السبت، أكتوبر 01، 2011

التمرد القاتل


لماذا تعشقين ؟ هل لتتمردي ، وتجعلي من عشقكِ خنجراً تمزقين به صدر معشوقكِ ، وتشقي عن قلبه الذي صار ينبض بعشقكِ ، وتهريقي دماً طالما جرى في دقائق الشرايين بهواك ، وسال في أتون الجسد بذكراكِ .
هل تعشقي لتتمردي أو لتتباهي بأن لكِ عاشق متيم ، يلهج بذكركِ في كل لحظاته ، حتى أصبح يخشى من عظائم الإشراكِ ، والمخالفة في صرف العبادة .
لم يكن الحب تمرداً ، ولا تجاهلاً ، ولا قلوباً تتقاذفها الرياح ،أو تهوي به الريح في مكان سحيق ، ولم يكن حديثاً عابراً توسوس به النفس لحظات عابرة ثم يمضي ويندثر كأنه لم يكن ، وليس أهواءً كاذبة مفتراة على قلوب العاشقين ، ولا أقوال يلوكها الناس في مجالسهم ، إما مفاخرة أو عذلاً ، أو تشبيباً .

إنه انسجام الأرواح المتشابهة المتآلفة في أجساد مختلفة متباينة ، فتتحد معه النفوس وتمتزج الأرواح فتتآلف الأنفس وتلتحم الأجساد .
نعم لتمرد الأنثى ، في شيء من الدلال والغنج ، وحب من طرف خفي يتحدث القلب من خلال العيون ، ويشعر الجسد من خلال الدلال والتغنج ، التمرد العذري ، الذي يزيد من لهفة العاشق ، ويكويه بنيران الأشواق ولوعة اللحظات الخالية من همسات العاشقين ، وأنين المتيمين .

أخبريني بربك : لماذا قتله تمردك ؟ وكيف هو تمردك عليه ؟
هل هو تمرد العاشقين ، التائهين الهائمين في فضاءات العشق ، الباحثين عن اللقاء ، الواقفون على عتبات الوعود ، يطرقون جدران الزمن العاتية ، ويدفعون أبواب الجفاء المؤصدة ، لعلها تنزاح وتبلج عن شمس الوعد الوفاء ، فيخرجون إلى عرصات الحب والسعادة ، يتيهون في خمائلها ويتنقلون بين أزهارها ، ويتفيؤون ظلالها الحب الوارف ، ويستنشقون عبير ورود الهوى والإخلاص ويستمرئون عبارات العشق ، ويتذوقون فيها طعم الصدق والوفاء والتضحية .
أخبريني بربك : ما هو تمردكِ الذي قتله ؟
هل أحببتيه لتتمردي عليه ، واستللتِ خنجر عينيك وصوبتيه نحوه لتلقي به في حبائل أسركِ ظلماً وعدواناً ، وأعقبتيه من من ناظريك حسرات الهوى ، وجمعت عليه آهات المنى ، ومستحيلات المنى ، ثم سحبت عنه طرفكِ بعدما ألقيتيه في غياهب جبكِ ، لتستمتعي به وهو يتبعكِ بناظرين حاسرين ، ملؤهما الحسرة والخيبة ، وخلفتيه له جسداً ناحلاً ألقى عليه الحب ثقل عذاباته ، ولوعة أناته .

ماهكذا الحب يا فاتنة .. إنه يملك نفساً بين جنبيه ، تتعذب ، ويفقد جسداً ينحل يوماً بعد يوم ، كلما أغمض عينيه لمجرد غفوة يسيرة ، فتلوح له صورتكِ ، وتعبر أمامه هيئتكِ ، فينفر عن جفنه النوم فيعود منه إلى أحلام اليقظة ، يبحر في عالمكِ الوهمي ، فيعود إلى براثنكِ لتعبثي منه بالجنان .
أطلقي أسيركِ ، أو امنحيه نفحة من عبيركِ .

0 التعليقات:

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More