الاثنين، مايو 23، 2011

كم سعد معنا ؟!

يقول المثل العربي : ( ما هكذا يا سعد تورد الإبل )
يقال هذا المثل لمن لا يحسن التصرف إذا ولا التعامل مع الأحداث ، وقصر في الأمر .
فإذا أردنا أن نطبقه في عصرنا ونطلقه على الأحداث الجارية من خلال مشاهدتنا ومتابعتنا للأحداث ، فيا هل ترى كم سعداً ينطبق عليه هذا المثل ؟!
لعل جميع الحكام الذين يخوضون صراعاً مع شعوبهم ، من أجل الحكم ، والاستحواذ على كرسي الرئاسة والسيادة ، متجاهلين نداءات شعوبهم ورعاياهم التي قد كسرت حاجز الخوف الذي ظل مهيمناً عليهم عقوداً متتالية من الزمن ، فلعل هذا المثل ينطبق عليهم ، ( ولكن شعوبهم ليسوا إبلاً يوردونها ، ويعالجونها كيفما شاءوا ، ويعقلونها متى ما أرادوا ، ليقيدوا حريتهم وينتهكوا حقوق الإنسان أو أبسط حقوق الإنسان في العيش الكريم والحرية التي خلق الله البشر وهي معهم ، وولدتهم أمهاتهم بها ، - رحم الله ورضي عن عمر بن الخطاب عندما اشتكى إليه أحد الرعايا المصريين ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - عندما ضرب ، فأرسل إلى عمرو أن يأتي إليه هو وولده ، فلما حضرا قال للمشتكي اضرب ابن الأكرمين وأعطاه درته ، ثم قال لعمرو : متى استعبدتم الناس وقد ولتهم أمهاتهم أحراراً ؟! . - فأين نحن من هذا النهج وأين حكام الدول العربية من تلك السياسة العادلة التي لا تخشى في الله لومة لائم . 

ولكنهم كما يبدو أن رعاياهم أصبحوا لديهم أهون من الإبل ، واستهلوا شرب دماءهم وسفكها أكثر من شرب الماء ، وإهراقه ، فلم يعد هناك حرمةة للدم ، ولا لعرض ، ولا مكان للدين .. 
عجباً لهم ولتصرفهاتهم الرعناء ، وكيف انقلبوا على أهلهم وشعوبهم وتنصلوا من المبادئ وتجردوا من الإنسانية ، وانتهكوا الحرمات ، وأهرقوا الدماء ، ودنسوا المساجد وهدموا الصوامع والبيع ، في سابقة لم تسبق إليها إسرائيل في فلسطين ، ولم يسبقهم بها أحد من العالمين . 

أرأيتم أو سمعتم ما يفعله أزلام بشار في سوريا ؟ وهل سمعتم بمثل ذلك من قبل ؟ وهل سمعتم به في العربدة الإسرائيلية في فلسطين ؟ هل سمعتم بأن اليهود وضعوا الموسيقى في ميكرفونات مآذن المساجد لتنطلق منها بدلاً صوت الحق ، وكلمة ( لا إله إلا الله ) ؟ 
أبداً ما سمعنا بهذا . 
لقد تجرد من الدين وانسلخ منه إذا كان لديه دين أصلاً ، ولا أظن أن من يقول : ( لا إله إلا الوطن ، ولا رسول إلا البعث ) ولكن استخدمت هذا مجازاً ، وإلا فهوليس مسلماً ولا من ينفذ أوامره ويقتل المسلمين ويقتحم عليهم المساجد . 


وهاهو سفاح ليبيا لا زال يعربد ويعيث في الأرض فساداً ، ويستبيح الدم المسلم ، ويدمر ويخرب المملتكات ويهلك الحرث والنسل . 
في أبشع صورة ، وأغرب من الغرابة نفسها ، وتجرد من كل القيم والأخلاق ، والإنسانية . ولا يزال يصارع ويستبيح كل محرم من أجل الكرسي والهيمنة على حريات العباد ، والسيطرة على مقدرات وخيرات البلاد . 

وهاهو اليماني يوشك أن يجر بلاده إلى مزالق الهلاك والحروب الأهلية طويلة الأمد ، ولا زال يعمه في غيه وتعنته ، برفضه التوقيع على مبادرة السلام الخليجية التي استمات فيها الخليجيون ليخرجوا باليمن إلى بر الأمان ، ويجنبوه وأهله شر حرب طاحنة لن تتوقف إذاما اندلعت ، واشتعلت شرارتها ، ورغم كل الجهود ، الإقليمية والدولية التي بذلت هاهو يجهز على آخر فرصة لتجنيب شعبه مهالك الحرب ومزالق الفتنة والاقتتال بين أبناء اليمن الواحد . وقد بدأت علاماتها ودق نذيرها ، واجتمع نفيرها وتأهبوا .. نسأل الله أن يحقن دماء المسلمين في كل مكان . 

ويا هل ترى من هو سعد القادم الذي سيتجرد من الإنسانية ويكشر عن سواعد النقمة ، ويكشف عن نوايا الحقد والغدر والضغينة ؟
وكم سعد معنا .. وكم دماء سيهدرون ، وكرامات سيمتهنون ، وحريات سيقاومون وأفواهاً سيكممون ؟
ولكن لم يعد هناك مجال للتكميم ، ولا القيود ، فقد انكسرت قيود الخوف والوجل ، ونبت نجم الحرية ، وبزغ نجم الكرامة ، 
واستيقظت الشعوب ، ووعت ولم تعد ترضى بغير الكرامة والحرية والعيش الكريم . 

0 التعليقات:

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More