الأحد، أبريل 04، 2010

فاتـــنـــــتي .. مهلا


السلام عليكم أعلم ما بيننا من جفاء وصد ، وشيء من العناد ، والمكابرة ، ولكن يعلم الله أن كل ذلك ليس لي فيه يد ، ولم أدرِ ما سببه ، وكيف اختـــلـقـــتيه لفنسكِ ، وجنيــيتي علي به ، فقد لقيت من المتاعب والآلام من ذلك التصرف ما الله به عليم ، وها أنا أسعى جاهداً حتى أعلم بالأسباب التي دعتـــكِ إلى هذا الجنوح والميل - إن تراني تميل عني كأن لم يــكُ بيني وبينها أشياء - فعذبــتـيـني بدون ذنب اقترفــته وأنا أعلمه ، إلا إن كان هناك أمر أو خطأ ارتكبته فذلك بغير علم مني فكيف تعاقبيني وتحاسبـيـني على ما لم أعلم ، دون أن تساليني عن موقفي مما دعاكِ إلى هذا الصدود ؟كتبتُ ذات مرة رسالة فيها شيء من الكلام عن الرحيل والوداع ، ولكن ليس بهذا المعنى تحديداً ولكنني تكلمت عن حالة من الحب مـتأخرة رأيتها وشعرت بها نـتـيـجة لصدودكِ وهجركِ الأخير دون مبرر ، فوجدت شعوراً غريباً فأحببت أن أكتب عنه وهو لا زال قائماً بالنسبة لكِ ، فأنا أراكِ تبتعدين كلما اقتربتُ منكِ ، وتشيحين كلما حاولت أن أنظر إليكِ ، وكأن بيني وبينكِ عداوة قديمة لا يمكن معها صلح ، أو عودة إلى جادة الصواب ، وها أنت حتى هذه اللحظة لا زلتِ تتمنعين وتصدين عني مع أنني أعلم بأن لديك من الحب كما لدي ولكنها قلوب النساء القاسية ، تحكم قبل أن تعلم ، وتهرب قبل أن تتروى وتتأكد من أمر . فاتــنــتي : أنا لم أكتب تلك الرسالة إعلاناً للرحيل ، أو بدءاً بمراسم الوداع ، أو هروباً من حب أنا من أسسه واخترعه ، وقد ثــبـت في فؤادي كما ثـبـتـت في راحتي أصابعي ، وبه ألفت ودونتُ ، وعزفتُ أجمل الألحان وتغنيتُ بها ، وبه نظمتُ أجمل كلمات الحب ورتبتها ورصصتها لتكون لائقة بوصفكِ ومؤدية للمعنى الذي أريد ويليق بكِ . وإنما كتبته لأشرح واقعاً أعيشه وحقيقة ألمسها ، ولأعبر عن مدى حبي وإخلاصي ، وخشيتي مما أراه من تصرف قد ملتِ إليه وجنوح وقرار اتخذتيه دون مبرر ولا علم مني بأسبابه ، فخشيت أن يتحول ميولك هذا إلى حقيقة كاملة وهجر ووداع أبدي فأصبح بسببه صريعكِ وقتيلكِ ، جنيت علي دون رحمة ومارستِ معي أشد أنواع التعذيب والقسوة ، فأصبحتُ ضحية حب بريء . لم ولن أنساكِ ، ولن أتلون في الحب بعدة ألوان سوى ألوان التـفـنن فيه والابتكار وإظهار ما يعتلج في أعماقي من حب تليد . مهلاً فاتنتي :لا تتسرعي في حكمكِ علي فإنما الزلة في العجلة ، والعجلة في مثل هذه الأمور توقع ضحايا أبرياء ، ليس لهم ذنب غير أنهم أهدوا أرواحهم وقلوبهم لآخرين وحكموهم فيها . فأنتِ المنى والروح التي تسري في جسدي ، وأنت القلب الذي ينبض بين أضلعي ، اشعر بالقـلق والحيرة إذا غبتِ عني ، ثم تعود إلي الحياة من جديد إذا عدتِ ورأيتكِ حتى من بعيد ، فتطمئن نفسي وتعود إلى هدوئها وكأن شيئاً لم يكن فمهلاً يا فاتــنــتي فأنا أحبكِ ولا زلت أحبكِ وسأظل أحبكِ ، في قربكِ وبعدكِ ، وهجركِ ، وصلكِ ، وإقبالكِ وصدكِ وإدباركِ ، سأظل عاشقكِ المتيم ، ومغرمكِ الهائم ، أجل أنا أعشقكِ ولن أترككِ . والسلام .

مع تحياتي ( م . أ . ف )

0 التعليقات:

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More