الأحد، أبريل 04، 2010

عِنْدَمَا أشْرَقَتْ شَمْسُكِ


عندما بزغت شمسكِ في حياتي وأضاءت أيامي كنت أشعر بكِ تقتربين مني كل لحظة كما تقترب الشمس من آفاق مشارقها لتلقي بضوئها ودفئها على أرض الله – تعالى – ففتح لكِ قلبي أبوابه على مصاريعها لتدخليه بسلام آمنة ، وإلقاء بضيائكِ إلى أعماقه ، وتمنحيه الدفء والأمان ، فولجتِ إليه من أوسع أبوابه ، وتربعتِ على عرشه وأرجائه ، وبسطتِ نفوذكِ على أرضه وكيانه ، وشرعتِ قوانين الحب والغرام ، وفرظتيها على أقاليمه . ورغم المسافات بيننا والأسوار الوهمية التي يقبع كل واحد منا على جانب منها إلا أنني أشعر بكِ وأجدكِ بقربي ، روحاً وطيفاً وخيالاً ، ولم يبق من الوصل إلا الجسد الذي تركته الروح لأنها لم تستطع حمله لتلقي به بين يديكِ يتملى مما حويتِ من جمال ، ويطرب بما يسمعه من عذب الكلام ، ولقد تمكنتِ من تكبيل قلبي بسلاسل حبكِ وعشقكِ ، وأحكمتِ عليه قبضتكِ ، حتى غدا أسيراً لجيش جمالكِ ، وعساكر غرامكِ . هكذا هو شأن قلوب المحبين تهوى متى أرادت ، ولكنها لا تخرج من الحب بإرادتها بل ليس لها إرادة للخروج من الحب بعد إذ دخلت فيه ، ولكن بعضها يجيد لغة الصدود والتمنع ، وهكذا هو الحب يكتسح القلوب اكتساحاً وعنوة دون استئذان ، فلا تجد بدأ من الاستجابة لسلطانه وتنفيذ قوانينه ، فتتكيف معه لتستقبل حياة أخرى جديدة وتسوسها كما ينبغي لها .
أميرتي : لقد أبحرتُ في هواكِ ، وركبتُ لجج الأمواج العاتية ، ثم هبطتُ إلى غمار بحر حبكِ ، وسلكتُ سبلاً عديدة لعلها توصلني إليكِ ، لأراكِ حقيقة بعد الخيال ، وطرقتُ باب قلبكِ الغض ، لعلي أجد لديك قلباً مفتوحاً لأنضم إليه لتكتنفيني بحبكِ الدافئ ، وجانبكِ الحاني .
أميرتي :لا أخفيكِ أنني أحياناً أعيش لحظات يكتنفها الغموض ، أفراح تسوقها الآمال إليّ ، وتعمقها في نفسي حتى أجدني أسعد من على المعمورة ، لأنني أحببتكِ ، وعشقتكِ ، وحظيتُ بقلبكِ من بين جميع قلوب أهل الأرض ، وحويتُ حواء . فأعيش على تلك الآمال والأحلام ، جذلاً ، أعلل النفس بها وأمنيها بأجمل منها وهو اللقاء والوصال ، وهكذا أعيش مع الأمل ساعاتٍ طوال وأيامٍ وليال ، أتخيلكِ ، وأرسمكِ في شتى صور الجمال وأروعها . وتارة تطويني أحزانٌ وأدخل في حيرة عندما أجدني في عالم خفي غامض ، باهت لا أستطيع أن أتحققه واستبينه جيداً ولم أستطع معرفة أين أنا منكِ ، أفي قلبكِ أم أنني قابع خلف أسواره ، لما أجده منكِ من كر وفر ، وشد وإرخاء ، مما جعلني متذبذباً لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء . وسرعان ما تتحول آمال قد بنيتها إلى يأس وخوف ووجل ، فأعود للحيرة من

