الثلاثاء، أكتوبر 07، 2014

لحاء الزيزفون .

كأغصانِ الزيزفونِ حبكِ ، كلما تاهت قدماي عن دربكِ رأيتكِ
ووجدتُ حبكِ يعمل في أرجائي ، ويتربع على عرش كياني
محكماً قبضته على أقاليم فؤادي ، حتى لم أعد أرى في الكونِ
إلاكِ ، أنتِ فقط مليكتي ومملكتي التي تحتويني ، وسمائي التي
تظلني ، وقطرة الماء التي ترويني ، ونسمة الهواء التي تنعشني
وكلمة الحب التي تحيي أوصالي ، وتسري في شراييني ، تشبعت
بكِ مفاصلي وأوصالي ، وجرت بهواكِ عروقي ، ودبت بغرامكِ
في الجسد روحي .


أظل متشبثاً بكِ سائراً خلفكِ أقتفي خطاكِ ، أتبع أثركٍ في مفازات
العشقِ وفيافي الغرام ، على أثر قدميكِ أضع قدميَّ ، لتدلني على
أرضكِ خطاكِ ، لأجدكِ نائيةً عني هاربة ، تسيرين في مسارات
موازية لمساري ، لا تتقاطع خطانا ولا تتباعد ولا تلتقي لتتحد
ولا تفترق ، فأحث السيرَ وأنهكُ الجسدَ ، وأضني قلبي كي ألتحق
بخطاكِ وأسير في دربكِ ، فلا تزال الخطا متسارعة ، والآفاق بيننا متسعة ، وغابات الذكريات موحشة مترامية .

لم ألق فيها إلا حباً رمادياً كلحاءِ الزيزفونِ غامضاً .
لم أعد أفهمكِ ولم يكن حبكِ سوى أزهاراً بيضاء قاتمة ، ووروداً
ذابلة شاحبة ، وأغصاناً باهتةً وأوراقاً كأوراق أشجار الخريف .

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More