد تدثرت بدثار النسيان وتوارت بين أوراق الهجر والصدود .وسأظل لها في الانتظار .

سيدتي : 
لاأريد أن أطيل عليك فإنما أحببت أن أؤكد لك بأنكِ أنتِ من خاطبتُ وقد كانت فطنتكِ مسددة وذكاؤكِ لم يخنكِ .. ( ماشاء الله لا قوة إلا بالله ) وأشكر لك هذه المتابعة ووجودكِ في سطوري وأوراقي . وهو شرف عظيم لي . 
لكِ ودي سيدتي وإجلالي . 

عندما يتساءل الإبداع ..

سيدتي :
تسألين عنها لعلك في شوق كبير إلى أن تري تأليفها ، وتراكيب كلماتها البديعة ، التي كانت سبباً في عشقي لها ، قد يقول البعض عن هذا الحب إنه جنون ، أو غريب أو مستحيل أن يحدث حب من خلف الأسوار ، أو أن يتولد من السراب ، وقد ينعت صاحبه بالجنون أو باي صفة أخرى تقلل من شأنه وتعبر عن غرابة ما يفعله بالنسبة لهم . 
أما أنا فأؤمن بأن الحب قد يحدث بأي شكل وطريقة إما بالمشاهدة والتعرض لسهام عينين ما تخطي مراميها ، أو وصف دقيق يسمعه الإنسان فيستحسنه السمع ويلقي به إلى القلب المفتوح فيقع منه في مكانة الحب ، فعندها يعشق ( والأذن تعشق قبل العين أحياناً ) ولكن حبي لم يكن نظرة أو سماعاً ولكنها كلمات متبادلة عبر الأثير كأنها تنبع من مشكاة واحدة فأصبحنا كأننا نلتقي منذ زمن بعيد ، لولا أن الشوق كان حاضراً معنا لقلنا أننا نلتقي ، جراء تلك المساجلات التي انبعثت بها روحينا ثم انبرت في رحبة الفضاء لتصل بيننا في جنباته الواسعة . 

أستطيع يا سيدتي أن أقول إنه الحب عن بعد وتآلف الأرواح وتعارفها رغن المسافات والكواليس التي تقبع خلفها الأجساد وتختفي فيها النوايا إلا أن لغة الحب استطاعت أن تتسلل من خلال الجدر وتجتاز الأسوار وتحلق في الفضاء بحثاً عن الأجساد لتصل بينها وتربط بينها برباط العشق والهيام . 

لا زلت أقول وأنا على ثقة بما أقول : إن الحب قد يكون بالوصف والسماع أو من خلال القراءة والإعجاب ، وكما أن السحر والحسد قد يكون بالسماع والوصف لأن النفس الخبيثة التي تقطن في الأضلاع وتقبع في أرجاء القلوب هي نفس طيارة حاقدة فاسدة تتمنى أن ما تفضل الله به على عباده يزول ويذهب لأنها نفس شيطانية حقودة وإملاءات شيطانية ملؤها الضغينة على بني البشر ، فأصبحت تلك النفس مطية للشياطين تسير عليها إلى خلق الله فتقتلهم خدمة الحسد والشياطين . 

أما الحب فهو كذلك يكون بالسماع والوصف تطير الروح المحبة حاملة معها القلب المحب تحلق في السماء بحثاً عن الروح الأخرى لتلقي به بين ذراعيها وتندمج مع الروح الأخرى فيتكون حباً عذرياً أرضه الفضاء ومسرحه القلوب وأرض ميعاده الأجساد التي تتحرك على الأرض دون أرواحها العاطفية تنتظر عودة الروح بالقلب لتلتقي الأجساد من بعد السراب وتحقق الأحلام من بعد الخيال . 

سيدتي 
إن كنت تسألين عنها وتريدين أن تري منها ما أغرمت به وهمت بها من أجله فأقول لك إنها قد رحلت ، وصدت عني ورمتني من حبها بالأشواق وأحرقتني بنيران الهجر والصدود ، ليس لذنب أذكره ولكنها بعد أن علمتني حبها وعشقها عادت لتعلمني الشوق والحنين وتركت نفسي وحياتي مسرحاً للآهات والذكريات .. 
إنه قدري أن أعشقها .. ولكن لا يهم سأبقى لها ذلك المحب وستبقى في حياتي وذاكرتي إلى الأبد رغم أنني لم ألتقِ بها يوماً ولم أر جمالها الذي أتوقع أنه يفوق جمال حرفها وجزالة معانيها . 

أعتذر منكِ سيدتي على الإطالة ولكنها رسالة أحببت أن أبعثها إليك ولها ايضاً لأنني دائماً أتخيل أنها دائماً حاضرة معي في كل مكان وتقرأ ما أكتب .. لا أدري لماذا ولكنه شعور يراودني .

كذلك لا يفوتني أن أعترف لكِ بإعجابي بما تكتبين وبلغتكِ الجميلة وأسلوبكِ الآسر ، وأنا سعيد بوجودي في صفحاتك وقراءتي لما تدونين .. سأبقى متابع لك على الدوام .
تقبلي شكري ومودتي سيدتي .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More