السبت، مايو 08، 2010

سحر بيان مستمر



( هي ) ليست بحاجة إلى أن تتبدى لتلقي بنظرها نحو قلب قابع بين الجوانح لتقتلعه بلحاظها من معاليقه وترمي به في غياهب العشق والهوى ، أو أن تتبلج شفتاها ابتسامة عن ثنايا ترسل سنا برقها إلى لُبٍّ فتحل أوصاله وتهد قواه ، فهي غنية عن ذلك كله ، وتستطيع أن تفعل ذلك وهي بين جدران غرفتها في ليلة مظلمة إن تمد يدك لم تكد تراها ، وهي تداعب مفاتيح لوحتها بأناملها الرقيقة وبأطراف بنانها التي قد تكفلت باختيار الحروف لتشكل منها كلمات ترسلها عبر الأثير إلى جميع القلوب فتملك منها ماشاءت وتقتل ما شاءت وتأسر من شاءت وتسقم من شاءت ، وإلى جميع الألباب فتأسرها ثم تثملها وتذهبها بعذب ألفاظها وسحر بيانها ، وهي تنعم بالجلوس على مكتبها المتواضع أو على طرف فراشها الوثير ( فلله كم مبدعة بارعة ) .

قوة الكلمة وإحكامها ومتانتها كأنها صفوان صلد تضرب القلب وتأخذ بمجاميعه وتجره من تلابيبه ، وهي صامدة أمام العوامل والتغيرات ، كلما تقادم عهدها زادت قوتها ، وكلما قرأتها زاد توهجها وصفاؤها .

عذوبة غير مسبوقة تجعل القارئ يعيد قراءتها مرات ومرات وكلما قرأها عاد إليها من جديد وكأنه لم يقرأها قط أو يوهم نفسه بأنه لم يقرأها حتى يصوغ لنفسه العودة لقراءتها ، ملتذذاً متذوقاً ما فيها من شهد المعاني والكلم ، والصياغة المتقنة والتركيب المحكم ، تناسق عجيب بين الحروف والكلمات والمعاني كأنها بنيان مرصوص بلبنات متساوية في الطول والعرض والشكل واللون ، فتكاتفت مع بعضها وتماسكت فشكلت بنياناً متيناً وجميلاً محكماً .

إبداع لم يسبقها إليه أحد وفن أوجدته من العدم ، وأحدثته كمدرسة يصدر عنها النوابغ والجهابذة من الأدباء ، ولا يسعهم إلا أن يرشفوا ويثملوا بما في تلك الكلمات من جمال وروعة ويتجبروا بما فيها من جبروت ، ويسيطروا بما فيها من سطوة ، ويبطشوا بما فيها من قوة . وهيمنة كلية على الفكر والمنطق حتى يكاد أن يتلعثم عندها اللسان ، ويخرس المنطق . ويرتمي بين قضبانها اللب ويهيم بها القلب .


تلك هي الهيئة التي رايت عليها تلك الكلمات المترابطة في منظومة متناسقة من المعاني والحروف ، وغنية بألفاظها قوية في دلالتها ، وأعتذر منكِ سيدتي إذ لم أفِ كلماتكِ حقها من الوصف والتمجيد ، فقد ملكتني حتى أخرستني ، وسلبتني منطقي وبياني وتواضعت عندها حروفي وكلماتي ، فلله دركِ من كاتبة مبدعة ، ومؤلفة بارعة .

قرأتها مرات ومرات أذهب ثم أعود إليها متمرجحاً بين بين الصفحات ، ومترنحاً بين الكلمات ، منبهراً من رزانة الحرورف وصلابة الكلمات وبراءتها وعفتها وعذوبة المنطق ، معجباً بقوة معانيها وشموليتها وجزالتها .

كأنها الشمس في وضوحها ، وشموليتها عندما تكتسح خط المشارق عندما مُحِيَتْ آية الليل وجُعِلَتْ آيةُ النهار مبصرة ، فتزيل عتمة الليل وتضيء جميع أرجاء الكون مكتسحة كل الظلال .
حارقة للزيف والباطل ، واضحة الدرب والجادة ، باردة على الفكر المتقد والمنطق السليم ، فيجد فيها دواءه وشفاءه ، وإطفاء ناره ، قاتلة لمن لم يدرك كنهها ، أو لم يستوعب مقاصدها ، منقذة مشبعة ، تروي العطش وتزيله ، وتطعم كل ذي مسغبة .

لله دركِ وتبارك ربك ، وأعيذك بالله من شر كل نفس أو عين حاسد ، فكم تعجبني كلماتك ، وتأسرني معانيك وتذهلني طريقتكِ ، التي أجد فيها الأصالة العربية والفصاحة اللغوية ، وطالما أعجبتُ بها وافتتنتُ ، فانحني إجلالاً لجمال وروعة حرفك وسحر بيانك وألفاظك . فسيري على منهاجكِ وحصني نفسك قبل ذلك بالذكر والدعاء .

3 التعليقات:

لا أعرف أي النسـاء هي ..!

وهل لهذا الحد تبلغ من الجمال ..

تاقت النفس لرؤية تراكيب حروفها

فهل ستكشف الستار حتى نرى بطلتك
ياسيدي..

وحقآ أنت مبدع

مجنون أنت وصفتها بما يسحر القلب

وفخورة الكلمات حين تكون لأنثى مثلها

استمتعت بقراءة حروفك هنا

أزال المؤلف هذا التعليق.

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More