الأحد، أبريل 04، 2010

وتبعتها الروح


فوا أسفي تعلقت بها النفس وتبعتها الروح عندما توارت خلف أفـق بعيد ، أنظر إليها وهي تتهادى أمامي وتبتعد .. كما تبتعد الشمس عند الغروب حتى تختفي مخلفة الشفق الأحمر خلفها ، أما هي فلم تخلف شفقاً أحمراً جميلاً أو أصيلاً حالماً ، وإنما خلفت جمراً ولهيباً من نار الفراق والبعاد ، وتركت خلفها قلباً صريعاً ، يثعب الدم من جراحه المفتوحة ، المهلكة ، فظل ينزف وينزف حتى خارت قواه ، وضعف حيله وقلت حيلته ، وبقي معلقاً بين الحياة والموت ، فلم يمت ليستريح ، ولم يجد القوة للصبر والجلد على ما أصابه . وخلفت جسداً نحيلاً هزيلاً ، من يراه يعتقد أنه يفوق الثمانين حجة . وخلفت عيوناً زائغة تنظر إليها وهي ترحل في غموض رهيب ولا تحير جواباً ، شاخصة إلى خيالها وهو يذوب ويضمحل في خيط الأفق البعيد . أنظر إليها وهي تسير ببطْ ، وأمد إليها يدي وأنادي بصوت خافت لا يكاد أن يخرج من حنجرتي ، وثقل لساني ، وكلما ابتعدت يزيد تلوعي وتحسري ، وأكرر النداء ، ولكن لا جدوى ، فهي تبتعد ، وصوتي يتناقص ، حتى لم يعد يسمعني حتى من كان بجانبي . تأبى علي الكلمات وأنا أكتب هذه الأسطر المتواضعة أن تأتيني ، لما لها من وقع شديد على القلب والقلم ، كوقع الصواعق على جلاميد الصخر ، فلا تكاد تحتمله ، ولا تستطيع أن تفي الحدث حقه من التعبير والإيضاح والإفهام ، فأخذتها عنوة وقسراً ، وهي تتهرب من قلمي كما يتهرب الماء من راحة اليد .

0 التعليقات:

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More