الخميس، نوفمبر 03، 2011

شـبكة ومـنـتـديات همس الأطلال

الأربعاء، أكتوبر 12، 2011

قراءة في الفتن .



يبدو أن انشغالي الكثير والكبير ، وتفكيري المستمر في مشروع 
إنشاء منزلي ، وذلك الهم الذي ألقى بظلاله على ساحتي ، قد أخذ 
مني العبارات ، وجفف سواقي الكلمات ، وكذلك البحث الذي اقوم 
به الآن في الأنساب ، الذي أنجزت منه نزراً يسيراً ليس سوى مدخل
لبحث كبير أو خطوة قصيرة على رأس طريق طويل وشاق ، مما استولى 
على تفكيري واحتل ذلك التفكير العميق مكان الكلمة ، وأخذ مني وقتي الذي 
كنت أسخر جله لمدونتي وموقعي ، وهو ما تسبب في تباطؤ المواضيع الجديدة 
وتلك الأسباب التي أريد أن أعزو السبب إليها .
إنني مشتاق لك شيء . مشتاق للماضي ، وأتخيل المستقبل في شغف وشوق 
مهما كان ، وإن كان توقعي بأن الأيام القليلة القادمة لستغير وجه العالم وتقلبه رأساً 
على عقب ، وأن حقبة جديدة ستأتي على غير توقع ، ونحن لا زلنا نعيش في حقبة 
تبدو كأنها متأخرة ، وإن كنا نرى أن العالم قد وصل الذروة ، وأن صح ذلك ، أي اكتمال
الوصول إلى القمة ، فما بعد ذلك إلا النزول ، أو عكس مسار السير نحو جهة أخرى قبيل
لحظات يسيرة من بلوغ الذروة . 

الأحداث تتسارع كأنها العقد المنفرط ، والفتن تتفاقم يوماً بعد يوم ، كلما قلنا إنها قد خفت 
زادت وتمادت ، كما قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنها السنن ، ولا بد أن 
يسير الكون كما أراد له الله أن يسير ، وما كتب في الأزل لا بد أن يتم . 

لا أريد أن أتوسع في هذا المجال الآن ، وسأكتب مقالاً إذا سنحت لي الفرصة أتحدث فيه 
عن انطباعي وتصوري للمستقبل ، من خلال قراءتي للأحداث ، ومقارنتها مع أحاديث 
الفتن ، فنحن قاب قوسين أو أدنى من الملاحم والعلامات الكبرى . وهذا ما سيتقرر من أرض
الشام . 

السبت، أكتوبر 01، 2011

التمرد القاتل


لماذا تعشقين ؟ هل لتتمردي ، وتجعلي من عشقكِ خنجراً تمزقين به صدر معشوقكِ ، وتشقي عن قلبه الذي صار ينبض بعشقكِ ، وتهريقي دماً طالما جرى في دقائق الشرايين بهواك ، وسال في أتون الجسد بذكراكِ .
هل تعشقي لتتمردي أو لتتباهي بأن لكِ عاشق متيم ، يلهج بذكركِ في كل لحظاته ، حتى أصبح يخشى من عظائم الإشراكِ ، والمخالفة في صرف العبادة .
لم يكن الحب تمرداً ، ولا تجاهلاً ، ولا قلوباً تتقاذفها الرياح ،أو تهوي به الريح في مكان سحيق ، ولم يكن حديثاً عابراً توسوس به النفس لحظات عابرة ثم يمضي ويندثر كأنه لم يكن ، وليس أهواءً كاذبة مفتراة على قلوب العاشقين ، ولا أقوال يلوكها الناس في مجالسهم ، إما مفاخرة أو عذلاً ، أو تشبيباً .

إنه انسجام الأرواح المتشابهة المتآلفة في أجساد مختلفة متباينة ، فتتحد معه النفوس وتمتزج الأرواح فتتآلف الأنفس وتلتحم الأجساد .
نعم لتمرد الأنثى ، في شيء من الدلال والغنج ، وحب من طرف خفي يتحدث القلب من خلال العيون ، ويشعر الجسد من خلال الدلال والتغنج ، التمرد العذري ، الذي يزيد من لهفة العاشق ، ويكويه بنيران الأشواق ولوعة اللحظات الخالية من همسات العاشقين ، وأنين المتيمين .