عشقتكِ عشقاً مجنوناً ، أتخيلكِ ماثلة أمامي جسداً وروحاً ، تحدثيني وأناجيكِ ، وتبادليني الحب ، فما هي إلا لحظات حتى أفيق من حلمي لأجد ذلك طيفكِ زارني في إغماضة عين قصيرة ، وهو يهمس بكلمات الحب والعشق في نفسي ، حتى أنني من شدة تلذذي بتلك الكلمة أفتح عيني بسرعة مؤمناً بأن ذلك حقيقة لأجد المكان خالياً إلا من ذلك الطيف العابر ، فيعود إلي النظر حسيراً . تحضرني صورٌ من أروع الصور وأجملها كنت قد رسمتها لكِ في أخيلتي ، حتى أعود إليها في كل لحظة لأسلي نفسي بها حتى يقدر الله أمراً كان مفعولاً . ولكي أراكِ أمامي ما علي إلا أن أغمض إغماضة سريعة لتظهر وتتجلي أمامي في بهاء لا مثيل له . فأتأملك من خلالها وأناجي طيفكِ عبرها ، جميلة ، وأمل ، وأحلام ، ومنى ، وطيف ، وأطياف ، والغزال ، والبدر ، وأميرتي أسماء قد أسميتك بها وكل اسم تفائلي جميل لتتعرف عليكِ نفسي من خلالها .
أيا شمسي : ماهي إلا أن تمكنتِ من قلبي ، وزججتِ بي خلف قضبان حبكِ وعلمتِ أنني قد وقعتُ في حبكِ وجعلتُه مذهباً لي بين جميع المذاهب ، ولقياكِ مطلباً ، حتى أخذتِ تتقهقرين إلى مشرقكِ من جديد لتغيبي من هناك – كما بدأنا أول خلق نعيده – وتتراجعين شيئاً فشيئاً وكأنكِ تعلنين الفراق والوداع الأبدي ، تاركة آثاركِ في ساحتي ، حباً وغراماً ، وأشواقاً ، وآمالاً ، وأحلاماً ، ممزوجة بالأحزان والآلام والأوجاع ، وخلفتِ روحاً منهكة يائسة بائسة ، انطلقت تبحث عن روحكِ في عنان السماء لعلها تجدها لتتشبث بها وتتبعها أينما سارت ورحلت . لأنها قد ألفتها ، فلما وجدتها رأتها محاطة بهالة من الغموض . كنت أقترب منكِ وكلما اقتربت منكِ تبتعدين ، وكلما شرحت لكِ بوجهكِ عني تشيحين ، وكلما طلبتُ لقاءكِ تصدين ، وكلما كتبتُ وأرسلت لك تتجاهلين وتهربين ، فأجدكِ تبتعدين .. وتبتعدين .. وتبتعدين .. هناك حيث بزغت علي شمسكِ تتوارين عني في أفق مشرقكِ وتعودي لتغيبي من هناك ، ولم تواصلي المضي في فلكك لتغربي غروباً يأتي بعده ليل أقضيه في انتظار إشراقتكِ من جديد في يوم جديد يتجدد فيه الحب ونحلم باللقاء والوصال . أشعر بضيائكِ يخبو ويخفتْ كما يخبو ويخفت ضياء كوكب بعيد في عمق السماء عندمايسطع ضياء النهار شيئاً فشيئاً حتى يبهت ذلك الكوكب ويذوب مكانه في السماء . أشعر بحبكِ ينضب كما ينضب ينبوع الماء عندما يشتد على الأرض القحط والجدب ، وكما يجف النهر عندما تمسك السماء عن بركتها حتى يهلك أهل الأرض جوعاً وعطشاً ، وأنا سأهلك من جوع حبكِ وعطش إلى نهر غرامك . أنتِ تريدين ذلك وتعمدين إليه وتسعين ، بينما أنا لا زلت أحث الخطى نحوكِ وأتبعكِ وأجري وراءكِ كما يجري العطشان وراء سراب بقيعة يحسبه ماء ، لعلي أستطيع إيقاف هذا التراجع والهروب وأحظى بلحظة لين من قلبكِ تعيدكِ إلي من جديد ، وتبقى شمسكِ ساطعة في سمائي دائماً إلى أبد الآبدين إلى أن نذهب كلنا وتغيب شمسنا سوياً . ويبقى فجركِ بازغاً بالأحلام والآمال والتطلعات . ولكنكِ تبتعدين .. وتبتعدين .. وتبتعدين .. وتتوارين هناك خلف الحجب . أما أنا فعلي أن أعيش حيران أسفاً وأبقى ذلك العاشق الهائم التائه بحبكِ مهما ابتعدتِ وتواريت ستبقى ذكراكِ تسليني ، أعزف أنغام الحزن على أوتار الماضي السحيق ، وأعيش على أمل إشراقة لك من جديد . والسلام .

0 التعليقات:

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More