الأحد، ديسمبر 11، 2011

هذا أنا .. وهذه آثاركِ .


في داخلي كيانات متناقضة ، ومستعمرات متناحرة ، ودويلات متفتتة متهالكة .
مستعمرة الأحزان .. مستعمرة الحنين .. مستعمرة الأشواق .. مستعمرة الآلام .. مستعمرة الذكريات ..
دويلات حلت بداخلي تتصارع في أعماقي ، مع تلك المستعمرات التي  تحطمت على بلاطها ممالكي ، واحتلت بلاطي ، وتهاوت أسوارها
وغادرت الأطيار أعشاشها وهجرت أغصانها ، وذبلت أزهار حدائقي ، وجفت أنهارها ، ودرست معالم طرقاتها وخبت الأضواء في داخلي . 

قفي على صخرة عاتية صلبة ، حتى تثبت قدماك وترسخا بثبات ، حتى لا تقذفك تلك الاهتزازات والانفجارات التي تلتهم أعماقي ، وتدمرها ، ثم انظري إلي تأملي تعابير وجهي وحدقي في تلك التغيرات التي تعتريه والغيوم التي تكسوه تارة وتنقشع عنه تارة أخرى ، نتيجة لما يدور في داخلي من أحداث وصراعات ، وأمواج تقذفها نسائم الذكريات ولهيب الذكرى ، ثم أصغي ملياً إلى الحديث الذي تستنبطيه من خلال تتبعك لقسمات وجهي ، وما يدور في الحنايا وأنحاء نفس تاهت في غياهب الأسى ، واستمعي إلى أزيزٍ الحطمة التي أشعلتها صراعات الدويلات والمستعمرات من أجل حرية مكبوتة في الصدر منذو أمد بعيد ، منذو الطفولة .. والصبا .. والشباب .. حتى أصبحت كرة ملتهبة تدور وتتدحرج في كيان تكسوه حشائش من هشيم الزمن ، وما أسرع النار عندما تلتقي بالهشيم ، وما أقساها عليه  . 

دويلات .. تكونت بين جوانحي لم تكن إلا بعدما انبسطت أرضي على رقعة الأيام وامتدت على جدار الزمن .. لم تكن سوى دولة من البراءة والوداعة والبسمة العريضة التي كنت حتى أجهلها ولا أعرف معناها إلا أنني كنت أبتسم وحسب ، أو أضحك وكفى ولكن لم تدم تلك ادولة متوحدة فسرعان ما اختفت وتوارت خلف تلال المجهول وقسوة الأيام . 
دولة الأمل .. دولة المنى .. دولة المستقبل المنشود الذي تصارعه مستعمرة المجهول الغامض ، دولة السعادة التي تكتسحها مستعمرة الشقاء والتعاسة ، دولة الفرح والسرور التي تجتاحها مستعمرة الترح والأحزان ، دولة الأمل التي بددتها مستعمرة الظنون . 

أرأيتِ كيف أنا ؟ هل أدركتِ كيف أعماقي .. 
إنني كتلة من الأحزان .. من الحنين .. من الأشواق .. من الحرمان .. من الذكريات المؤلمة .. من الذكرى الغابرة في رحم الماضي المظلم .. في أعماقي مشاعر متعددة .. أحاسيس مرهفة .. نفوس تقتات عليها أحداث الأيام وترعى في جنباتها . 
هذا أنا .. وهذه آثاركِ. 
قد تجدون هذه الخاطرة في موقعي على الرابط التالي : 
http://www.hmseh.com/vb/showthread.php?p=65425#post65425

0 التعليقات:

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More