أخبريني بربك : لماذا قتله تمردك ؟ وكيف هو تمردك عليه ؟
هل هو تمرد العاشقين ، التائهين الهائمين في فضاءات العشق ، الباحثين عن اللقاء ، الواقفون على عتبات الوعود ، يطرقون جدران الزمن العاتية ، ويدفعون أبواب الجفاء المؤصدة ، لعلها تنزاح وتبلج عن شمس الوعد الوفاء ، فيخرجون إلى عرصات الحب والسعادة ، يتيهون في خمائلها ويتنقلون بين أزهارها ، ويتفيؤون ظلالها الحب الوارف ، ويستنشقون عبير ورود الهوى والإخلاص ويستمرئون عبارات العشق ، ويتذوقون فيها طعم الصدق والوفاء والتضحية .
أخبريني بربك : ما هو تمردكِ الذي قتله ؟
هل أحببتيه لتتمردي عليه ، واستللتِ خنجر عينيك وصوبتيه نحوه لتلقي به في حبائل أسركِ ظلماً وعدواناً ، وأعقبتيه من من ناظريك حسرات الهوى ، وجمعت عليه آهات المنى ، ومستحيلات المنى ، ثم سحبت عنه طرفكِ بعدما ألقيتيه في غياهب جبكِ ، لتستمتعي به وهو يتبعكِ بناظرين حاسرين ، ملؤهما الحسرة والخيبة ، وخلفتيه له جسداً ناحلاً ألقى عليه الحب ثقل عذاباته ، ولوعة أناته .

ماهكذا الحب يا فاتنة .. إنه يملك نفساً بين جنبيه ، تتعذب ، ويفقد جسداً ينحل يوماً بعد يوم ، كلما أغمض عينيه لمجرد غفوة يسيرة ، فتلوح له صورتكِ ، وتعبر أمامه هيئتكِ ، فينفر عن جفنه النوم فيعود منه إلى أحلام اليقظة ، يبحر في عالمكِ الوهمي ، فيعود إلى براثنكِ لتعبثي منه بالجنان .
أطلقي أسيركِ ، أو امنحيه نفحة من عبيركِ .

الأربعاء، سبتمبر 28، 2011

إلى متى ذي العناد ؟ ( قصيدة أعجبتني ) .


يامن سكن في الفؤاد وعذبه بالبعاد إلى متى ذي العناد حرام عليك ياجميل .
حرام ومليون حرام تسلب عيوني المنام خليت نار الغرام تشعل بقلبي شعيل .
قل إن حبيب مع  حبيب يعيش منه قريب وانا علي نصيب أعيش كعابر سبيل .
ما انساك ولا انسى هواك ولا ليالي لقاك بس ليش عاد الحناك من غير سبب أو دليل .
خاف من خالقك واعطف على عاشقك كم ود لو عانقك ساعه ولو بالقليل .
فينك وفين الوفاء وفين عهود الصفاء يا حلو زاد الجفاء الله عليك الوكيل .
فين الليالي الملاح ذي غار منها الصباح آح عليها وآح ما شي لها من مثيل .
فيا غزال الحما ويا قمر إرفق بصبك فما له عنك في الكون بديل .

الأربعاء، سبتمبر 14، 2011

مناجاة في غياهب الماضي .


لمَ ترحلين وتتركيني أتحدث إلى طيفكِ ، وأنسج بخيوط الأمل البعيد وعود لقياكِ .
لمَ تفتحي قلبكِ لي ثم تستوقفيني على أبوابه ، ثم تجعلي حاجب الجفاء يصدني عن الدخول ؟

ترى أتذكريني كما أذكركِ ، أم أن الزمن قد أتى على كل ما كان بيننا ، وأزال ما علق بقلبكِ مني ؟ 

لا تحزني يا فاتنتي فمهما نسيتِ وبأي طريقة نسيتي فلن أنساكِ ، بل إن كلما تقدم العمر بنا وطوت الأيام مزيداً من صفحاتنا فإن كل شيء يتجدد كان بيننا ، وكلما تعمقت الذكرى في 
غياهب الزمن ، وتوارت خلف أسوار البعد ، تتجدد في أعماقي ذكراكِ ، وتنبعث في مخيلتي صوركِ وتتردد في كياني همساتكِ .

أنتِ البحر الذي سبحت فيه فغرقت دون شواطئه ، وأنت الحديقة الغناء التي أنبت إليها كلما خرجت منها ، فأعود إلى أسوارها متوسلاً إليكِ كي تعطفي على من وقف حائراً على أعتابكِ .
أنتِ الضياء الذي ملأت خيوطه أعماقي ، وبددت ومضاته زوايا ظلام الحنين ، وأشواقكِ . 
يا قطرة كالماء الزلال أزالت ضمأ الحب وذابت في ساحتي فأنبتت الآمال والأمنيات بلقياكِ .

الأربعاء، أغسطس 17، 2011

لا تستحقين كلماتي .



كتبتُ فيكِ أجمل الكلمات وألفتُ أروع المقالات ، وخلوت بنفسي أكثر اللحظات ، فغيبت عقلي وأغرقته في التفكير فيكِ وسخرت ذاكرتي للتجول في عالمكِ ، ثم غفوت على ألوان صورة رسمتها لكِ في أتتون خيالي ، وغصتُ في أعماق التخيل وتمعنت في فنون الرسم الخيالي حتى صورت لك تمثالاً وجسدته في ظلمات الوهم ، ثم خرجت به غلى عرصات الحقيقة ، حتى لكأني أشعر بكِ وأراكِ حقيقة ماثلة أمامي ، وأطيل التجديف والإبحار في لجج أغرقتِ بها بري ، حتى لكأن البر لم يكن له وجود . 

وأندمج في شخصكِ الخيالي وكأني جثة هامدة ، ليشك من يراني بأنني قد فارقت الحياة ، لأنني قد سخرت الفكر والعقل والإحساس ، والمشاعر لكِ وبعثتها إلى روحكِ التائهة في عالم الغيب والخيال . إلى صحرائكِ المترامية الأطراف . 

أنهكت مخيلتي ، وأتعبتُ عقلي وأطلت التفكير ، حتى كونت لكِ في أعماقي صورة فائقة الجمال ، وروحاً أسكنتها كياني فكان في داخلي تهدج وضجيج ودوي أحاديث متشعبة ، تعج بداخلي ولها وجيب وصخب ، فاختلطت على الأصوات وحرت فيها وصعب علي تمييزها ، وتاهت مني المفردات ، فزدتِ غموضاً ، وزادت حيرتي فيكِ كأنني سلكتُ طريقاً صعباً في ليلة حالكة الظلام ، فأفضى بي إلى مفترق طرقات متعددة موحشة ، وغامضة بل مهجورة ، وأنادي في الظلمات ، وأجول ببصري في كل مكان ، ولكن ليس بها سوى ظلام دامس ، ولجة من أمواج الليل المتراكمة المتحالكة ، فلا أرى سوى أسراب من قطع الليل المظلم تتعاقب على بصري واحدة تلو الأخرى ليزداد الليل حلكاً ، ولا أسمع من مجيب سوى أصداء صوتي تتأرجح في أطراف الأودية وتصطدم بالقمم والجنبات فلا يجيبني سوى أصدائي . وبقيت أنادي حتى تهدج صوتي وتعلثم حتى خفُتَ ثم انقطع . 

يتبع إن شاء الله .

الجمعة، يوليو 22، 2011

هكذا كانت الأقدار .



ما أجمل القلم وما أروعه ، وما أوفاه من صديق صدوق ، عندما تجيش في صدركَ جيوش الزمن ، وتتراكم في ذاكرتك الأفكار ، وتلم بكَ الهموم ، وتراودك الكلمات المبعثرة ، والحروف المتناثرة في أرجائك ، وأعماقكَ ، ولا تجد من وسيلة للبوح بها والإفصاح عنها إلا أن تأوي إلى القلم وتهفو إلى لون حبره ، المنساب من جوفه كأنه الشهد ، لتعبر به عما يتردد في نفسك وتضيق به أنحاؤك .
فيستقبلك بصدر رحب ، وكأنه ولي حميم يفتح لك ذراعي الوفاء والإخاء ، والصدق والأمانة ، فتبوح له بكل ما يختلج في نفسك دون وجل ولا خوف من النقص والتحريف .

لم أكن أتوقع أنني سأكتب يوماً عن ذكرياتي ، ولم يخطر في بالي بأنه سيكون لي مدونة ألجأ إليها بقلمي ، وأسطر عليها ذكرياتي ، وأبث على سطورها همومي ، وأحزاني ، وأدون ذكرياتي وأفراحي ، وأفصح عن ملماتي وأتراحي ، وأنشر كل ذلك على الملأ ليقرأه كل من أراد ، ويقتبس عن حياتي الشيء اليسير ، وما أجمل أن يكون للإنسان زاوية خاصة به يلجأ إليها كلما وجد أنه يريد الخلوة مع نفسه والتحدث إليها بهمس وأبعاد من الماضي ، وعيناه تتحركان غرقاً في الذكريات ، واستعراضاً لشريط الأحداث الماضية ، وكأنه يقرأ الماضي سطوراً ماثلة أمامه أو مكتوبة على ورقة .

كنت قد كتبت في مقالتي السابقة عن جزء من كياني غاب عني عشرين سنة أو تزيد قليلاً ، عندما كانت صغيرة في عمر الزهور فتوالت اليام وتعاقبت السنون وتمادت في التفريق بيننا ، حتى غابت عني كل ملامحها وتلاشت صورتها من مخيلتي ، ودرست من ذاكرتي ، ولم تعد سوى وشم في نواشر معصم ، حتى أنني ظننت ألا لقاء ولا نصيب لي في رؤيتها مرة أخرى إلى أن يواري أحدنا التراب ، ولكن كان القدر يريد غير ذلك فلقيتها بعد زمن طويل فإذا بها قد تغيرت كثيراً إلا هدوءها المعهود ، وطيبة قلبها الطاهر ، وهذا من أصالتها وطيب معدنها . 

وها أنا الآن أكمل المائة موضوع في مدونتي هذه وأكتب عن أختي  الأخرى التي لا زالت حتى الآن غائبة عني منذو ما يقارب العشرين عاماً أيضاً ، حيث رحلت وهي في سن صغيرة ، تنعم في براءة الطفولة ، وكبرياء الصبا ، جميلة ورائعة ، تتسم بالهدوء واللطف ، ورحابة الصدر ونقاء الطوية ، وعذوبة المنطق وسلامة الروح ، ولا زالت غائبة عني حتى الآن ولم أستطع لقاءها ورؤيتها من جديد ، ويبدو أن السنين قد أزمعت على أن تطيل أمد الفراق ، وتشمر عن ساعد الجفاء ، وتزيد هوة الزمن بيننا ، لأعود إلى صفحات الماضي أقلبها ، لعلي أجد فيها بقايا من صورة وجهها الصغير الذي يشع ضياء ، ويبرق نقاء ، وتنبثق عنه بسمة الالبراءة ، والصفاء ، ويتلألأ بهجة وينبئ عن قلب رؤوم عطوف وحنون ، إلا أن تلك الملامح قد ذابت وجفت منها صفحات ذاكرتي ، وأعيت على ذكرياتي ، فلم أعد أر سوى صورة من خلف زجاج معتم مشوشة ، لتبدو كأنها شبح قابع خلف أستار الظلام وأنا أدور حوله عسى أن أجد منفذاً للوصول إليه لأتبين الصورة الحقيقية ، إلا أن ذلك لم يكن ، فأجد نفسي أحياناً كالمستيقظ من حلم جميل يمنى بالإحباط لمجرد أن يعلم أنه مجرد حلم عابر ، مر على ذاكرته في سكرة النوم كلمح بالبصر . 

مع كل هذا الشتات الذي أعيشه ، والأحزان التي تعتصر أعماقي ، وتطفو على وجهي وتبدو في ملامحي ، ويبرق ضوؤها المقيت من ناصيتي لا يخفى على ذي لب ، أتساءل من السبب ؟! 
ولماذا كتب علي هذا النمط من الحياة ، هل لأكون سعيداً في يوم ما ، أم أنه الشقاء إلى الأبد ؟! 
أم أن ذلك قدري لأعتزل الناس ، أو أقتصد في الجلوس معهم لأصاحب بدلاً منهم القلم والقرطاس ، وأبوح لهما بكل ما يعتصر داخلي من آلام ومعاناة ، وأحزان ، - ونعم الصديق االقلم . 

لا أحد يعرفني جيداً ، حتى المقربين مني ولا يعلمون ما هو الحديث الذي يدور في داخلي ، ويخترق ذكرياتي ليفرض علي الصمت والتأمل الطويل ، الذي أحبه كثيراً كثيراً ، فمن يراني ويجالسني لا يمكن إلا أن يفكر ويعتقد أنني أفعل ذلك تكبراً ، بينما هو لا يدري ما يدور في أعماقي ، ولا يعلم شيئاً عن الرحى التي تدق وتطحن كياني في أعماقي ، ويهد صوتها حيلي ، ويكاد يضعف عزمي وحيلتي ، ولا يرى اللهيب الي يضطرم في جونحي ، ويلتهب في أضلاعي ، وهو معذور في ذلك ، وليقل ما يقول ، فهذه سجية من سجايا حياتي ومن بعض أقداري أن أكون هكذا .

هكذا أراد الله أن أكون . 

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More